حبل الله
هل يعلم النبي حال أمته بعد وفاته؟

هل يعلم النبي حال أمته بعد وفاته؟

السؤال:

هل يمكن للأنبياء أن يعلموا بحال أمتهم بعد وفاتهم؟ على سبيل المثال، هل نبينا محمد عليه السلام يعلم بحال أمته البائس هذه الأيام؟

الجواب:

يموت الإنسان بانفصال روحه عن جسده، فبينما يتحلل الجسد تبقى الروح حبيسة في السماء حتى يبعث الله الخلائق يوم القيامة فتعود الروح إلى الجسد ثانية بعد اكتمال خلقه:

﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ ‌بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99-100] 

البرزخ هو المانع، والمانع من عودة الروح إلى الجسد قبل يوم القيامة هو عدم صلاحية الجسد لدخول الروح فيه.

وما بين الموت والبعث يفقد الإنسان كل صفات الحياة من السمع والبصر والفؤاد، فلا يدري ما يحصل بعد موته لأن آلة المعرفة (الجسد) قد فارقته الروح وتحلل إلى التراب، والروح التي هي كنظام التشغيل في الكومبيوتر لا تعمل دون أن يكون الجسد صالحا للحياة، كما لا يمكن تثبيت نظام التشغيل على جهاز كمبيوتر تالف.

والأنبياء ليسوا استثناء من هذا القانون الرباني، فهم بعد موتهم لا يعلمون حال أمتهم ولا غير ذلك، فأرواحهم محبوسة في السماء إلى يوم البعث، وهم سيتفاجؤون من التغيير الكبير الذي أحدثه منتسبوهم في الدين.

والقرآن الكريم يضرب المثل بعيس المسيح عليه السلام:

﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ ‌قُلْتَ ‌لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [المائدة: 116-117] 

لو كان النبي بعد موته يعلم أحوال أمته لعلم المسيح ما افتراه المنتسبون إليه من صفات إلهية جعلت منه معبودا من دون الله تعالى. فقول المسيح {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ } يدل بوضوح أنه لم يعلم ما حصل بعد وفاته، وهذا ينطبق على جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.