حبل الله
حق الوالدين على أبنائهم بعد طلاقهما

حق الوالدين على أبنائهم بعد طلاقهما

السؤال: أنا فتاة أعيش مع أمي بعد أن طلقها أبي قبل سنوات، ولا أتلقى الاهتمام الكافي من أبي، ولم أعد أشعر بحقه عليّ، وأريد أن أسأل هل ما زال لأبي حق عليّ بالطاعة والبرّ؟

الجواب: شرع الله تعالى الطلاق كحل أخير إذا استحالت الحياة بين الزوجين، وتمتد آثار الطلاق لتصيب الأولاد فيشتتهم، فيعيشون في كنف أبيهم تارة وفي كنف أمهم تارة أخرى حسب الحال والظروف . ورغم القسوة التي يعانيها الأبناء من طلاق أبيهم وأمهم فإن ذلك لا يُنقص من حقهم عليهم بالطاعة والبر والإحسان إليهما، بل يجب أن يكونوا عونا لهما وتخفيف آثار الطلاق عليهما.

الأب مأمور بمتابعة شؤون أولاده والنفقة عليهم والذب عنهم وإن كانوا في كنف أمهم. وقد يُقصِّر الأب بحق أولاده بعد الطلاق، ويأثم لذلك قطعا، ولكن تقصيره لا يعطي الحق للأبناء في عصيانه وعقوقه، فهو أبوهم قبل كل شيء، له حق الطاعة والاحترام. ثم إن مبادئ ديننا أن لا تقابل الإساءة بالإساءة، بل مأمورون بالدفع بالتي هي أحسن، قال الله تعالى {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت، 34)، والحكم في الآية عام في كل مسيئ، والدفع بالإحسان مع الأب أولى.

وقد أمر الله تعالى بالاحسان للوالدين مطلقا دون الالتفات لتقصيرهما إن حصل، قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء،23_ 24)

ولا تنسي الدعاء لأبيك بالصلاح، وهذا من بر الوالدين، عسى الله تعالى أن يصلح الحال ويرد الأمور إلى نصابها.

ننصح بقراءة المقالة المتعلقة على هذا الرابط http://www.hablullah.com/?p=1345

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.