حبل الله
هل يمكن تحديد أوقات الصلاة والصيام في الأماكن القطبية بالرغم من اختفاء الشمس في الشتاء وعدم مغيبها في الصيف؟

هل يمكن تحديد أوقات الصلاة والصيام في الأماكن القطبية بالرغم من اختفاء الشمس في الشتاء وعدم مغيبها في الصيف؟

السؤال:

هل توجد أوقات صلاة وصيام في المناطق الواقعة شمال دائرة عرض 45 درجة (الدائرة القطبية) أم أنه يمكن الاعتماد على تقدير أوقات الصلاة والصيام المعتمد على مناطق خارج الدائرة القطبية؟

الجواب:

بحسب الميزان الذي وضعه الله تعالى، فإن الأوقات المتعلقة بصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ونصف الليل والفجر تحدث في كل موسم وفي كل مكان، حيث يشكل منتصف الليل الجزء الأطول من الليل، فهناك توازن كامل بين خط العرض 45 درجة وبين ما فوقه وما دونه.

ووفقا لهذه الآية، فإنه يمكن أن يكون الجو مشمسا في الليل كما يمكن أن يكون النهار بدون شمس:

﴿‌وَجَعَلْنَا ‌اللَّيْلَ ‌وَالنَّهَارَ ‌آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴾ [الإسراء: 12] 

وعند الالتزام بهذه المعايير، يتبين أن فترة الصيام قصيرة جدًا في الأماكن التي تحدث فيها الليالي البيضاء (المنطقة القطبية).

هناك آيتان تبدآن بالأمر “أقم الصلاة” وتبينان أوقات الصلاة. أولاهما:

﴿‌وَأَقِمِ ‌الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114] 

كلمة “زُلْفَة” تعني القُرب أو الاقتراب. وعندما يُستخدم مصطلح “زلف الليل” فإنه يُشير إلى الأوقات التي يكون فيها الليل قريبا من النهار، ويمكن تمييز تلك الزلف في الليالي البيضاء عن طريق الفارق في درجات الحرارة، وفي الأماكن الأخرى يمكن ملاحظتها عند حلول الشفق. وتمتد هذه الفترة بين ظهور النهار، وهو الوقت الذي يبدأ فيه ظهور ضوء الشمس المتموج، واختفائه تمامًا. (يُرجى الرجوع إلى سورة الشمس للمزيد من الإشارات إلى هذا المفهوم).

ويستمر شفق المساء من غروب الشمس حتى ظهور النجوم الخافتة. ويبدأ شفق الصباح باختفاء النجوم الخافتة، ويستمر حتى طلوع الشمس.

والآية الثانية التي تبدأ بالأمر بالصلاة وبيان أوقات الصلاة هي قوله تعالى:

﴿‌أَقِمِ ‌الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: 78] 

دلوك الشمس هو تحولها من كبد السماء نحو الغرب.

وغسق الليل هو منتصف الليل، حيث يقع ما بين شفقي المساء والصباح، وفي هذا الوقت يختفي تأثير ضوء الشمس، ويصبح الهواء أكثر برودة.

قرآن الفجر هو وقت الإمساك وصلاة الفجر، سمي بذلك لأن أضواء الصباح في المشرق تتجمع وتتكثف. ذلك أن معنى القرآن الجمع والضم. وسمي آخر كتاب من كتب الله تعالى القرآن لأنه يجمع الآيات، ولأنه جمع واحتوى كل ما أنزل الله تعالى قبله من الكتب التي نزلت على الأنبياء السابقين. ويمكن رؤية قرآن الفجر (الأحمر المعترض) في الأفق الشرقي بالعين المجردة في جميع أنحاء العالم وفي جميع الفصول.

ومن غير المعقول أن تكون التقويمات التي لم تُعدّ في ضوء هذه الآيات وغيرها من الآيات المرتبطة بها دقيقة.

*وللمزيد من المعلومات التفصيلية ننصح بقراءة مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (أوقات الصلوات في القرآن الكريم) على الرابط التالي: https://www.hablullah.com/?p=1591

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.