حبل الله
ما هو مفهوم إقامة الصلاة في الإسلام؟

ما هو مفهوم إقامة الصلاة في الإسلام؟

السؤال:

ما هو مفهوم إقامة الصلاة في الإسلام، وكيف تُقام الصلاة على الوجه المطلوب و كما يريد المولى عز وجل؟

الجواب:

كتب التفسير كثيرا ما تعطي كلمة “الصلاة” معنى الصلاة التعبدية المعهودة (الصلوات الخمس). لكن إعطاءها هذا المعنى _باستثناء آيات قليلة_ يؤدي إلى تضييق كبير في مفهوم الصلاة. ويمكن أخذ الآيات الأول من سورة البقرة كمثال:

﴿الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ  لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ  وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: 1-5]

كثيرا ما تفسر الصلاة في الآية بأنها الصلوات الخمس، لكن قصر المعنى عليها يؤدي إلى استبعاد الأوامر والنواهي الأخرى التي جاء بها التشريع الإلهي. أما إذا كان  معنى “ويقيمون الصلاة”: يقومون بما وجب عليهم من التشريعات، فإنه لا يبقى إشكال.

ذلك أن للصلاة معنيين بحسب ما جاء في كتاب الله تعالى:

الأول: لزوم أوامر الله تعالى جميعها، وهذا يتوافق مع المعنى اللغوي للكلمة التي تفيد لزوم الشيء وعدم تركه. ومن ذلك قوله تعالى:

﴿وَأَنْ ‌أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ ﴾ [الأنعام: 72] 

وهي بمعنى قوله تعالى:

﴿أَنْ ‌أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13] 

الثاني: الصلوات الخمس التي يؤديها المسلم خمس مرات في اليوم، وهي بهذا المعنى متوافقة مع علة تشريع الصلاة وهو بقاء المسلم ملازما لذكر الله تعالى وعلى صلة به سبحانه. ومثل هذا قوله تعالى لموسى عليه السلام:

﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ‌لِذِكْرِي﴾ [طه: 14] 

ومثلها قوله تعالى:

﴿فَإِذَا ‌قَضَيْتُمُ ‌الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103] 

غالب الآيات التي جاء فيها لفظ الصلاة كان المقصود منها المعنى الأول ، ومن ذلك الآيات التي الأُول سورة البقرة.

تقام الصلاة (بالمعنى الموسع) بمحددين رئيسيين:

الأول: أن تؤتى أوامر الله تعالى بتمامها والكيفية التي أرادها وبمراعاة شروط إقامتها. ومن ذلك قوله تعالى:

﴿فَاسْتَقِمْ ‌كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: 112]   

﴿وَاذْكُرُوهُ ‌كَمَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 198] 

﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ ‌كَمَا عَلَّمَكُمْ﴾ [البقرة: 239] 

الثاني: إخلاص النية لله تعالى في كل عمل يقوم به المسلم امتثالا لأمر من أوامر الله تعالى:

﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ ‌مُخْلِصِينَ ‌لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5] 

*وعلى كل حال نحن بصدد إنجاز دراسة معمقة في (مفهوم الصلاة في القرآن)، وعندما يتم تجهيز هذه الدراسة على شكل بحث أو مقالة سننشرها في موقعنا إن شاء الله تعالى.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.