حبل الله
صلاة الجنازة في الكتاب والسنة

صلاة الجنازة في الكتاب والسنة

صلاة الجنازة في الكتاب والسنة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قال الله تعالى: “وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ”[1]. يتبين لنا من هذه الآية أنه لا يصلى على الذين كفروا بالله و رسوله وماتوا وهم فاسقون[2] وأنه لا يُقام على قبورهم للدفن أو الإستغفار أو لغرض آخر مما ينبغي أن لا يكون إلا لموتى المسلمين، كما يتبين لنا مشروعية الصلاة على مَن مات مِن المسلمين، وأنه يقام على قبورهم لأي غرض من هذه الأغراض المذكورة.
والصلاة على الميت دعاء واستغفار له كما يفهم من الحوار[3] الذي جرى بين الرسول صلى الله عليه و سلم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما توفي رأس المنافقين عبد الله بن أُبَيّ بن سلول. على أن المعنى اللغوي للصلاة إذا قرنت بالحرف “على” يؤيده، لأن الأفعال والصفات المشتقة من “الصلاة” إذا أتت مقرونة بـ “على” فمعناها الدعاء والإستغفار والثناء، وسأبينه فيما يلي مستدلا عليه بالآيات والأحاديث.
والآن نعرض عليكم – أيها الإخوة- ما يفعل بالميت من الإحتضار إلى الدفن وما بعده. ونُقَسِّم هذه الفترة الزمنية إلى أربع مراحل أساسية أذكرها مفصلة فيما يلي مستدلا عليها بالأحاديث على ضوء هذه الآية المذكورة:
1- من الإحتضار إلى الصلاة عليه:
1- تلقين المحتضَر “لا إله إلا الله”، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لقنوا موتاكم[4] لا إله إلا الله”[5] وقال صلى الله عليه و سلم: “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة”[6].
2- تغميض عينيه إذا مات والدعاء له، لما روي أنّ أمّ سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شقّ بصره فأغمضه. ثم قال: “إن الروح إذا قبض تبعه البصر” فضج ناس من أهله. فقال: “لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون”. ثم قال: “اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديِّين واخلفه في عقبه في الغابرين. واغفر لنا وله يا رب العالمين. وافسح له في قبره ونوِّر له فيه”[7].
3- الصبر والإسترجاع والدعاء؛ لأن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبشر الصّابرين الذين يقولون عند المصيبة “إنا لله و إنا إليه راجعون” بأن عليهم صلوات من ربهم ورحمة وبأنهم هم المهتدون[8]. ولأنه صلى الله عليه وسلم قال: “ما من عبد يصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا أجره الله تعالى في مصيبته، وأخلف له خيرا منها”[9].
4- قضاء دينه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه”[10]. و كان صلى الله عليه وسلم يمتنع عن الصلاة على الميت المديون[11].
5– إعلام أهله بموته وكذا أقربائه وأصدقائه وأصحابه ومن يهمهم أمره من سائر المسلمين ليبادروا بتجهيزه وبسائر أعمال الجنازة، لما روي أن رسول الله صلى الله عليه ولم نَعَى للناس النجاشيَّ في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات[12]. ولأنه صلى الله عليه وسلم قال لأهل طلحة رضي الله عنه حينما أتاه يعوده: “إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني به وعجلوا، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهري أهله”[13].
6- ويصنع ذووا القرابة والأصدقاء طعاما لأهل الميت، لما روي عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نَعيُ جعفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد أتاهم ما يشغلهم، أو أمر يشغلهم”[14].
7- غسله، لما روي أنّ أمّ عطيّة الأنصارية رضي الله عنها قالت: “دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته فقال: اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن فآذنّني، فلما فرغنا آذنّاه، فأعطانا حقوَه فقال: أشعرنها إياه[15] تعني إزاره”[16].
8- تكفينه بما يستره ولو كان ثوبا واحدا. لأن الأحاديث التي جاءت في التكفين تُبيّن أنّ الميت يُكفن في ثوب واحد و في ثوبين و في ثلاثة أثواب[17].
2- الصلاة عليه وكيفيتها
إذا مات المسلم فله على المسلمين أن يصلوا عليه، لكون الصلاة عليه مشروعة بالآية السابق ذكرها، وبأنه صلى الله عليه وسلم صلى على المسلمين الذين ماتوا في زمانه ، وبأنه صلى الله عليه وسلم صلى قال: “حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس”[18]. و لهذا اتُّفِقَ على أنّ الصلاة على الميت المسلم فرض كفاية.
فمن صلى على أخيه المسلم عند موته فقد أدّاه حقّه ، وحصل على قيراطٍ من الثواب. فإن صلّى عليه واتبعه حتى يدفن حصل على قيراطين من الثواب. لقوله صلى الله عليه وسلم: “من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط، ومن شهدها حتى تُدفن كان له قيراطان”. قيل: وما القيراطان؟ قال: “مثل الجبلين العظيمين”[19].
والصلاة على الميت نوع من الدعاء والإستغفار للميت، كما فهمناه من الآية المذكورة والأحاديث السابقة، إلا أنها تُؤدّى جماعة[20].
وفيما يلي هيئتها:
1_ النية، لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”[21].
 2_ القيام، لما روي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أنه قال: “صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمِّ كعب ماتت في نفاسها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة في وسطها”[22]. فالصلاة على الجنازة تؤدى قياما من أولها إلى آخرها. ليس فيها ركوع ولا سجود و لا قعود.3
 3_ الصف، وهو وقوف الجماعة صفوفا للصلاة على الميت، لما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن أخاكم النجاشي قد مات فقوموا فصلوا عليه، فقام فصف بنا كما يصف على الجنازة، وصلى عليه”. وفي رواية البخاري: قال النّبي صلّى الله عليه وسلم: “قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش، فهَلُمَّ فصلوا عليه”. قال: “فصففنا، فصلى النّبي صلى الله عليه وسلم عليه ونحن صفوف”[23]. فيصفُّ الجماعةُ خلف الإمام صفا أو صفين أو عدة صفوف حسبما يقتضيه الحال.
4- التكبيرات الأربع، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات[24]، الأولى منها لاستفتاح الصلاة[25]. ويرفع يديه في أول تكبيرة، ثم يضع اليمنى على اليسرى. لما روى أبو هريرة رضي الله عنه: “أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كبّر على جنازة فرفع يديه في أول تكبيرة، ووضع اليمنى على اليسرى”[26].
5- الدعاء للميت، أي يدعو الإمام والجماعة للميت؛ لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء”[27]. و يتحقّقُ الدعاء له بأي دعاء من الأدعية الآتية:
أ- “اللهم اغفر له وارحمه وعافه[28] واعف عنه. وأكرم نزله[29] ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد. ونقِّه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس. وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه. وأدخله الجنّة وأعذه من عذاب القبر (أو عذاب النّار)”. قال عوف: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت[30]. يقول عوف بن مالك: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظته من دعائه له.
ب- “اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا”. ويزاد عليه في رواية أخرى: “اللهم من أحييته منا فأَحيِه على الإسلام، و من توفيته منا فتَوَفَّه على الإيمان”، وهذا لفظ الترمذي. ولفظ أبي داود كذا: “اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا. اللهم من أحييته منّا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منّا فتوفه على الإسلام. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده”[31].
ج- “اللهم اغفر له وارحمه واغسله بالبرد. واغسله كما يغسل الثوب”[32].
د- «اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر ومن عذاب النار، فأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم»[33].
يقول الشوكاني: “ والظاهر أنه يدعو بهذه الألفاظ الواردة في هذه الأحاديث سواء كان الميت ذكرًا أو أنثى، ولا يحوِّل الضمائر المذكورة إلى صيغة التأنيث إذا كان الميت أنثى لأن مرجعها الميت، وهو يقال على الذكر والأنثى”[34]‏.‏
ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدل على تعيين موضع للدعاء. ولذلك يقول الشوكاني “واعلم أنه لم يرد تعيين موضع هذه الأدعية، فإن شاء المصلي جاء بما يختار منها دفعة، إما بعد فراغه من التكبير، أو بعد التكبيرة الأولى، أوالثانية أوالثالثة، أويفرقه بين كل تكبيرتين، أو يدعو بين كل تكبيرتين بواحدة من هذه الأدعية ليكون مؤديا لجميع ما روي عنه صلى الله عليه وسلم[35].
6- السلام للتحلل منها، أي يسلم تسليمتين مثل تسليمه في الصلاة المكتوبة، إحداهما عن يمينه والأخرى عن يساره، لما روي أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:  ثلاثخلال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلهن تركهن الناس، إحداهن التسليم علىالجنازة مثل التسليم في الصلاة”[36]. وقد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمتين في الصلاة[37]. فهذا يبين أن المراد بقوله: (مثل التسليم في الصلاة) التسليمتان المعهودتان.
ويجوز الإقتصار على التلسيمة الأولى فقط لما روي أنّ أبا هريرة رضي الله عنه قال: “صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فكبّر عليها أربعا وسلَّم تسليمة واحدة”[38].
 3- ما بعد الصلاة عليه إلى دفنه
قال الله تعالى: “فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ”[39]. وقال تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً. أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً[40]. وقال: “ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ[41].
يتبين من خلال هذه الآيات الكريمة أن الجسد يوارى بالتراب، فلذلك ندفن موتانا بعد الصلاة عليهم. والأحاديث المتعلقة بالموضوع تبين كيفية دفن الميت، وما يفعل به قبل الدفن وبعد الصلاة عليه، وهي كالتالية:
1- يؤتى بالجنازة إلى القبر سريعا بعد الصلاة عليها، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم”[42].
2- يُدخل الميت إلى القبر من قبل مؤخَّره (أي مؤخر القبر)، لما روي عن أبي إسحاق أنّه قال: أوصى الحارث أن يصلي عليه عبدُ الله بنُ يزيد فصلى عليه، ثم أدخله القبر من قبل رجلي القبر وقال: هذا من السنة[43]. وهذا هو الأفضل، و إن لم يتيسر ذلك فكيفما أمكن.
3- و يقول من يضع الميت في القبر أثناء الوضع: “بسم الله، و على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم”، لما روي عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال: “بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم”[44].
4- ويُجعَل الميتُ في قبره على جنبه الأيمن ويُوَجَّه تجاه القبلة، لما روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال: يا رسول الله! ما الكبائر؟ فقال: “هنّ تسع” وذكر الكبائر فعد منها “… واستحلال البيت الحرام قبلتِكم أحياء وأمواتا.”[45] فيتبين من هذا الحديث أنّ البيت الحرام هو قبلتنا في الحياة وبعد الممات. ولا يكون البيت قبلة للميت إلا إذا وُجِّه إليه بعد دفنه في قبره.
4- ما بعد الدفن:
1- ويدعو الحاضرون للميت، ويسألون اللهله الثبات، ويستغفرون له، فإن الميت في تلك اللحظات يُسأل في قبره. لما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: “استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل”[46].
2- ويُعَزِّي الآخرون أهلَ الميت بعد دفنه كما يعزونهم قبله، لما روي عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حُلَل الكرامة يوم القيامة”[47]
هذا ما وصلنا إليه من معلومات من خلال تدبرنا الآياتِ والأحاديثَ في الصلاة على الجنازة وما يتعلق بها. أما الآن فنبين معنى الصلاة إذا وردت متعدية بالحرف “على” بأدلة من الآيات والأحاديث فيما يلي:
1- «أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ»[48].
2- «وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ»[49].
3- «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما»[50].
4– «هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً»[51].
5- «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»[52].
6- “أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة”[53].
7- «الصائم إذا أُكِل عنده الطعامُ صلت عليه الملائكة»[54].
 وفي هذه الآيات والآحاديث تأتي الصلاة بمعنى الدعاء والإستغفار وإعلاء الشأن والرحمة والبركة؛ لأنّ الصلاة فيها مقرونة بالحرف “على”، وكذلك الحال في الصلاة على الجنازة. فمن ذلك قولُ الله تعالى: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً”[55]، وقولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى على جنازة”، وقولُه صلى الله عليه وسلم: “صلوا على صاحبكم”، وقولُه صلى الله عليه وسلم: “صلوا على النّجاشي”[56]. فلهذا لا تشتمل “الصلاة على الجنازة” على كل ما تشتمل عليه الصلوات الأخر المخصوصة من أقوال وأفعال. وقد تأتي الصلاة بمعنى الدعاء وإن لم تقترن بـ “على” كما في قوله تعالى: «وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ»[57]. وكما في هذين الحديثين:
«إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان صائما فليصل»[58]..
«إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا فليأكل، وإن كان صائما فليصلِّ»[59]. ومعنى “فليصلِّ” فليدع له.
آراء الفقهاء في الصلاة على الجنازة:
الحنفية[60]
لصلاة الجنازة عندهم ركنان: التكبيرات الأربع والقيام. وواجبها شيء واحد هو السلام. وشرطها واحد هو النية. وسننها ثلاثة: التحميد والثناء، والصلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء فيها. ومستحبها واحد، وهو أن تكون صفوف المصلين ثلاثة.
 أما التحميد والثناء فهو قول المصلي “سبحانك اللهم وبحمدك…” بعد التكبيرة الأولى. وأما الصلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم فالمراد منها الصلاة الإبراهيمية بعد التكبيرة الثانية. وأما الدعاء فالمراد منه أن يدعو لنفسه وللميت وللمسلمين بعد التكبيرة الثالثة بأمور الآخرة ، والدعاء بالمأثور أولى.
وكيفيتها: أن يكبر المصلي التكبيرة الأولى رافعا يديه، ويدعو بعدها بدعاء الثناء وهو: “سبحانك اللهم وبحمدك…”، ثم يكبر التكبيرة الثانية ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما في التشهد، ثم يكبر التكبيرة الثالثة ويدعو لنفسه وللميت وللمسلمين، ثم يكبر التكبيرة الرابعة ويسلم تسليمتين ناويا الميت والقوم، ويُسِرُّ بالكل إلا التكبير والتسليم. ولا يرفع اليدين إلا في التكبيرة الأولى.
المالكية[61]
أركان صلاة الجنازة عندهم خمسة:
1- النية: بأن يقصد الصلاة على هذا الميت، أو على من حضر من أموات المسلمين، ولا يشترط معرفة كونه ذكرا أو أنثى، ولا يضر عدم استحضار أنها فرض كفاية، ولا اعتقاد الذكورة أو الأنوثة، إذ المقصود هذا الميت المصلَّى عليه.
2- أربع تكبيرات، لا يزاد عليها ولا ينقص منها، كل تكبيرة بمنزلة ركعة في الجملة.
3- الدعاء للميت بين التكبيرات بما تيسر، ولو بأن يقول: “اللهم اغفرله”. ويدعو بعد التكبيرة الرابعة إن أحب، وإن أحب لم يدع وسلم، والمشهور عدم وجوب الدعاء. ويثني، أي يقرأ الدعاء بصيغة التثنية إن كان الميت اثنين، و يجمع إن كانوا جماعة.
4- تسليمة واحدة يجهر بها الإمام بقدر التسميع، ونُدِب لغير الإمام إسرارُها.
5- القيام للقادر.
مندوباتها أربع:
1- رفع اليدين حذو المنكبين عند التكبيرة الأولى فقط.
2- إبتداء الدعاء بحمد الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
3- إسرار الدعاء.
4- وقوف الإمام وسط الميت الذكر وحذو منكبي غيره من أنثى أو خنثى.
و كيفيتها: أن يكبر، ثم يحمد الله تعالى بأن يقول: “الحمد لله الذي أمات وأحيا، والحمد لله الذي يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير”، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم (الصلاة الإبراهمية)، و يدعو للميت. وأحسن الدعاء ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه:
” اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه[62]، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته. اللهم لا تحرمنا أجره[63]، ولا تفتنا بعده”[64].
فإن كانت امرأة قال: “اللهم إنها أمتك وبنت عبدك وبنت أمتك كانت تشهد…” يقول هذا إثر كل تكبيرة.
ويقول بعد التكبيرة الرابعة: “اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، إنك تعلم متقلبنا ومثوانا، ولوالدينا ولمن سبقنا بالإيمان وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام، وأسعدنا بلقائك، وطيبنا للموت وطيبه لنا، واجعل فيه راحتنا ومسرتنا.” ثم يسلم.
 الشافعية[65]
لصلاة الجنازة عندهم سبعة أركان:
1- النية: أن ينوي الصلاة على الميت أو هؤلاء الموتى إن كانوا جماعة. وتكفي نية مطلق الفرض. ولا يجب تعيين الميت، فإن عين وأخطأ بطلت الصلاة.
2- أربع تكبيرات، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات[66].
3- قراءة الفاتحة لعموم خبر: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”[67]، ولخبر البخاري وغيره: “أن ابن عباس رضي الله عنهما قرأ بها في صلاة الجنازة فقال: ليعلموا أنها سنة”[68]. ومحلها بعد التكبيرة الأولى، وتجزئ بعد غير التكبيرة الأولى، أي بعد الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
4- القيام للقادر عليه بخلاف العاجز عنه فيقعد ثم يضطجع ثم يستلقي كما في سائر الصلوات المفروضة.
5- الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الثانية. والصحيح أن الصلاة على الآل لا تجب.
6- الدعاء للميت بعد الثالثة بخصوصه؛ لأنه المقصود الأعظم من الصلاة، وما قبله مقدمة له. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء”[69]. فلا يكفي الدعاء للمؤمنين و المؤمنات عامة دون تخصيص الميت.
7- السلام بعد التكبيرات، وهو فيها كالسلام في غيرها من الصلوات من حيث كيفيته وتعدده. ويجب أن يكون بعد الرابعة، ولا يجب فيها ذكر لكن يسن فيها تطويل الدعاء.
وسننها:
1رفع اليدين في التكبيرات حذو المنكبين.
2- وضع اليدين بعد كل تكبيرة تحت الصدر كغيرها من الصلوات.
3- إسرار القراءة.
4- تسوية الصف، كما فعل النبي صلى النبي صلى الله عليه و سلم.
5- التحميد قبل الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم.
6- الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم.
7- الدعاء بعد التكبيرة الرابعة.
ومندوباتها:
1- التعوذ قبل الفاتحة.
2- التأمين بعد الفاتحة.
3- كون الصفوف ثلاثة.
وكيفيتها:
يكبر التكبيرة الأولى ناويا الصلاة على الميت أو الموتى إن كانوا جماعة، ثم يتعوذ ويقرأ الفاتحة وحدها سرا ويؤَمِّن. ثم يكبر التكبيرة الثانية ويحمد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم سرا كما في التشهد ويدعو للمؤمنين والمؤمنات. ثم يكبر التكبيرة الثالثة ويدعو للميت سرا بأحسن ما يَحضُره، ويُسَنُّ الدعاءُ بالمأثور. ثم يكبر التكبيرة الرابعة ويقول: “اللهم لاتحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله”. ويسن أن يُطَوِّل الدعاء بعد التكبيرة الرابعة لثبوته عنه صلى الله عليه وسلم، و يقرأ آية: “الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به” ثم يسلم.
الحنابلة[70]
أركان صلاة الجنازة عندهم سبعة:
1- القيام للقادر، فلا تصح من قاعد، ولا ممن على راحلته، إلا لعذر فيهما.
2- التكبيرات الأربع، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات[71].
3- قراءة الفاتحة للإمام والمنفرد، لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن”، ولهذا الخبر:”صلى ابن عباس على جنازة، فقرأ بأم القرآن وقال: لأنه من السنة أو من تمام السنة”، ولأنها صلاة مفروضة فوجبت فيها القراءة كالمكتوبة، ويسن إسرارها ولو ليلا.
4- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما يُصلى عليه في التشهد.
5- الدعاء للميت، لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء”. ويكفي أدنى دعاء له.
6- التسليم لعموم حديث: “وتحليلها التسليم”.
7- الترتيب في الأركان: فتتعين القراءة في الأولى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الثانية، ولكن لا يتعين الدعاء للميت بعد التكبيرة الثالثة، بل يجوز بعد التكبيرة الرابعة أيضا.
سننها:
1- رفع اليدين في التكبيرات حذو المنكبين.
2- وضعها بعد كل تكبيرة تحت السرة.
3- إسرار القراءة.
4- تسوية الصفوف.
5- وقوف المصلي مكانه حتى ترفع الجنازة.
مندوباتها:
1- التعوذ قبل الفاتحة.
2- التأمين بعد الفاتحة.
3- كون الصفوف ثلاثة.
صفتها:
أن ينوي الصلاة على الميت، والأولى معرفة ذكورته أو أنوثته. ثم يكبر ويضع يمينه على شماله، ويتعوذ، ويبسمل، ولا يستفتح، ويقرأ الفاتحة. ثم يكبر الثانية ويصلي على محمد صلى الله عليه وسلم كما في التشهد ولا يزيد عليه. ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت بأحسن ما يحضره، لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء”[72]. ولا تحديد في الدعاء للميت، إلا أنه يسن الدعاء له بالمأثور فيقول:
“اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، إنك تعلم متقلبنا ومثوانا، وأنت على كل شيء قدير.
اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان.
اللهم اغفر له وارحمه وعافه[73] واعف عنه. وأكرم نُزُله[74] ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد. ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه. وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار، وافسح له في قبره، ونور له فيه.
اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك، نزل بك، أنت خير منزول به، ولا نعلم إلا خيرا”.
ثم يكبر الرابعة، ويقف بعدها قليلا ويسلم. وتجزئ تسليمة واحدة عن يمينه.
تحليل
نرى الفقهاء في هذه المسألة قد ضيقوا الأمر الذي فيه سعة وجعلوه متعذرا وهو في الأصل سهل، كما يفعلون في غيرها، واختلفوا بينهم فيها كما يختلفون في غيرها حتى بلغ الاختلاف بينهم في قراءة الفاتحة إلى أن يقول بعضهم: إن قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ركن، ويقول بعضهم الآخر: إنها مكروهة. ونذكر قول كل فريق منهم، ثم نرد عليه:
يقول فقهاء الحنفية والمالكية:
قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة مكروهة، لأن ابن عمر رضي الله عنه كان لا يقرأ في الصلاة على الجنازة[75]، ولأنها شرعت للدعاء.
ونقول ردا عليهم: قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ليست بمكروهة، لأن عدم فعل ابن عمر لأمر مّا لا يستلزم أن يكون مكروها، وإن قيل: “إن صلاة الجنازة شرعت للدعاء والاستغفار للميت فلا يجوز قراءة شيء من القرآن فيها” قلنا: ليس في القرآن ولا في الحديث ما يمنع قراءة شيء من القرآن في الدعاء.
ويقول فقهاء الشافعية والحنابلة:
قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ركن من أركانها، لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”[76]، و لخبر البخاري وغيره : “أن ابن عباس رضي الله عنهما قرأ بها في صلاة الجنازة، فقال: ليعلموا أنها سنة”[77]. ولأنها صلاة مفروضة، فوجبت القراءة فيها كالمكتوبة.
ونقول ردا عليهم: إن صلاة الجنازة ليست صلاة مطلقة بل صلاة مقيدة، فلا يشتمل عليها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”، فلا تدخل صلاة الجنازة تحت هذا العموم المذكور في الحديث. وممن قال بهذا ابن تيمية وابن قيم الجوزية رحمهما الله تعالى[78]، على أنه يؤيده المعنى اللغوي لكلمة “الصلاة” إذا جاءت مقرونة بـ “على”، كما بيناه سابقا.
وقراءة ابن عباس بالفاتحة في صلاة الجنازة ثم قوله: “ليعلموا أنها سنة” تدل على أنها ليست بركن، لأنه لوكانت ركنا لعلمه الناس الذين صلوا على الجنازة خلفه، ولما خفي عنهم أمر واجب كهذا، ولما احتاج ابن عباس لأن يقول ما قال، بل لقال لهم: “ألستم قرأتموها؟ فإن لم تكونوا قرأتموها فلا صلاة لكم، فإنها ركن لا تجزئ صلاة الجنازة إلا بها”، أو لكان أعلمهم بأهمية قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة قبل الشروع في الصلاة على ذاك الميت.
وقول ابن عباس يُشعر بأن الأمر ليس بمهم كما يزعمه فقهاء الشافعية والحنابلة. بل تكون قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة مشروعة غير واجبة، فتجزئ الصلاة بدونها.
على أنه لم يرد عن النبي صلى لله عليه وسلم ما يدل على أن قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ركن من أركانها. بل إننا إذا أمعنا النظر في الروايات التي تبين لنا صفة صلاة الجنازة التي صلاها رسول الله عليه وسلم لم نجد فيها ما يثبت كون قراءتها فرضا أو واجبا، فضلا عن أن تكون ركنا.
وكل مُعتَمَد الشافعية والحنابلة قولُ ابن عباس. وقد اختلف الأصوليون في حجية قول الصحابي[79]، وحتى لو افترضنا أنه حجة وأنه يجب الأخذ به لما دل كلام ابن عباس وفعله على كون القراءة في صلاة الجنازة ركنا أو فرضا كما بيناه.
أما قول الحنابلة: “ولأنها صلاة مفروضة، فوجبت القراءة فيها كالمكتوبة” فيقال ردا عليهم: إن كونها مفروضة لا يستلزم أن تشبه الصلوات الخمس من كل وجه، فالركوع والسجود ركنان من أركان الصلوات الخمس لا تجزئ الصلاة بدونهما، إلا أنهما ليسا من أفعال صلاة الجنازة، لا من أركانها ولا من سننها ولا حتى من مندوباتها، فلماذا لم يقولوا بركنيتهما في صلاة الجنازة؟ وهذا مما يدل على أن كل ما كان فرضا في الصلوات الخمس فليس بفرض في صلاة الجنازة.
والله الموفق وهو المستعان

[1]التوبة 9/84.
[2]– أي حال كونهم مُخِلِّين بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة، قال الله تعالى: “فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ” (الكهف/ 50)، “فَفَسَقُواْ فِيهَا” (الإسراء/16)، “وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” (آل عمران/110)، “وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” (النور/4)، “أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً” (السجدة/ 18)، “وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” (النور/55) أي: من يستر نعمة الله فقد خرج عن طاعته، “وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ” (السجدة/ 20)، “وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ” (الأنعام/49)، “وَاللّهُلاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ” (المائدة/108)، “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” (التوبة/67)، “كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ” (يونس/33). فقابل به الإيمان. فالفاسق أعم من الكافر، والظالم أعم من الفاسق. (‏مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني، مادة ف س ق).
[3]– لما توفي عبد الله جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه. ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما خيَرني الله فقال: “استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة” وسأزيد على السبعين. قال: إنه منافق. قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله “ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره” البخاري، تفسير القرآن سورة براءة 12. فيتبين من هذه الرواية أن الصلاة على الميت دعاء واستغفار له، كما يتبين منها أن الصلاة على الميت شرعت قبل نزول هذه الآية (التوبة 9/84)، فبهذا يتعين بوضوح كونها استغفارا للميت.
[4]– المحتضرين من المسلمين.
[5]– مسلم، الجنائز 1، 2؛ ابن ماجة، الجنائز 3؛ النسائي، الجنائز 4؛ الترمذي، الجنائز 7؛ أبو داود، الجنائز 20. 
[6]– أبو داود، الجنائز 20؛ الترمذي، الجنائز 7.  
[7]– مسلم، الجنائز 7؛ ابن ماجة، الجنائز 6؛ أبو داود، الجنائز 21.
[8]– البقرة 2/175.
[9]– البخاري، الجنائز 42؛ مسلم، الجنائز 4؛ أبو داود، الجنائز 22.   
[10]– مسند أحمد 2/508؛ البيهقي 4/61، 9/25؛ الترمذي، الجنائز 77.
[11]– البخاري، الكفالة 2/803؛ مسلم، الفرائض 3؛ أبو داود، الجهاد 143؛ الترمذي، الجنائز 70؛ النسائي، الجنائز 67.
[12]– البخاري، الجنائز 4، 54، 60، 64؛ مناقب الانصار 48؛ مسلم، الجنائز 62، 63، 64؛ الموطأ، الجنائز 14؛ أبو داود، الجنائز 62؛ الترمذي، الجنائز 37؛ النسائي، الجنائز 76.
[13]– أبو داود، الجنائز 38. نيل الاوطار 4/52.
[14]– ابن ماجة، الجنائز 59؛ ابو داود، الجنائز 60؛ مسند أحمد 2/205.
[15]– اجعلنه الثوب الذي يلي جسدها.
[16]البخاري، الجنائز 8. مسلم، الجنائز 36. الترمذي، الجنائز 15. النسائي، الجنائز 28. ابن ماجة، الجنائز 8. أبو داود، الجنائز 33. الموطأ، الجنائز 1. 
[17]– البخاري، الجنائز 18، 19، 20، 21؛ مسلم، الجنائز 44، 45، 46، 47؛ الترمذي، الجنائز 18، 19، 20؛ النسائي، الجنائز 37، 38، 39، 40؛ ابن ماجة، الجنائز 11، 12؛ أبو داود، الجنائز 34؛ الموطأ، الجنائز 2.
[18]– البخاري، الجنائز 2؛ مسلم، السلام 3، 4؛ أبو داود، الأدب 90؛ ابن ماجة، الجنائز 1.      
[19]البخاري، الجنائز 59؛ مسلم، الجنائز 57، (946)؛ أبو داود، الجنائز 45، (3168)؛ النسائي، الجنائز 54، 59، (4، 54، 55، 76، 77)؛ الترمذي، الجنائز 49 (1040)؛ ابن ماجة، الجنائز 34، (1539). 
[20]– البخاري، الجنائز 56.
[21]البخاري، بدء الوحي 1، العتق 6، مناقب الانصار 45، النكاح 5، الأيمان 23، الحيل 1؛ مسلم، الإمارة 155؛ أبو داود، الطلاق 11؛ الترمذي، فضائل الجهاد 16؛ النسائي، الطهارة 60.
[22]– البخاري، الجنائز 62، 63؛ مسلم، الجنائز 87؛ النسائي، الجنائز 73.
[23]– البخاري، الجنائز 54؛ مسلم، الجنائز 87، 88؛ النسائي، الجنائز 72؛ ابو داود، الجنائز 57؛ الترمذي، الجنائز 45؛ ابن ماجة، الجنائز 21.
[24]– البخاري، الجنائز 4، 54، 60، 64، مناقب الانصار 48؛ مسلم، الجنائز 62، 63، 64؛ الموطأ، الجنائز 14؛ أبو داود، الجنائز 62؛ الترمذي، الجنائز 37؛ النسائي، الجنائز 76.
[25]– البخاري، الجنائز 56.
[26]– الترمذي، الجنائز 76.
[27]أبو داود، الجنائز 60؛ ابن ماجة، الجنائز 23.
[28]– أمر من المعافاة، أي خلصه من المكاره.
[29]– النزل، بضم الزاي و إسكانها، ما يعد للنازل من الزاد. أي أحسن نصيبه من الجنة. قال نعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا” (الكهف 18/107).
[30]– مسلم، الجنائز85؛ الترمذي، الجنائز 38؛ النسائي الجنائز 77.
[31]– الترمذي، الجنائز 37؛ أبو داود، الجنائز 60.
[32]– الترمذي، الجنائز 38.
[33]أبو داود، الجنائز 60؛ ابن ماجة، الجنائز 22.
[34]نيل الأوطار 4/74.  
[35]نيل الأوطار 4/74.
[36]قال الألباني أخرجه البيهقي(4/43) بإسناد حسن ،وقال النووي (5/239): ((إسناده جيد)) . وفي مجمع الزوائد (3/34): (( رواه الطبرانيفي (( الكبير )) ورجاله ثقات.
[37]– مسلم، المساجد و مواضع الصلاة 119. مسند أحمد 1/394. النسائي، السهو 70.
[38]قال الألباني: أخرجه الدار قطني(191) والحاكم (1/360) وعنه البيهقي (4/43) من طريقأبي العنبس عن أبيه عنه. وإسناده حسن كما بينته في ” التعليقاتالجياد”.
[39]– المائدة 5/31.
[40]– المرسلات 77/25، 26.
[41]– عبس 80/21.
[42]– البخاري، الجنائز 51؛ مسلم، الجنائز 50، 51؛ الترمذي، الجنائز 30؛ أبو داود، الجنائز 50؛ ابن ماجة، الجنائز 15؛ مسند أحمد 2/240.
[43]– أبو داود، الجنائز 67.
[44]– الترمذي، الجنائز 54؛ أبو داود، الجنائز 69؛ مسند أحمد 2/27، 40، 59، 69، 127؛ ابن ماجة، الجنائز 38. واللفظ لأبي داود. و في رواية الترمذي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أدخل الميت القبر (وقال أبو خالد مرة: إذا وضع الميت في لحده) قال مرة: “بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله” وقال مرة: “بسم الله وبالله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
[45]– أبو داود، الوصايا 10.
[46]– أبو داود، الجنائز73.
[47]– ابن ماجة، الجنائز 56؛ الترمذي، الجنائز 72، 75؛ النسائي، الجنائز 120؛ و اللفظ لابن ماجة.
[48]البقرة 2/157.
[49]التوبة 103.
[50]– الأحزاب 33/56.
[51]الأحزاب 33/43.
[52]البخاري، الأنبياء 10.
[53]– ابن ماجة، الصيام 45؛ مسند احمد 3/138؛ أبو داود، الأطعمة 54.
[54]ابن ماجة، الصيام 46؛ الترمذي، الصوم 3؛ الدارمي، الصوم 32.
[55]التوبة 9/84.
[56]– البخاري، الجنائز 56.
[57]– التوبة 9/99.
[58]الترمذي، الصوم 64.
[59]– مسلم، النكاح 106؛ مسند أحمد 3/392؛ شرح السنة 6/375. يقول النووي: قال الجمهور، معنى “فليصل” فليدع لأهل الطعام بالمغفرة و البركة و نحو ذلك، و أصل الصلاة الدعاء ومنه قوله تعالى “و صل عليهم”. (صحيح مسلم بشرح النووي 5/236، النكاح 16).
[60]– أخذت رأي هذا المذهب من كتبه التالية: حاشية رد المختار ص 2/219 و ما بعدها. المبسوط 1/63، 64. شرح فتح القدير ص 2/116 و ما بعدها. كتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع 1/312 و ما بعدها.
هذا المذهب ينسب لأبي حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله (80هـ-150هـ)، وهو فارسي الأصل من تابعي التابعين، وقيل من التابعين، وهو إمام أهل الرأي وفقيه أهل العراق، أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان الذي أخذه عن إبراهيم النخعي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، واعتمد في مذهبه على الكتاب والسنة والاجماع والقياس والاستحسان والعرف وقول الصحابي وشرع من قبلنا، وله في علم العقيدة كتاب الفقه الأكبر. (سير أعلام النبلاء 6/390 و بعدها. الفقه الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي 1/29 وما بعدها).
إنتشاره: أكثر سكان البلاد الآية حنفية: تركيا والبلقان وبلاد الأرناؤوط، والبوسنة والهرسك وبولونيا وأوكرانيا وبلاد القرم وأذربيجان وداغستان والقوقاز (قسم كبير من الشراكسة) والقازان وأوفا وأورال وسيبيريا وتركستان والصين ومنشوريا واليابان وأفغانستان وخراسان وبلوجستان وسيام والهند وكشمير وباكستان. ونجد كذلك كثيرا من أتباع المذهب الحنفي في اليمن وعدن والحجاز ومصر وسوريا والعراق وقليلا في فلسطين. وهم موجودون أيضا في الجزائر وتونس (الأستاذ المساعد. د/ خير الدين قرامان تاريخ التشريع الإسلامي ص 248).
[61]أخذت رأي هذا المذهب من الكتب التالية: المدونة الكبرى 1/174 وما بعدها. بداية المجتهد 1/ 186 وما بعدها. الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك للعلامة أبى البركات أحمد بن محمد بن أحمد الدردير 1/553 وما بعدها.
هذا المذهب ينسب للإمام مالك بن أنس الأصبحي رحمه الله (93هـ-179هـ)، إمام دار الهجرة في الفقه والحديث بعد التابعين أخذ العلم عن عبدالرحمن بن هرمز ونافع مولى ابن عمر وابن شهاب الزهري وِِربيعة بن عبدالرحمن المعروف بـ(ربيعة الرأي). ويعتمد في مذهبه على الكتاب والسنة والاجماع والقياس وعمل أهل المدينة وقول الصحابي والاستحسان وسد الذرائع والمصالح المرسلة. (سير أعلام النبلاء 8/48 وما بعدها.الفقه الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي 1/31 وما بعدها).
إنتشاره: الغالبية العظمى من سكان ليبيا وطرابلس وتونس والجزائر والمغرب ومراكش والسودان ودول الساحل مالكية. ونجدهم أيضا في العراق وسوريا والحجاز والقسم الشمالي من مصر (الأستاذ المساعد. د/ خير الدين قرامان تاريخ التشريع الإسلامي ص 248).
[62]– أي ضاعف له الأجر فيما أحسن فيه.
[63]– أجر الصلاة عليه أو شهود جنازته أو أجر المصيبة بموته فإن المؤمن مصاب بأخيه المؤمن.
[64]– الموطأ، الجنائز 17.
[65]– أخذت رأي هذا المذهب من كتبه التالية: الأم (تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204 هـ) 1/452 وما بعدها، مغنى المحتاج إلى معرفة معانى ألفاظ المنهاج 1/340 وما بعدها، البيان في مذهب الإمام الشافعي 3/50 وما بعدها. المجموع للنووي 5/195-196.
هذا المذهب ينسب للإماممحمد بن إدريس الشافعي رحمه الله (150-204هـ)، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة، يلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في جده عبد مناف، ولد في غزة بفلسطين عام 150 هـ، و توفي في مصر 204 هـ. أخذ العلم ببلده عن: مسلم بن خالد الزنجي، مفتي مكة، وداود بن عبد الرحمان العطار، وعمه محمد بن علي بن شافع، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن أبي بكر الملَيكي، وسعيد بن سالم، وفضيل بن عياض. وأصول مذهبه الكتاب والسنة، ثم الإجماع، ثم القياس، ولم يأخذ بأقوال الصحابة لأنها اجتهادات تحتمل الخطأ، و ترك العمل بالاستحسان الذي قال به الحنفية والمالكية، وقال: “من استحسن فقد شرع”، ورد المصالح المرسلة، وأنكر الاحتجاج بعمل أهل المدينة. وسماه أهل بغداد “ناصر السنة” (سير أعلام النبلاء 10/5 وما بعدها، الفقه الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي 1/35 وما بعدها).
إنتشاره: أتباع المذهب الشافعي كثيرون في مصر وسوريا والحجاز وفلسطين. وكذلك أكثر سكان الفيليبين وسومطرة وسيام شافعية. كما أنه منتشر في داغستان وشمالي آسيا الوسطى وجنوبي إفريقيا. وهم موجودون أيضا في اليمن وعدن والعراق والهند وشرقي الأناضول. (الأستاذ المساعد. د/ خير الدين قرامان تاريخ التشريع الإسلامي ص 248).
[66]– البخاري، الجنائز 4، 54، 60، 64، مناقب الانصار 48؛ مسلم، الجنائز 62، 63، 64؛ الموطأ، الجنائز 14؛ أبو داود، الجنائز 62؛ الترمذي، الجنائز 37؛ النسائي، الجنائز 76.
[67]– البخاري، الأذان 95، التوحيد 48؛ مسلم، الصلاة 34، 35، 36؛ الترمذي، أبواب الصلاة 183، 232، 233؛ أبو داود، الصلاة 135؛ ابن ماجة، إقامة الصلاة و السنة فيها 11.
[68]البخاري، الجنائز 65؛ أبو داود، الجنائز 59؛ النسائي، الجنائز 77؛ الترمذي، الجنائز 39.
[69]أبو داود، الجنائز 60؛ ابن ماجة، الجنائز 23.
[70]– أخذت رأي هذا المذهب من كتبه التالية: المغني والشرح الكبير على متن مختصر الخرقي في فقه الإمام أحمد للإمامين موفق الدين وشمس الدين ابني قدامة 2/366 و ما بعدها. والمعتمد في فقه الإمام أحمد 1/242 وما بعدها.
هذا المذهب ينسب للإمام أحمد بن محمد بن حنبل أبي عبد الله الشيباني رحمه الله (164هـ-241هـ) ولد ببغداد ونشأ بها وتوفي فيها ورحل لطلب العلم الى المدن الأخرى كالكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة. وتفقه على الشافعي حين قدم ببغداد وصار مجتهدا مستقلا واهتم بجمع السنة وحفظها حتى صار إمام المحدثين في عصره، ولذلك يعده البعض (مثل الطبري) محدثا فقط، لا فقيها. وأصول مذهبه قريبة من أصول الشافعي حيث يعتمد على الكتاب والسنة والاجماع وفتوى الصحابي والإجماع والقياس والاستصحاب والمصالح المرسلة وسد الذرائع. وعرف عنه أنه يقدم الحديث على ما سواه، وإذا وجد فتوى لصحابي يقدمها على أي رأي أو قياس. ولم يؤلف الامام أحمد كتابا في الفقه وإنما أخذ أصحابه مذهبه من أقواله وأفعاله وأجوبته لكنه صنف في الحديث كتابه الكبير (المسند). (سير أعلام النبلاء 11/177 وما بعدها، الفقه الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي 1/38 وما بعدها ).
إنتشاره: إن البلاد التي يعيش فيها الحنابلة تأتي على رأسها الحجاز، ثم العراق وسوريا وفلسطين ومصر. (الأستاذ المساعد. د/ خير الدين قرامان تاريخ التشريع الإسلامي ص 248).
[71]– البخاري، الجنائز 4، 54، 60، 64، مناقب الانصار 48؛ مسلم، الجنائز 62، 63، 64؛ الموطأ، الجنائز 14؛ أبو داود، الجنائز 62؛ الترمذي، الجنائز 37؛ النسائي، الجنائز 76.
[72]أبو داود، الجنائز 60؛ ابن ماجة، الجنائز 23.
[73]– أمر من المعافاة. أي خلصه من المكاره.
[74]– النزل، بضم الزاي و إسكانها، ما يعد للنازل من الزاد. أي أحسن نصيبه من الجنة. قال نعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا” (الكهف 18/107).
[75]– الموطأ، الجنائز 19.
[76]– البخاري، الأذان 95، التوحيد 48؛ مسلم، الصلاة 34، 35، 36؛ الترمذي، أبواب الصلاة 183، 232، 233؛ أبو داود، الصلاة 135؛ ابن ماجة، إقامة الصلاة و السنة فيها 11.
[77]البخاري، الجنائز 65؛ أبو داود، الجنائز 59؛ النسائي، الجنائز 77؛ الترمذي، الجنائز 39.
[78](مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 21/286 وما بعدها، زاد المعاد لابن قيم الجوزية رحمه الله 1/141.
[79]– عبد الكريم زيدان، الوجيز في أصول الفقه ص 261.

التعليقات

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.