السؤال:
جاء في بعض الأحاديث أن المسلمين الذين يموتون بسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والحرائق والفيضانات والأمراض الخطيرة يعتبرون “شهداء”. فهل يوجد في القرآن الكريم ما يؤيد ذلك؟
الجواب:
المِيتة الوحيدة التي لها ميزة عظيمة في القرآن الكريم هي أن يُقتل المرء في سبيل الله تعالى، يقول سبحانه:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 169-171]
الشهيد المقتول في سبيل الله تعالى يحصل على هذه المنزلة العالية لأنه باع نفسه لله تعالى بكامل إرادته. كما تبينه الآية التالية:
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ، وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ؟، فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ، وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]
على ضوء هذه الآيات لا يمكن أن يقول النبي عليه السلام بغير ما أوحي إليه في القرآن، وقد قال له ربه:
﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ، وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ، وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [يونس: 109]
لذلك فإن الأحاديث التي نسبت للنبي عليه الصلاة والسلام التي تنص على أن المقتولين في الكوارث الطبيعية “شهداء” لا يمكن أن تكون صحيحة نظرا للآيات التي تعطي هذا المقام العظيم فقط للذين باعوا أنفسهم لله تعالى فقتلوا في سبيله. يقول الله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ. سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ. وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [محمد: 4-6]
