حكم قص المرأة شعرها إلى الأذنين أو شبيه ذلك

السؤال:

أريد أن أسألكم _من فضلكم_ في حكم قص المرأة شعرها إلى الأذنين أو شبيه ذلك، أهو حرام ومخالف لدين الله؟ لأني أجد أغلب المشايخ يحرمونه ويعدونه تشبهًا بالذكور، بالرغم من أن نفس المشايخ يبيحون تطويل الشعر للذكور ولا جدال فيه، أما المرأة فيرون أن أنوثتها كلها تكمن في شعرها الطويل ولو قصته صارت متشبهة بالذكور، وأنا أرى العكس فالشعر لا يحدد جنس الشخص وتوجهاته، وأرى أن قرارهم فيه تميز للرجل على حساب المرأة فما رأيكم في ذلك؟

الجواب:

إن تحريم بعض المشايخ قص الشعر للمرأة وإباحتهم للرجل بإطالته لا دليل عليه من كتاب الله تعالى، حيث أن ذكر الشعر بالحلق أو التقصير ليس غريبًا عن القرآن الكريم حين قال تعالى في الحج:

﴿وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّه﴾ البقرة (196)

﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ الفتح (27)

وكما نرى فإن الخطاب موجه للحجاج والمعتمرين رجالا ونساء، ولم يوجه للرجال فقط، ولم يأت في كتابه تعالى ذكر لتحريم أو تحليل أن يفعل أحد في نفسه ما يشاء ذكرًا كان أم أنثى إلا ما نص الشرع على تحريمه كقتل النفس أو ما دون ذلك من صنوف الأذى.

ولو افترضنا التحريم في حق المرأة من منطلق التشبه بالذكور فسيكون الأمر نفسه بالنسبة للذكور الذين يطيلون شعورهم فيتشبهون بالنساء! – كما ذكرت السائلة الكريمة – ونحن لا نجرؤ على وصف فعل أحدهما بأنه حرام أو يستحق اللعن دون دليل – كما افتري على رسوله ﷺ – امتثالًا لقوله تعالى:

﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ النحل (116)

وعلى الرغم من أن شعر المرأة يُعد جزءا من زينتها، لكن تقصيره إلى حد الأذنين أو حتى حلقه لن يؤثر على سلامة إيمانها وتقواها الذي هو ميزان الحكم عند الله سبحانه وتعالى.

وفي النهاية يمكننا القول أن الإنسان هو صاحب قراره، والعاقل من يفعل ما يريد في حدود ما أنزل رب العالمين، وفي الوقت نفسه يراعي عادات وتقاليد مجتمعه إن كانت لا تخالف أمرًا من أوامر الله تعالى.