السؤال:
أنا فتاة عمري 21 عاما، ولدت في عائلة مسلمة، أُصلي وأصوم وأمارس شعائر الإسلام مثلهم لكني لا أحب ذلك؛ لأني حقيقةً لا أتقبل أمر المرأة في الإسلام وفي كل الديانات الأخرى أيضاً، ودائماً ما تراودني أفكار ومشاعر عن كره الله للمرأة وحبه وإكرامه للرجال من نبوة وفضل وكثير من الأشياء الجيدة لهم في الدنيا وفي الآخرة. شعور مستمر أن الأنثى حتى في الجنة لن تكون سوى إحدى الجواري المقصورات عند أحد الرجال الذين يحبهم الله، لا أشعر بحبي لله وللرسول محمد كما كنت في الطفولة وهذا بسبب ما علمته عن أمر المرأة في الدين وحالها في الدنيا والآخرة، مهما قرأت ومهما سعيت لا تتغير نظرتي لكنني في نفس الوقت مرعوبة من هذا الإله الذي فعل كل هذا بالمرأة وهي في الدنيا ودائماً ما أشعر برهبة مما سيحدث لها بعد الموت وفي الآخرة؟ بالتأكيد سيكون شيء أقسى بكثير لأنها امرأة!
أيضاً لستُ منبهرة أبداً ولا معجبة بقصص الرسول والصحابة والسابقين ولا يعجبني حال المرأة في زمانهم أبداً، لكني مقتنعة جداً بأن هذا الدين من الله وأؤمن أن لا إله غيره لكني لا أؤمن إطلاقاً بأنه عادل ورحيم تجاه المرأة.
لا أحب قراءة القرآن أبداً لما فيه من آيات كثيرة تشعرني أن الأنثى شيء مهان من الله، وأيضاً كل الأحاديث الواردة عن الرسول في المرأة فيها امتهان واحتقار حقيقي وصريح لها، وأيضاً أنها تُلعن من الملائكة ومن الله في أبسط الأمور التي يمكن أن تفعلها وهذا ما لا يصيب الرجل إلا عند ذنب كبير يفعله، هذا الأمر مؤرق جداً ويشعرني بأن الحياة مأزق لا مفر منه وأن لا مفر من العذاب للمرأة سواء في الدنيا أو الجنة أو النار، إنه شعور مستمر باللامعنى واللاجدوى والحصار، وتمني مستمر بالزوال من الوجود لأنه لا يُحتمل.
قررتُ أن لا أتزوج ما حييت كي لا آتي بأنثى خوفاً عليها من هذه الأمور كسبب رئيسي وأيضاً لأني حتى الزواج أراه شيئًا مهينًا للمرأة جداً حتى في فكرة العلاقة الجنسية والهيئة التي خُلقت عليها المرأة وأمر آخر أنها مهما فعلت ومهما تعبت في بيتها فإن لزوجها عليها فضلاً كبيراً لا تفيه حسب نظرة شرع الله، وهذا الأمر ذكر في أحاديث كثيرة بشكل مهين جداً في نظري، وأيضاً أحكام الله على المرأة في كل النواحي متعبة من عِدة وولادة وحيض ونفاس وأمور لا تنتهي، فهي حتى بيولوجياً لم تَسلَم!! ولا شيء حقيقي يُذكر كفضل واضح لها وكجزاء في الآخرة.
إنما الشيء الوحيد الذي يذكره الله ورسوله دائماً فضل الرجل وكأنه إله في الأرض على المرأة.
وإن جئنا للحقيقة فلا مخلوق متعب على الأرض بقدر المرأة في كل نواحي حياتها ولا يوجد لها ملجأ حقيقي، حتى الله الذي ظنناه ملجأ لنا في طفولتنا لم يعد كذلك بعد أن وعينا حالنا عنده.
دائماً ما ترتبط أمور المرأة بالنجاسة والتبعية وأمور أخرى كثيرة سيئة لا تطاق ومنها قطع الصلاة والشؤم، وهي أيضاً على النصف في كل شيء حتى في الدية وكأنها ليست بشراً.
بدأت أشعر حقيقةً أنها ليست بشراً وإنما مخلوقة فقط لتُهان من الله ومن الرجال وتتحمل كل الأمور الشاقة من ولادة وحيض بلا مقابل ولتكون متاعاً للرجال أحباب الله.
حتى الحيض الذي يُسفك فيه دم المرأة حوالي سبع أيام متواصلة بلا رحمة جعلها ناقصة دين وكأنه شيء بيدها! حتى التعدد اتهموا المرأة بالغيرة لأنها ترفضه لكن الحقيقة أنه شيء مهين جداً يثبت أن نظرة الإسلام وغيره للمرأة أنها جسد يُمَّتِع وينجب فقط! لا أرى بأن هناك أمرا واحدا جيد وُجد للمرأة.
أعتذر جداً عن أسلوبي لكني وددت أن أكتب ما أشعر به حقيقةً وما أعتقده بشكل واضح حتى تفهموا مشكلتي، وأتمنى أن أجد الحل عندكم.
الجواب:
نبدأ من حيث انتهت السائلة الكريمة من اعتذارها وتمنيها أن تجد الحل عندنا، أما عن الاعتذار فهي مدينة به في حق نفسها؛ إذ أنها وعلى الرغم من قولها أنها مهما قرأت ومهما سعت فلا تتغير نظرتها إلا أنها في الحقيقة أنها لم تقرأ ولم تسع – ونحن نقدر لها ذلك نظرًا لصغر سنها – وإنما هي حتى هذه اللحظة _إن جاز لنا التشبيه_ تشبه عرائس الماريونيت، تلك الألعاب من الدُمى والعرائس التي تحركها خيوط معلقة في الأعلى بأيدي خفية تختبئ وراء ظلام أو ستار. وتلك الدمى تظل محصورة في دائرة حركات محددة لا تستطيع الخروج عنها.
ونحن لا نقصد الإساءة في التشبيه – معاذ الله – وإنما استخدمناه لوجود وجه الشبه ألا وهو الانسياق والانقياد التام، والفرق الوحيد بين تلك الدُمى وبين السائلة الكريمة وغيرها الكثير من الفتيات أن الدمى جماد لا خيار لها ولا فرار لتتخلص من الخيوط، أما أكثر الفتيات فقد انسقن بإرادتهن الحرة عندما اخترن أن يكن دمية ولعبة في أيدي الآخرين الذين يجادلون في الله ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ فأكثر الفتيات في الأمور التي ذُكرت في السؤال من كراهية الخالق للمرأة واحتقارها ونجاستها… إلخ مما ورد في السؤال ينقسمن فيه إلى فئتين أساسيتين وفئة أخرى قليلة:
- الفئة الأولى، وهي التي اختارت أن تعيش دور الضحية وارتضت بأن تكون هي الطرف الأدنى والأقل مرتبة والمغلوبة على أمرها ظنًا منها أن ترضي ربها بقبولها فكرة نقصان عقلها ودينها ونجاستها فترة حيضها وأنها لا تجرؤ على لمس كتاب ربها ولا التقرب إليه بالصلاة والصيام والحج خلالها، وأنها خُلقت من أجل خدمة ومتعة الذكور الأفضل الأعلى مرتبة، والطاهرين الكاملين العقل والدين والذين يرتادون المساجد في كل وقت ويصومون الشهر كاملًا، ولو قاومت بكلمة لعنتها الملائكة حين تمسي وحين تصبح.
فعاشت هذه الفئة تقتات على فتات ما تركه الذكور لها وقبلت بالقسمة الضيزى، لدرجة تفضيل الذكر عليها حتى في الطعام والشراب كمن ﴿قَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ…﴾ الأنعام (139).
ولا يقف الأمر عند الحد بل يتعداه إلى الآخرة حين آمنت وصدقت أنها أكثر أهل النار وإذا نجت بمعجزة ودخلت الجنة، فسوف تدور في نفس الدائرة الخدمية والجنسية وتنضم إلى حريم السلطان الذكر تقف منكسة الرأس جنبًا إلى جنب مع الحور العين المقصورات اللاتي يقفن في القصور والخيام رهن إشارة المتعة والخدمة.
وبدلًا من بحثها عن الكرامة والحماية التي ارتضاها لها خالقها رضيت بربطها بخيوط الضعف والذل والمهانة واطمأنت بها طوعًا كان أو كرهًا فأصبحت كالأخسرين أعمالًا: ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ الكهف (104)
- والفئة الثانية والتي بدأت في الانتشار في الآونة الأخيرة، وهي ما نستطيع تسميته بالفئة المتمردة التي رفضت هذا الدور وأرادت التخلص من خيوط الضحية، وبدلًا من أن تبحث عن حريتها بالحق واليقين ألقت بنفسها في خيوط أخرى لا تقل سوءا عن الفئة الأولى ألا وهي خيوط المنكرين والملحدين الذين كفروا بالخالق حين ادعوا ظلمًا وزورًا تقيده تعالى المرأة بشريعة الظلم لحساب الذكر، وكرهوا الرسول وأصحابه باعتبارهم الأداة الذكورية الذين نفذوا وطبقوا تلك الشريعة وكانوا كــ ﴿الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ الأعراف (175).
والحق أن أكثر هاتين الفئتين (إلا من رحم ربي) كان عاقبتهما خسرًا؛ إذ أنهما تعيشان معيشة ضنكا، فالضحية تعيش ضنك الخوف والحزن والقهر، والمتمردة تعيش ضنك الكفر والإلحاد والإساءة لعدل خالقها والطعن في أخلاق رسولها وصحابته فانطبق عليهما قوله تعالى ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾ طه (124).
- وتبقى الفئة القليلة التي وجدت الحل الذي سيخرجها من دائرة اللامعنى واللاجدوى، ذلك الحل الذي سيحررها من الخيوط والحصار الذي تعيش فيه، والذي يتلخص في عبارة واحدة مفادها ﴿قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ القصص (49)
فتلك الفئة هي التي اتبعت فطرتها التي فطرها الخالق عليها وبدأت معها بالتفكر في الأمور التي ذكرتها السائلة الكريمة متسائلة:
- ما مصدر تلك الأقاويل؟! أهي تنزيل من ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أم ﴿تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ﴾؟!
- أهي حقًا شريعة الله الرحمن الرحيم؟! ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ الشورى (21)؟!
- فإن كانت من عند الله فأين الدليل والبرهان من كتاب رب العالمين: ﴿أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ الطور (38)
فالسائلة الكريمة طرحت عدة مسائل ولكنها لم تأتي بآية واحدة من القرآن الكريم الذي كرهته ولم تعد تحب قراءته لما جاء فيه من تحقير النساء وحرمانهن من نعيم الجنة وكان عليها أن تقدم الدليل فـــ ﴿إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾!!
- ﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ﴾ أهانت المرأة واحتقرتها ونجستها وأنقصتها العقل والدين ولعنتها وفضلت الذكر عليها وجعلته منعمًا في جنات النعيم دونها؟
- ﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ﴾ تقول أنه تعالى كره المرأة ولم يكرمها؟ وهو الذي أنزل سورة باسم النساء ليحفظ حقوقهن في الميراث والزواج والطلاق وليؤكد أنه تعالى فضلها بمميزات كما فضل الرجال: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ، لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ النساء (32)
وهو الذي سيعذب الذكور الذين أساؤوا إلى الإناث سواء بقتلها وسفك دمائها: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾ التكوير (8) أو ظلمها والتجبر عليها حين حذر الرجال مخاطبًا إياهم: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ… وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ الطلاق (1)
حتى أنه تعالى توعد من يميزون ذكورهم في الطعام والشراب على الإناث بقوله: ﴿وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَاۖ وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُۚ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ الأنعام (139).
تلك الفئة القليلة التي أبت فطرتها النقية أن تنساق كالأنعام أو أن تكون دمية في أيدي الشياطين، فبحثت في كتاب الله وتدبرت آياته وسعت ووجدت الحل سهلًا ميسرًا بالتمسك بكتاب ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ فصّلت (42) وقطعت خيوط أكثر التفاسير الملفقة والروايات المفتريات، ووالله إن خيوطهم أهون من خيط ﴿الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ وذلك حين قرأته بعيدًا عن الأفكار المسبقة لتدرك أن رب العالمين لا يظلم الناس شيئًا ﴿وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ ولتوقن أن ﴿اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾ وأنه ﴿َمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ النّور (21)
ولذا قلنا للسائلة الكريمة أنها لم تقرأ ولم تسع؛ ذلك لأنها لم تقرأ القرآن إلا من خلال خيوط متصلة بأقاويل وأساطير الآخرين أصحاب الأيادي التي تختفي وراء الظلام وخلف ستار الظلم ممن: ﴿يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ، وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ آل عمران (78) مما جعل على بصرها غشاوة جعلت منها ومن غيرها من الفتيات دمى وألعابا تتأرجح في غيابات الجهل وتعيش تائهة في جهالة المجتمع.
وإذا زالت الغشاوة حينها ستختار – على علم – لأي الفئات تنتمي؟ فإن اختارت الفئة القليلة فعليها ألا تخشى القلة فــ ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ البقرة (249) والكثرة ليست دائمًا دليلا على الحق: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ يوسف (103).
أما بالنسبة لقولها ووصفها للمرأة الحائض بأنها تُسفك دماؤها، فعليها النظر في استخدامها (لسفك الدم) بسؤال الأطباء عن أهمية خروج تلك الدماء الفاسدة التي تهيئ الرحم للولادة – وربما لصغر سنها لا تدرك معنى الأمومة والحياة الزوجية وربما عانت من أسرة غير سوية أو رأت أمام عينها تجارب زوجية قاسية – وحكمها على عدم الزواج نابع من ذلك.
ولكننا على يقين أنها حين تجد (الرجل) الحق الذي يحب الله تعالى ويتبع كتابه في وجوب تحصين الزوجة التي بأمره تعالى جعلها (مُحصَنة) ستجد نفسها في حاجة إليه كما يحتاج هو إليها وتأوي إليه كما يأوي هو إليها وتحيا معه السكنى والمودة والرحمة التي جعلها الخالق بين الزوجين في الدنيا والآخرة إذا عملا الصالحات وآمنا بربهما مصداقًا لقوله: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ، وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ﴾ الرعد (23)
ولم نفهم قصدها عن شكل وفكرة العلاقة الجنسية والهيئة التي خُلقت عليها المرأة، فإن كانت تقصد أن المرأة في علاقة الفراش تكون مُهانة، فهي مخطئة في هذا الأمر وربما يكون السبب في ظنها أنها أخذت ثقافتها الجنسية من مصدر أساء إلى المرأة في هذا الجانب كالروايات التي تجعلها مجرد أداة لا حق لها في المتعة، أو التلفاز والمشاهد الإباحية التي جعلتها سلعة مُهانة مبتذلة. ولكن الذي ارتضاه لها خالقها وأنزله في كتابه أن لها الحق مثل زوجها تمامًا في المتعة والوضعية والكيفية التي تناسبهما معًا في الفراش مصداقًا لقوله: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ البقرة (187) ﴿وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ﴾ النساء (21) ﴿فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ﴾ البقرة (223) فالسكنى حق لكلا الزوجين أساس تقوم عليه الزوجية: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ الرّوم (21).
أما عن النبوة التي تتساءل: لماذا لم يكن منهن نساء؟ وتتساءل وكأن الأنبياء ولدوا في القصور وعاشوا في النعيم ملوكًا، ولو قرأت قصصهم في القرآن لعلمت أن أكثرهم لاقى شتى ألوان الظلم والتكذيب والإيذاء والاتهام بالسحر والسفه والشعر والجنون: ﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ الزخرف (7) ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ آل عمران (21) ﴿كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾ المائدة (70).
أما بالنسبة للرسالة فتستطيع كل فتاة أن تكون بمثابة رسول وسفير لكتاب ربها؛ إذ أن الرسالة لا ختام لها إلى يوم القيامة، فالنبي الكريم هو (خاتم النبيين) وليس خاتم المرسلين، والرسالة هي التبليغ ﴿وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ يس (17) وإعطاء الأسوة الحسنة في الالتزام والعفة والعلم بشرط تحمل الأذى في سبيل ذلك من رميها بتهم الإلحاد والكفر أسوة بالرسل: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ الأحقاف (35).
وأسوة بنساء ذُكرن في الكتب السماوية وكُنّ بمثابة رسل لأقوامهن في جميع حالاتهن، فذكرت المرأة كملكة لها الكلمة العليا وتملك قومها، كملكة سبأ: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ النّمل (23) وذكرت كأم مضحية أوحى إليها كأم موسى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ…﴾ القصص (7) وكأخت واعية شجاعة أعادت أخاها إلى حضن أمه، كأخت موسى: ﴿إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ…﴾ طه (40) وكزوجة مؤمنة كــ ﴿امْرَأَتُ عِمْرَانَ﴾ وابنة طاهرة ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ﴾ التحريم (12) وكامرأة قوية غلبت بإيمانها قوى الشرك وقاومت الظلم فبنى لها ربها بيتًا في الجنة ونجاها من مكر زوجها ومن العذاب كزوجة فرعون: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ التحريم (11).
أما عن عدم انبهارها بقصص الصحابة إنما لنفس السبب من الافتراء عليهم بزواج القاصرات وضرب الجواري إذا ارتدين الحجاب… إلخ تلك الأقاويل، والحق أننا لا نستغرب من تلك الروايات فليس الصحابة بأعز على المفترين من رب العالمين ورسله الطيبين، فالسائلة الكريمة تشعر بالبغض لما افتري عليها كامرأة، ولو بحثت في أكثر كتب التراث والروايات سوف تجد ما هو أضل سبيلًا حين ترى وتسمع تلك الافتراءات تنال من أسمائه تعالى ووصفه سبحانه بما لا يليق من التجسيد وافتروا على رسوله بروايات تسيء إليه كرجل وكزوج عندما تجرؤا على الحديث عنه وعن أزواجه أمهات المؤمنين.
أما بالنسبة لبقية التساؤلات والأفكار التي طرحت في السؤال من مسألة التعدد وقصر نعيم الجنة على الرجال وغيرها، فقد تحدثنا عنها كثيرًا في موقعنا وسوف نقوم بإرفاق المقالات المتعلقة بها حتى لا نكرر الكلام فيها، نرجو الاطلاع عليها أسفل هذه الفتوى.
وختامًا:
نرجو أن تتضح الصورة أمام السائلة الكريمة، ونريد أن نؤكد على أن المشكلة التي تعاني منها ككثير الفتيات لا تنحصر فقط في وجود تلك الافتراءات على الدين فيما يخصها كامرأة، فكما ذكرنا أن الافتراءات وصلت إلى رب العالمين ونالت من رسله أجمعين، وإنما المشكلة الحقيقية تكمن في اختيار المرأة ما بين أن تكون مجرد أداة في أيدي هؤلاء الجهال فتصير: ﴿كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا﴾ وبين أن تكون إنسانة حرة متدبرة لكتاب ربها عاملة به في حياتها تواجه الباطل بالدليل والحجة لا تخشى لومة لائم ولا تخاف الجهال امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا، فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ الأنعام (81) ونحن نعلم أن الأمر ليس سهلًا ويحتاج إلى البحث ومجاهدة المعتقدات البالية، ولكن التمسك بهديه تعالى هو الطريق الوحيد الذي ينقذنا من الحيرة والضلال لئلا: ﴿َنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا، قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ، وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الأنعام (71)
*المقالات التي نوصي بقراءتها تتميما للفائدة:
هل يمكن أن يكره العبدُ ربَّه العظيم؟
الاستدلال الخاطئ بآية (وليس الذكر كالأنثى)
حال النساء من تعدد الزوجات والحجاب والحور العين في الجنة
هل رفض نبينا الكريم أن يتزوج علي بن أبي طالب في حياة فاطمة؟
الباحثة: شيماء أبو زيد


نعم أعلم هذا الحديث عن بول الغلام وبول الأنثى، وأعلم ما هو أسوأ منه بكثير كالمرأة التي أتت الرسول لأن زوجها لطمها فقال الرسول القصاص فعادت بلا قصاص بسبب نزول آية ( الرجال قوامون) وقصة أخرى مشابهة أيضاً وكثير من ذلك عن ظلم المرأة لكن لا مجال لذكر كل ما نعلم بالطبع.
للأسف أستاذة شيماء، الأمر لا يقتصر على الأحاديث ولا على تفاسير الشيوخ، نحن عرب ونفهم الكلام الذي يُقال في القرآن ونفهم معاني الكلمات على اختلاف سياقاتها خصوصاً الآيات التي لا تحكي قصص بل آيات الأحكام وخطاب الله لعباده، و للأسف القرآن فيه كثيراً من الأشياء التي تنغص على المرأة إيمانها وطمأنينتها وحياتها وينزع ثقتها برحمة الله الذي قال (و رحمتي وسعت كل شيء)، هذا طبعاً لو افترضنا أن الأحاديث المسيئة للمرأة جميعها كذب على رسول الله، رغم أنه هناك بطريقة ما تناسق بينهما ولا أستطيع أن أرى بينهما خلافاً، فكل حديث له في القرآن شيئاً مشابهاً أو حتى شعوراً واحداً أو القهر نفسه.
فحينما تقرأين حكم الله في نشوز المرأة ونشوز الرجل، فتجدين في حكمه على نشوز المرأة امتهاناً لإنسانيتها ولها كمخلوق يُفترض أنه يعيش اختبار العبودية لله كما الرجل لكن وكأنما عبودية الله لا تأتي إلا بعد الانقياد والعبودية للرجل، فالله يقول (واضربوهن) و( اهجروهن) ثم يأتي المفسرون ليقولوا ضرباً غير مبرح وكأن الأمر أصبح أقل وطأةً وهذه أحد الآيات الكثيرة التي لم أجد لها تبريراً أو قبولاً في عقلي، و(اهجروهن) وكأنما حاجة المرأة للمتعة قليلة، كأنها ليست بشري، تُعاقَب بغرائزها بأمر الله (العادل كما يزعمون) وفي المقابل الرجل قد يملك عدة زوجات وملك يمين في الزمن السابق ومتعته لن تنتهي حتى لو مهما فعل، فحقه في المتعة لن يسقط ولم يُذكر في القرآن شيئاً واحداً يحل للمرأة الهجر كنوع من الغضب والتأديب، لكن نشوز الرجل حكم الله فيه وكلامه الأول أن الصلح خير!! أهذا العدل والرحمة؟! طبعاً هذه الآيات أتت بعد إخبار الله للرجال أنهم مفضلين على النساء.
لو قذف الرجل زوجته لاعنها ولو فعلت رجمت، أين العدل؟ أين رحمة الله بالمرأة؟
الله عندما ذكر امرأة نوح وامرأة لوط، قال ( كانتا تحت عبدين من عبادنا)، أليست هذه إجلال وتعظيم لعباده الرجال؟ أليست امتهاناً واضحاً للنساء ؟ هل هن تحت عباد الله؟ ألسن مِن خلقه وعباده أيضاً؟
وعندما قال الله ( وألفيا سيدها لدا الباب) جعل الرجل في القرآن سيداً، ولو قصد أنه عزيز مصر فلذلك سيد لقال سيدهما، ما المعنى؟ أين رأى أهل الإسلام العدل؟ أم أن ظلم الإله عدلاً في مقياسهم خوفاً من جهنم؟!
من الذي أله الرجل على المرأة؟ هل المجتمع؟ بالطبع لا، نحن ألصقنا كل عقدنا من الدين بالمجتمع إنكاراً منا لتمييز الإله وكرهه لنا، هذا المجتمع لم يأتِ بشيءٍ من عنده، فلا دخان بلا نار، كل شيءٍ له سبب وبالتأكيد الأنثى ليست السبب فهي مخلوق ضعيف مظلوم، إنما هناك قوة كبيرة إلهية أردات هذا، أردات أن تعز الرجل وتذل المرأة، شاءت أن يكون مجيء الأنثى إلى الدنيا سوء قدر وكابوس قاتل ومجيء الذكر خير كبير ولعلي أؤمن بالشيء ذاته لكن ليس لنفس أسباب المجتمع بالطبع، بل لأني أعلم أن مجيئها ليس خيراً لها بل كابوس مرعب مفزع لها هي فقط و لن ينتهي و حياتها جهنماً تبدأ منذ وعيها إلى المالانهاية.
في سورة التحريم في قصتها المعروفة واسى الله رسوله بآيات(إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ )، قال أنه هو مولاه وناصره ومعه جبريل وصالح المؤمنين والملائكة وفيما بعد يقول أن لو طلقهن سيبدله خيراً،
، أليس هو مولى النساء أيضاً؟ من مع النساء إذا لم يكن؟
أليست هذه الحادثة(كما في رواية ماريا والعسل) بسبب أحكام الله وبسبب تحليله للتعدد و ملك اليمين وغيرها للمتعة كأنه لا يعلم شعور المرأة والثقل الذي سيصيبها من كونها مجرد جسداً؟ أليس هو من جعل غيرتها أشبه بكفر؟
لقد أحل هذه الأشياء في ذلك الزمن لحكمة كما يزعمون فنفع الرجل وقتل المرأة وجعلها في عيون العالم جسداً يمتع وينجب وكان هذا عدلاً في مقياس الله و أهل الإسلام!!! كيف علينا أن ننكر على العالم الآن رؤيته المرأة جسداً بوجود هذه القصص وغيرها؟
كيف علينا أن نظن بعد ذلك لوهلة أن الله عادل ورحيم ولطيف؟ نعم هو رحيم لكن ليس مع النساء إطلاقاً.
وقد ذكروا في التفاسير أن عليهن التوبة لأن قلوبهن مالت لمحبة ما كرهه الرسول؟ ماذا عن قلوبهن ؟ أليس الرسول بزواجه من أكثر من واحدة وتسريه وما ملك من ملك اليمين قد مال قلبه لما تكره المرأة( زوجته) ؟ ما الفرق؟ هل كره المرأة لشيء هو شيء بلا معنى؟ هل الله منح الرحمة والمراعاة للرجل فقط؟ هل نسي أنّا أيضاً في اختبار نحتاج فيه بعضاً من الرحمة والعون منه؟ هل إلهنا عادل الآن؟ متى راعى الله شعور المرأة في حكم من أحكام الإسلام؟ إن لم يرحمنا في الدنيا والآخرة فمن سيفعل؟ أم حُرمت علينا الرحمة ؟ كيف يكون الجزاء والعقاب واحداً بين الإناث والذكور؟ هل أصيبوا واختبروا في نفسهم البشرية وإنساينتهم وفي شعورهم كما أصبنا نحن؟ هل أنقص الله عليهم شيئاً في دنياهم وآخرتهم كما نحن؟
حتى في حكم الزنا الأول قبل أن يُنسخ لحكم واحد في الزاني والزانية، كان الحكم على الأنثى أن تبقى سجينة البيت حتى الموت، في قول الله: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً) وهذا غير الإيذاء طبعاً، أما الحكم على الرجل الذي فعل نفس الذنب كان الإيذاء وكم بين الحكمين من اختلاف وظلم واضح،رغم أن الحكم نُسخ إلا أن الشعور بأن الله كان أرحم بعباده الرجال بشكل خيالي شيء مؤذي ومثير للرعب، كيف أظن أن الله عادل بعد أن أعلم هذا؟ هل وسعت رحمة الله المرأة حقاً؟ سيكون مرعباً إن كان هذا حال المرأة عند الله بالرحمة.
نحن لسنا سواسية مع الذكور أبداً، لسنا في نفس الاختبار ولم نحصل من الإله على الشيء ذاته، إلهنا وإن كان واحداً، لم يكن معنا ومعهم واحداً، لم ننل من مواساته ومحبته وخطابه ورحمته شيئاً كما نال الرجل، لم تكن الدنيا لنا متاعاً كما كانت للرجال، لم ننل من أحكامه مواساة ورحمة نسّيِّر بها دنيانا، لم يخاطبنا لمرة ولا في حديث ولا في آية ويخبرنا بالحقيقة وهو يعلم بالطبع ما نشعر به وما تقاسيه النساء بأمره منذ بدء الوجود.
أليس الإسلام جاء ليهدي الناس للتي هي أقوم؟ فهل النساء ليست من الناس؟؟؟ هل كان الشيء الأقوم هو التجبر على النساء كما في الجاهلية لكن الفارق أنه بنصوص شرعية من مالك الأرض و مالك الناس؟
ما الأقوم في هذه الأحكام؟ ما الشيء الجيد فيها وأنا لا أراه؟ ما هو العدل اصلاً في مقياس هذا الدين؟
الوأد خيراً من هذه الأحكام كلها وهذه المشاعر القاتلة التي تصيبنا منها كأنها مرض لا شفاء منه، هذه الأحكام والآيات والأحاديث تجعلنا نتخلى عن جميع أحلامنا وأمانينا لتكون الأمنية الوحيدة والمستحيلة هي أن نزول كأننا لم نأتِ يوماً.
هذه الآية ( فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون) ( أصطفى البنات على البنين)، قد ذكر الله قبل هذه الآيات عدداً من الأنبياء وقصصهم وأجر المؤمنين من الحور العين التي لم أرَ تفسيرك لها صحيحاً فهو هو يقصد نساء جميلات للرجال أحبابه فقط للمتعة وليسو كالوصيفات كما قلتِ فهذا يتضح جلياً في آيات القرآن ” لم يطمثهن من قبل إنس ولا جان”، وقد جاءت آية البنات والبنين بعد ذلك كله من القصص والوعود والتذكير بجزاء الآخرة، وكأن الله يقول فيها ها أنا قد اصطفيت جميع أنبيائي بنين أستجعلون لي البنات ولكم البنين؟؟!،ها أنا قد اخترت البنين فكيف ستجعلون لي البنات؟ وقد أنكر هذا الأمر عليهم في أكثر من آية.
،ثم يستنكر عليهم وأْدهم للبنات وكرههن، الإله أخبرهم أنه اصطفى البنين فالطبيعي أن يفعلوا كما فعل الإله، هذا ما تفعله مجتمعاتنا الآن وهم ليسو مخطئين، بل متبعين عميان لسنة الأرض في كره الأنثى واصطفاء وحب الذكر.
الآن لم أفهم ما الشيء الذي خلقه فيهم مختلفاً ليكونو الأحب والأكرم عنده وعند الناس، وما نحن؟
هل أمنا حواء وأبانا آدم أم أنّا خلقٌ آخر؟
هناك الكثير الكثير من الآيات التي تحمل هذه المعاني القاهرة للمرأة التي بالطبع لن أستطيع حصرها هنا الآن.
أيضاً كون الخطاب في القرآن كان كلياً للرجال تقريباً، ولا أجد الحكمة في هذا، نحن مثل عددهم تقريباً و من المفترض أنّا نعيش اختبار أيضاً، ماذا لنا من خطابه ؟ دائماً ما تجدين النساء يسألن هل هنّ مشمولات في حكم ما؟ وما هذا إلا بسبب كون هذا الخطاب ذكورياً وموجه للذكور حتى في أحكام النساء.
لقد وجدت مرة سؤالاً على أحد المواقع من فتاة، قالت بما معناه هل البنات مشمولات في آية ( ولقد كرمنا بني آدم) ، ما الذي جعل البنات يتساءلن عن هذا غير أسلوب القرآن والظلم والامتهان الذي جعلهن يشعرن بهذا؟ البنات يعشن في المجهول، أو في المعلوم المهين، أين العدل المزعوم؟
أقرأ القرآن وأشعر كأني قادمة من المريخ، لا أرى المرأة تُذكر إلا في آيات الطلاق والزواج والأحكام القاهرة لها كالعدة وغيرها وبعض الآيات القليلة وبعض قصص النساء السابقات
وتُذكر بطريقة الغائب لا المخاطب( إلا في آيات نساء النبي) ، ما العدل في هذا؟ ماذا علينا أن نشعر حقاً ونحن نقرأه؟ كيف يطمئن قلب امرأة بذكر الله؟!! والحقيقة أننا نزداد اشتعالاً بذكر الله.
لقد حاولت أن أقرأ القرآن بتجاهل لكل ما أعلمه من الحقيقة مرات عديدة ولكني لا أصل لجديد بل أزداد اختناقاً.
أنا مؤمنة بهذا الأمر إيماناً قاطعاً فالآيات تشبه الواقع ، لماذا أُكذب عقلي الذي فهم هذا وهو واضح وضوح الشمس أمام عيني؟ ظلم يثبته الواقع وبيولوجية المرأة والنصوص الشرعية في الأديان الثلاثة أيضاً، كيف أنكر هذا؟
لا سبيل إلا بصنع واقع جديد وتجاهل الحقيقة، وتجاهل المصير المؤلم في كل الأحوال.
لا أجد سبيلاً آخراً غير هذا منطقياً وإن كنتُ في داخلي أرغب جداً بالوصول لطمأنينة كبيرة وهدوء بين هذا الحزن والذعر كله، وأنا قدمت سؤالي هنا لأني قرأت إجاباتك كاملةً في فقه النساء سابقاً و كان هدفي من السؤال أن أعلم كيف تفكر النساء حول هذه الأمور القاهرة و أن أرى إن كان هناك بعض النساء على الأقل مثلي في داخلهن ووجدت أننا متشابهين بطريقة ما على الأقل في فترة عمرية معينة لكننا مختلفين في التعاطي مع الأمر والنتيجة، أنتِ رأيت القرآن عادلاً فصار مرجعك الأول بعيداً عن الشيوخ والأحاديث والمفسرين وأنا آمنت بالحقيقة وصدقت أن القرآن كلام الله لكني لم أرَ العدل فيه، ورفضتُ الواقع واخترت التمرد قليلاً كي تسير الحياة، وأعلم أن العاقبة سيئة على كافة الأحوال.
والآن أشكرك جداً على هذا الوقت الذي منحتيه لي وأشكرك على نصائحك التي فعلتها سابقاً كثيراً فلم أصل لنتيجة مختلفة بل زاد أمري سوءاً، وأعتذر جداً إن أزعجكِ أن هدفي من السؤال أمراً غير الإجابة.
شكراً مرة أخرى لك وللسيدات في بقية التعليقات على الاهتمام بسؤالي ومحاولة إجابتي.
والسلام عليكم.
اختي نجوى كل الأحاديث التي ذكرتيها في سؤال وحتى التفسيرات في كتب الطبري وابن كثير كلها مزيفه صدقيني هى من تأليف شياطين الإنس لخلق دين موازي والرجوع للجاهليه في قمع النساء والدليل هنا على الموقع
https://www.hablullah.com/?p=2945
https://www.hablullah.com/?p=6713
https://www.hablullah.com/?p=5976
https://www.hablullah.com/?p=2097
https://www.hablullah.com/?p=3015
https://www.hablullah.com/?p=7074
https://www.hablullah.com/?p=3251
https://www.hablullah.com/?
p=3015https://www.hablullah.com/?p=1461
https://www.hablullah.com/?p=1461
هذه روابط للمواضيع هنا على الموقع وان شاء الله سوف تفهمي من أين أتى الخلل في ديننا بسبب من يسمون أنفسهم فقهاء الامه وهم سبب ضلالنا قرون طويل
أشكرك سيدة غيداء على هذا الاهتمام ومحاولة نفعي بالإجابة🤍، لقد قرأت هذه المقالات سابقاً ولم أقتنع بها إلا في بعض الأمور التي لم تغير مجرى الأمر بالنسبة لي، لكني كتبت رأيي في تعليق منفرد بافتراض أن جميع الأحاديث كذباً رغم أني لا أرجح كذبها مع إيماني أنها ظالمة منتهكة للمرأة كلياً.
اختي نجوى جميع الأحاديث جميعها وصلت لنا بالمعنى ولفظ الرواه وليس بلفظ النبي اصلا
ثم ماقيمه هذه الأحاديث بجانب كتاب الله ليس لها قيمه ونحن لا نعرف اذا كان النبي قد قال ام لا و٩٩% لم يقول ولو ان توصيل حديثه لنا امر من الله كان على الله أن يوصله لنا مثل القرآن محفوظ وليس على لسان البشر قال فلان لفلان انه حدثه فلان انه سمع النبي يقول هذا دين موازي نحن حرفنا ديننا كما فعلت الأمم السابقه ولو كان هناك نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام لفضح أمرنا..
ثم ماذا تنتظرين من علماء وائمه احلوا الزنا والدعاره باسم الدين تحت مسمى ملك اليمين واكلوا أموال اليتامى بالباطل بما يسمى قاعدة التعصيب في الميراث هؤلاء من يسمونهم فقهاء الأمه!!! توقعي منهم التزيف والكذب ليس فقط في الأحاديث بكل حرفوا معاني القرآن أيضا
ربنا ينور بصيرتك ويهديكي ويهدينا جميعا
http://www.hablullah.com/?p=2742
http://www.hablullah.com/?p=2320
https://www.hablullah.com/?p=7098
إن كانت السنة صحيحة وإن كان تفسير أهل السنة للقرآن والسنة صحيح وإن كان ما ورد في الإسلام من أحكام وقصص بما يخص المرأة صحيح فعزائي لي ولكل سيدات الأرض والسلام علينا والحداد على أرواحنا المرهقة من أمر الله ونبيه، وعلينا أن نرجو من الله مالك الأرض والبشر ومالك أمرنا كله أن يبدل كلماته وقدره ويرحم نساء الأرض قليلاً كي تكون الحياة شيئاً ممكناً وليس حصار ومأزق لا مفر منه كما ذكرت السائلة وهي محقة في شعورها فلا يمكن أن يتواجد شعور أفضل من هذا في ظل هذه الأحاديث والأحكام الجائرة على المرأة في الدنيا والآخرة.
أنا السائلة
شكراً جزيلاً على الرد أستاذة شيماء🤍
لكن تشبيهك لي بالعرائس والدمى أثار استفزازي وأيضاً اتهامك لي بأنني لم أسعَ ولم أبحث أغضبني حقاً، فأنا منذ عمر ال12 غارقة في هذا الأمر ولا أبالغ إن قلت أنني لم أحيَ منذ ذلك الوقت الذي بحثت فيه للمرة الأولى ولا أبالغ إن قلت أن هذا الأمر أثر على كل حياتي الدراسية والاجتماعية والنفسية بشكل كبير و أهلكني في السنين التي من المفترض أن تكون أجمل سنين حياتي، وها أنا بعد مرور 9 سنين لا زلت غارقة في هذا الأمر وأشد من البداية بكثير، فأنا في كل مرة أقرأ شيء من مصدر جديد تبقى نظرتي نفسها ولا أجد جديد، وبالنسبة للفئات التي ذكرتيها فلا أجد نفسي محصورة في فئة معينة، فأنا أشعر أن النساء ضحايا الكون في الدنيا والآخرة ولكني في الآن نفسه لستُ منكسرة لهذا ولست متقبلة لأن أكون الطرف الأدنى وإن كان هذا ما أشعر به حين أقرأ الأشياء الدينية والكونية عن الجنسين الأنثى والذكر، وفي الآن نفسه أشعر أني متمردة كما ذكرتِ في الفئة الثانية ولكن الشعور الأكبر الذي يطغى علي رغم هذا كله هو الحزن والضعف والحصار في دائرة لا مفر منها، وأعلم أن عاقبتي ستكون خسارة أينما وليت دربي لأني لا أؤمن بعدل الإله ولا بحب دينه والأنبياء، ولا أرى بأن الجنة المكان الذي سينتهي فيه هذا الشعور وظلم النساء، وفي الآن نفسه مرعوبة جداً من جهنم الآخرة بعد جهنم الدنيا التي أحياها.
وبالنسبة للموضوع الثاني أمر سفك الدماء فأنا طالبة طب بشري في سنتي الثالثة وأعلم الحقيقة العلمية لأمر الدماء لكني أعلم أيضاً أن الإله قادر على كل شيء وقادر على أن يقول لأي أمر كن فيكون، فلماذا جعل كل أمور المرأة وحتى متعتها من جنس وأمومة مرتبطة بالنزيف الشهري والنزيف في أول الزواج والنفاس وربط حياتها بالنجاسة والنقص والحاجة والألم؟ وجعلها على النصف في كل شيء، في عقيقتها وديتها وميراثها وشهادتها؟
ما الحكمة من كون كل خطوة ستتخذها في حياتها وكل شهر سيمر من حياتها أن يكون مليء بكل هذا؟
أما بالنسبة لقرار عدم الزواج فما ذكرتيه ليس صحيحاً ولا ينطبق على عائلتي فهم أناس جيدون وأمامي علاقات جيدة فأخواتي أيضاً منهن متزوجات لكن ما أشعر به في أمر المرأة يجعلني رافضة تماماً لأن تكون لي يد في مجيء أنثى جديدة على هذا الكون وأيضاً ما جعله الله من فضل وتفضيل للزوج وللرجال عامةً جعلني أرفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً وأيضاً لا أستسيغ فكرة العلاقة الجنسية فذلك سبب آخر.
وشعور الأمومة والأطفال مهما كان جميلاً فهو لا يستحق العناء وجلب متعذبين جدد إلى الوجود، وأرى أن به نوع من الأنانية، فلذلك أنا استغنيت تماماً عن هذا الأمر وسأذكر نفسي بعواقبه في كل مرة حتى لا تضيعني المشاعر الزائلة والشهوة التي سيغلبها العمل والسعي في أمور أخرى.
أما بالنسبة لفكرة العلاقة الجنسية فأنا لا أقرأ الروايات ولا أشاهد مشاهد إباحية، وإنما مجرد معرفتي بأن إفرازات الرجل سيكون مكانها جسد المرأة وإن كان الهدف هو الإنجاب فهو أمر بالنسبة لي مهين وغير طبيعي وإن كانت هذه سنة الكون وأساس الوجود والتناسل.
وأما بالنسبة للنبوة وإن كانت قاسية فقد كانت مليئة بالتكريم ولقد اختص الله بها الرجال فقط، وعلى افتراض أن السبب في كون النساء لسن بنبيات هو ضعفهن وعاطفتهن كما يزعمون لما كانت الولادة أمر محتم على المرأة فهذا أمر مؤلم وشديد وقاسي أيضاً.
أنا لا أجرؤ على التحدث عن الرسول الذي أحبه الله وفضله على كل العالمين ولا على إلهنا ، لكني في الآن نفسه ينتابني شعور سيء جداً وبغيض حين أتذكر أن الرسول متزوج من ١١ زوجة غير ملك اليمين والتسري وأن هذا أمر طبيعي عندهم فغالب الأنبياء كانوا متزوجين بأكثر من امرأة وأيضاً من الصحابة ولا أستطيع تقبل هذا الأمر ولا أستطيع تخيل شخص جيد وخيِّر فعل هذا!!
ولا أحب ما روي عن حياة الرسول وزيجاته وإن كنت أعلم من ما قرأت عن أخلاقه الحميدة والتي يحب الإنسان أن تكون به لكني لا أستطيع فصلها عن أحاديثه المهينة عن المرأة وحياته المليئة بالنساء فهذه أمور في نظري مهينة للمرأة جداً ودائماً ما أشعر بأن أخلاقه الحميدة تظهر مع الرجال وليس مع النساء.
وإن كنت لم أذكر أدلة سابقاً فذلك لأني ظننتك تعلمين ما أقصد فهي أدلة مشهورة جداً والجميع يسأل فيها وكثير من البنات على الإنترنت يعبرن عن استيائهن منها والآن سأذكرها:
“من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار” ، هل البنات ابتلاء؟
«ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء»
ألا يفتن الرجل المرأة؟ وقد ثبت في القرآن أن فتنة الرجل على المرأة كانت شديدة وضارة كقصة النبي يوسف مع امرأة العزيز، وفتنته أدت إلى أن النساء قطعت أصابعها حين رأينه.
«إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور»
ألا يمكن أن يكون مزاجها ليس جيداً؟ وماذا إن رفض الزوج رغبة الزوجة؟
«لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه»
هل المرأة عبدة الرجل؟
(لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها؛ من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة، تجري بالقيح والصديد، ثم استقبلته فلحسته، ما أدت حقه.)
كيف رسول أخبرونا أنه خير البشرية وهو يقول هذا؟ وكيف لي أن أؤمن به وهو يقول هذا؟ وكيف أؤمن بالله وهو الذي أوحى للرسول بأحاديثه وهذا الهدي؟ كيف أحبهم؟
و ماذا عن حقها؟ منسي؟
“أيُّما امرأةٍ استَعْطَرت فمرَّت على قومٍ لِيجِدوا ريحَها فهي زانيةٌ”
ماذا عن عطر الرجل الذي يلفت ويفتن ويبقى هذا الرجل في البال لفترات أحياناً وهذا شيء لا إرادي؟
“الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ”
هل هي مجرد متاع؟هل هي بديل الحور العين الدنيوي؟
( ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )
كيف والواقع ينفي هذا فالدول التي تحكمها نساء الآن خير من باقي الدول ولا نسمع عنهم في الحروب، و أيضاً ملكة سبأ أسلمت وقومها بعد أن دعيت إلى الإسلام في عهد النبي سليمان رغم أن كثير من الرجال قبلها وكفار قريش مثلاً لم يسلمو فكيف ولايتهم خير من ولاية المرأة؟ ما الدليل الواقعي وما المعيار الإلهي في هذا؟
حديث ابن عباس أن امرأة أتت النبي فقالت: يا رسول الله: ما حق الزوج على الزوجة؟ فقال: حقه عليها ألا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع.
كيف يكون إلهنا عادل ونبينا عظيم مع هذه الأحاديث؟
“إنما الشؤم في ثلاثة: الفرس، والمرأة، والدار”
“يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود”
هل هذا شأن المرأة؟! هل هذه إرادة الله لنا؟!
لقد بدأت أشعر أن هذا الدين مبني على السادية تجاه المرأة وهذا شعور لا يفارقني.
عن عائشة قالت: “لما مرض رسول الله في مرضه الذي مات فيه، فحضرت الصلاة فأذن فقال: “مروا أبا بكر فليصل بالناس” فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف -حزين خافت الصوت- إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس وأعاد قوله فأعادوا له، فأعاد الثالثة قال: “إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصلي بالناس” (أخرجه البخاري).
كيف يقول صواحب يوسف ويكون شيئاً عادياً غير مهين؟هل هذا أمر المرأة عند الإله؟؟؟
وإن كان حقيقة فلماذا جعل الله كل شيء سيء للمرأة؟
عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله : أريت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء) قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: (بكفرهن) قيل : يكفرن بالله ، قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط ).
بعد عناء الدنيا كله أيضاً هي الخاسرة الكبرى في الآخرة على افتراض أن الجنة خير من النار وأهون قليلاً.
(لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك، يوشك أن يفارقك إلينا)
هذا حديث صحيح وهذا أفظع حديث فكيف يفعل الله هذا؟ هل الله جعل المرأة سخيفة لهذا الحد؟ ألم نُخلق للعبادة؟ ما هذا الكلام الذي يقال بحقنا!!
كيف نحب الإله ورسوله بعد هذا؟ هذا أمر مستحيل.
“ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن فقيل: يا رسول الله، ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل؟ قيل: يا رسول الله، ما نقصان دينها؟ قال: أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم”
هل بعد عنائها ونزيفها وتعبها هذه هي النتيجة؟
وكثير من الأحاديث على هذا المنوال وكلها بين صحيح وحسن وهذا أمر سيء، فكيف تكون كل الأحاديث التي ذكرتُها صحيحة عند أهل السنة وعلي كأنثى أن أؤمن أن الله عادل وأنه هو الرؤوف الكريم اللطيف السلام الرحمن الرحيم وعلي أن أحب الله والرسول أكثر من نفسي ؟؟؟؟!!
أنا بسبب هذا الأمر لا أحب نفسي حتى فكيف سأحبهم؟؟؟
الآيات/
﴿أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ﴾.
﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾
﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ﴾.
﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ﴾.
﴿أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ * تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰ﴾.
وأيضاً الآيات التي تجعل للمرأة نصف شهادة ونصف ميراث وآية الرجال قوامون وآية تحليل ضرب النساء عند نشوزهن والإصلاح عند نشوز الرجل؟؟؟!!
هنا في الآيات يظهر غضب الله من نسب البنات له، أعلم أنه لا ولد لله وأنه غضب من نسب الأولاد له عموماً، لكن حين نسبت الأنثى له أتت آيات كثيرة لا تشعرني إلا أن الله كره البنات ونسبهن له وتدقيقه على فكرة كيف لله البنات ولهم البنون، أليس هو من خلق الجميع؟ لماذا جعل الأنثى تشعر بهذا؟ وكأن الأمر أقل غضباً لو نُسب له الذكور.
هذه الأحاديث وهذه الآيات تجعلني أشعر بالإهانة والسخافة واللاوجود وأشعر بالعبثية وانعدام الأمل وكره الإله ورسوله وأنا أكره أنني أشعر بهذا ولكن شعور الإنسان ليس بيده ولا أبالغ إن قلت أنني رغبت في الانتحار في كثير من المرات لأنني لم أستطع أن أواجه هذه الحقائق لكن دائماً ما كنت أذكر عائلتي ومحبتهم لي وشعورهم بعد رحيلي بهذه الطريقة فأتراجع.
وأيضاً أحكام كثيرة ظالمة وقاسية تجاه المرأة، أقل مثال حكم الملاعنة الذي هو حق خالص للرجل ولا حق للمرأة أن تبدأ فيه رغم أنه نفس الذنب، وحتى في نتيجة الكذب كان اللعن للرجل والغضب للمرأة والغضب أشد من اللعن باتفاق العلماء، رغم أن كذب الرجل قذف وكذب المرأة محاولة لستر النفس ولا أبرر هذا الذنب بالطبع وهذه هي الآية: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾
وأيضاً أمر العدة بعد الطلاق وبعد وفاة الزوج، والزوج يستطيع الزواج حتى وزوجته حية وحتى لو كانت تُدفن بلا أي عائق شرعي؟؟؟
لماذا عليها أن تجلس في بيتها تختنق ٤ شهور و١٠ أيام بعد وفاة زوجها؟ ما هذا الفضل القاتل؟؟
وبعد الطلاق يذهب يتزوج مباشرة وهي تبقى شهور في عدة ظالمة؟
وحين أرى تساؤلات بنات كثيرة على مواقع مثل إسلام سؤال وجواب وإسلام ويب وأرى إجابات أهل السنة يقشعر بدني من كلامهم وحين أقرأ فتاوي وتفاسير لمثل ابن باز وابن عثيمين والشعراوي وتفسيرات ابن كثير وغيرهم وفيديوهات عثمان الخميس وغيره من الشيوخ، تنتابني رغبة أن يا ليتني مت قبل هذا، يا ليتني لم أكن في هذا الوجود، وليت إلهنا ليس إلهنا.
أود أن أخبرك أن عدم وصولي لنهاية الطريق لا يعني أنني لم أسع، إنما له احتمالان إما أن هذه هي الحقيقة التي ستظل تصفعني أو أن الطريق سيكون صعباً جداً وطويلاً وبلا إجابات، وأن الآيات الجميلة التي ذكرتيها لا يمكنني فصلها عن باقي الآيات والأحاديث التي أعلمها فأنا أشعر بالتناقض بين إيماني بها وإيماني بباقي الآيات والأحاديث التي ذكرتُها و بالنهاية أشكرك على الوقت الذي منحتيه للإجابة على أسئلتي وإن لم يتغير شيء بداخلي وأتمنى لكِ حياة سعيدة وهادئة ومطمئنة.
وأعتذر على الإطالة.
ابشري يا اختي انتي هنا اقصد هذا الموقع الكريم ستجدين ان شاء الله إجابات على كل ما ذكرتيه في تعليقك فقط اكتبي في محرك البحث الخاص بالموقع عن عنوان ما تريدين وانا أأكد لك انك سوف تتفاجئين ان ديننا للأسف تم تحريفه وتحريف معاني القرآن من آلاف السنين انا هنا في المكان الصحيح فقط خذي وقتك في القرآن هنا فقط ليس في اي موقع ديني اخر لان اغلبهم يتبعون الكهنه والدين الموروث من الروايات التراثيه سوف ترتاحين صدقيني
وايضا تابعي على اليوتيوب قناة الشيخ فهد السبيعي أيضا أفكاره ليست من الدين الموازي واتمنى لكي راحه البال ونور البصيره
ابنتي العزيزة طبيبة المستقبل، أرجو أن يتسع صدرك لأبين لكِ حقيقة التشبيه بالدُمى والعرائس وكذلك ما ظننتِه اتهامًا لك بأنك لم تسعي، فأنا لم أقصدك – كفلانة – أنك دمية وإنما قصدت فكرة القيود والانقياد التي قيدت أكثر الإناث وقيدتني قبلك منذ كنت طفلة وامتدت بي إلى مرحلة أكبر منك قليلًا فكنت بحكم دراستي الأزهرية منذ الطفولة وحتى تخرجي من الجامعة دمية في أيدي المذاهب مقيدة بأقوال فقهائهم لا أنطق إلا بما نطقوا ولا أفتي خارج حدود ما أفتوا، وذلك على الرغم من حفظي آنذاك لأكثر القرآن أحفظه آناء الليل وأطراف النهار حتى أحصل على درجة عالية في الاختبار.
وفي بعض الأحيان وأثناء دراسة علم الحديث كنت أحس بشعور أقاومه بشدة، ألا وهو ذات الشعور الذي تشعرين به وربما أشد وطأة لأن كل ما أرسلتيه لا يُعد نقطة في بحر مما درست خلال 18 عامًا، وأتذكر في إحدى المرات كنت أدرس بعض الروايات التي تُفرق بشكل واضح بين الذكر والأنثى للدرجة التي فرقوا فيها بين بول الغلام الرضيع الذي يكفي لطهارة الثوب منه أن يُرش بالماء أما بول البنت الرضيعة فلا بد من غسله بالماء!! فقلت في نفسي ما تلك المخلوقة النجسة وهي في مهدها رضيعة؟! أليس لبن الأم هو طعام كلا الذكر والأنثى؟ فما الذي طهر بول الذكر ونجس بول الأنثى؟! ثم أعود واستغفر من وساس الشيطان وأقنع نفسي بالعذر الذي ساقه الفقهاء لتبرير الرواية.
وعندما كنت أكتب بحثًا عن ملك اليمين ووجدت الروايات التي تباع فيها وتشترى وتُهدى وتُورث وتتنقل من فراش هذا لمضجع هذا وقلت في نفسي الحمد لله الذي انتهى عصر الجواري فماذا كان سيحدث لو قامت حرب وحُكم علينا أن نلقى نفس المصير المهين!!
فتجيبني نفسي بسؤال، من الذي أنهى عصر الجواري والعبيد؟ أليس الاتفاقات الدولية التي تسيطر عليها أيدي الغرب غير المسلمين؟ فشعرت بغصة في قلبي ثم أعود واستغفر لأنني بذلك الشعور أعترض على إرادة الخالق ورسوله الذي حكم على المرأة بذلك! (كما تقول الرواية)
وفي بعض الأحيان أجد نفسي في موقف سخرية مع الزملاء عندما أثير الجدل حول رواية إرضاع الكبير وفي هذه المرة شعرت بإساءة الأدب حين تجرأت على أن أسخر من الحديث، وعدت أقنع نفسي أنها حادثة خاصة لرجل واحد كان شديد الغيرة على زوجته ولن تتكرر! (كما تقول الرواية)
والحق أن الأمر لم يقف عند حد الأنثى وإنما كان ينتابني أحيانا شعور بالاشمئزاز عند دراسة أحاديث كالتي تتحدث عن نواقض الوضوء وأجد حرجًا في التلفظ بما ورد في بعضها (بذكر اسم ما خرج من السبيلين عند الذهاب للغائط بعبارات لا تُقال إلا من الجُهال) وغير ذلك من الروايات التي قيلت على لسان الرسول أو أزواجه فيما يخص علاقة الفراش الخاصة به ومعاشرتهن كلهن في ليلة واحدة واغتساله و و… إلخ للدرجة الذي كان يمشي وأثر المني في ثوبه (كما تقول الرواية).
هذا بالطبع بخلاف الأحاديث القدسية التي جاء الكلام فيها عن ربنا الذي ينزل في وقت من اليوم وعن التقرب لعباده بالباع والذراع والشبر والمشي والهرولة وعن إزار ورداء… إلخ ذلك التجسيد والتمثيل.
ورغم الحيرة والشكوك التي كانت بقلبي من كل ما يُقال عن تجسيد الرب الإله وعن رسوله الذي يحب الطيب والنساء وحكايات نسائه، ورغم الغصة التي بقلبي من التفرقة بين الذكر والأنثى كنت أكذب نفسي وأقول أنها هواجس من الشيطان، وصدقت أن عقلي قاصر وديني ناقص وأنني أكثر أهل النار إلا أن يرضي عني زوج المستقبل وأنني نجسة خلال حيضي ولا أمس المصحف إلا من خلال حائل وليس هذا فحسب، بل أنني كنت أدافع باستماتة عن ضعفي وذلي ونقصاني ولعني من خالقي وملائكته!! (كما تقول الروايات)
وظللت على ذلك فترة من الزمن حتى بعد تخرجي إلى أن عملت في أحد المساجد كمحفظة للقرآن لفتيات في سن المراهقة ووجدت فيهن الجرأة التي عجزت أن أكون مثلهن فطُرحت القضايا على طاولة النقاش بحكم قرب سني منهن ووجدتني لأول مرة أقف أمام نفسي وأمامهن لا أستطيع الدفاع بتلك الحجج الواهية البالية التي صدقتها أو بمعنى أدق أُكرهت على تصديقها وكنت أظن نفسي بارعة في سردها والتشدق بها برعاية مذهبي وفقهائي وشيوخي الذين نعمل جميعًا تحت شعار (الروايات وسنة الرسول) فكابرت وتكبرت وقلت لهن علينا الالتزام بالمنهج ولا نخرج عنه – خشية أن يبدو لهن ضعف حجتي وقلة حيلتي – وخضعت تمامًا كتلك الدمى التي تتأرجح بخيوط لا تستطيع الحركة بعيدة عنها.
ولكن بحكم عملي في تحفيظ القرآن لهن كنت أراجع الآيات التي سأقوم بتلاوتها وكنت أراجع التفاسير لئلا تسألني إحداهن في معنى آية ولا أستطيع الرد عليهن وأردت أن أجتهد أكثر في جمع بعض الآيات التي تتحدث عن موضوع معين فكانت البداية..
لأجد الله سبحانه وتعالى هو الذي يرد عليَّ أو بمعنى أدق يردني إليه وإلى نفسي وإلى حقيقة رسولي، ردني إلى رحمن رحيم سوى خلقه ﴿فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ﴾ وجعل أكرمهم عنده أتقاهم وليس ذكرهم ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ الحجرات (13) وإلى رسول كريم على خُلق عظيم ما وجدت له سنة إلا سنة الله في كتابه و ﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُۖ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾ الأحزاب (38)
بحثت في نفس الأنثى فوجدتها خُلقت نفس طاهرة وروح نقية خلقها الله بيده وروح منه نفخها فيها كالذكر، وما نجسها وما أنقصها وما أذلها وما أسرها جارية مستباحة وما لعنها وما عذبها إلا ما روايات افتراها المضلون على رسوله وما أنزل الله بها من سلطان كالأمثلة التي ذكرتها السائلة وغيرها الكثير وأعانهم عليه قوم آخرون وأولهم – ومع الأسف الشديد – إناث مثلهن صدقن وقاومن فطرتهن وانسقن طوعًا أو كرهًا واشتركن في ظلم أنفسهن وبناتهن.
ففي هذه اللحظة أدركت أن الله تعالى ورسوله برئ من تلك الأقاويل المفتريات وأنه ينبغي علي أن أعود للكتاب الذي حفظته لسنوات ولم أتدبر آياته البينات لأكتشف أن غيره مليء بالمتناقضات مصداقًا لقوله ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ النساء (82) واتخذت القرار أن لا أصير دمية في أيدي اللاعبين المحرفين للكلم من بعد مواضعه وأن لا أصغي لكلام ولا حديث ولا قول بعده امتثالًا لأمره ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ الجاثية (6)؟!
ولهذا حين طالبتك بالدليل، فليس لعدم معرفتي بتلك الروايات التي ذكرتيها ولا حتى من منطلق الهجوم عليكِ، وإنما لأثبت لكِ أنه لا وجود لها في كتاب الله تعالى ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ وأن الرسول لم يقل كلامًا مخالفًا لكلام ربه الذي توعده ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ…﴾ الحاقة (44: 45).
السائلة الكريمة: أرجو ألا تغضبي فأنتِ لم تصلي إلى نهاية الطريق ولكن ليس لأنه كما تظنين أنها الحقيقة التي ستظل تصفعك ولا لأن الطريق صعبًا طويلًا وبلا إجابات، فكل صغيرة وكبيرة في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ﴾ النحل (89) وإنما لأنكِ تسلكين طريقًا مسدودًا مليئًا بأشواك لمتناقضات والأكاذيب وعلى حد قولكِ – أنك لا زلتِ غارقة ومحاصرة – وأنت بالفعل غارقة في سراب تلك الأحاديث والروايات التي هي ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا…﴾ وستظلين في غرقك إن لم تتمسكي بحبل ينتشلك من الغرق وهذا الحبل المنجي هو حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ آل عمران (103)
وستظلين في حصارك إن لم تشقي ظلامه بالنور وتهدمي أسوراه ولن تجديه إلا في مشكاة القرآن وحده مصداقًا لقوله ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ المائدة (15: 16)
أدعوكِ أن توجهي جهدك وسعيك في البحث عن إجابات لكل سؤال وهاجس وخاطرة في كتاب الله تعالى وكوني على يقين أن خالقكِ هو أعلم بما في نفسكِ وما يدور في خلدكِ وأنه أرحم بك منكِ ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ ق (16)
وسوف تجدين نفسكِ سابحة ولستِ غارقة ونحن معك في كل خطوة ولذا أرجو منك أن تجلسي في الليل ولو ساعة واحدة ولتبدئي بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وتلاوة ما تيسر لك من القرآن شريطة التدبر، ثم تقرئين في الرد على بعض التساؤلات التي تشغلكِ وقد أرفقنا لكِ بعض الروابط وسنرفق الباقي تباعًا عسى الله أن يهدي قلبك ويصلح بالك.
وانتظري الرد عن سؤالكِ عن الآيات التي ذكرتيها في الاستدلال على كراهية الأنثى كقوله تعالى ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ﴾ الصافات (149) وعلى تساؤلات أخرى كاللعن الذي جاء في حق الرجل والغضب في حق المرأة سنفرد لها إجابات على حدة؛ إذ لا نستطيع الرد باستفاضة في التعليق.
وأؤكد على عدم قصد الإساءة في التشبيه وأعتذر لو فهمتِ ذلك ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
السائلة العزيزة.. إن شاءالله سوف أجيب على كل تساؤلاتك بشكل مفصل، ولكن أرجو أن تمنحيني بعض الوقت لأنني مريضة ولا أستطيع الكتابة في الوقت الحالي.
السلام عليكم .. أعلم أن النساء بشكل عام وليس المسلمات فقط يعانين منذ قديم الزمان بسبب ذكورية المجتمعات على اختلاف أديانها شرقا وغربا لكن فعلا وبعد أن قرأت كتاب الله بمعزل عن كل التفاسير علمت يقينا أن الله جل جلاله لم يفرق بين أنثى وذكر لا في الدنيا ولا في حسابها في الآخرة وأن كل ما تعلمناه في الأحاديث التي تحط من قدر النساء هو باطل، وهو الذي أثر وما يزال على مجتمعاتنا فنرى أحدهم حتى لو لم يكن متدينا إلا أنه يحمل الأفكار الذكورية. لذلك السلام الداخلي أخواتي وبناتي لا يحصل إلا بتمسكنا بكتاب ربنا فنستمد منه القوة في الصمود في وجه أفكار بالية.
أنا عن تجربتي الشخصية عندما واجهت زوجي بالأفكار الصحيحة المستندة إلى كتاب الله والتي أشار إليها هذا الموقع الكريم جزاه الله عنا كل خير اعتبرني عدوة له وهذا آلمني في البداية كثيرا خاصة أنني عشت معه أكثر من ٣٥ عاما لكن لم عد أبالي بتعليقاته ورميي بأني في طريقي للإلحاد أحيانا وبأني ضالة وأني في عمري هذا لا أعرف الصواب من الخطأ ، لأني واثقة ثقة تامة بما آمنت به ونحن في دار ابتلاء ، لي قدوة في نبينا وصحابته السابقين وأمارس حياتي بشكل عادي وزادت ثقتي بنفسي وأرجو من بناتي هنا أن يجدن السلام الداخلي الذي وجدته فقد كانت عندي تساؤلات كثيرة وكلها بسبب الأحاديث المفتراة على نبينا لكني لم أشك يوما بعدل ربي وأشكره تعالى أن هداني للحق، وأدين بالفضل لهذا الموقع الكريم الذي أرشدني إلى كيفية قراءة كتاب الله بعيدا عن كل الخرافات
الأستاذة شيماء أنا أعزك كثيرا و معجبة جدا بمقالاتك ولكن عندي عتاب صغير إذا سمحتي:
في بدايه ردك على السائله قسمتي الفتيات لقسمين؛ الأول هن من يصدقن أنهن أقل مرتبة ويعيشن دور الضحية،
والقسم الخر قولت إنهن ينضممن للملحدين وغيرهم من الفئات الضاله وهؤلاء لم يجدوا في كتب الدين والتفاسر والسيرة النبويه وغيرها من الكتب الدينه إلا الأفكار الدونية كما قالت السائلة. التي كلما قرأت تزداد عندها فكرة الدونية، لأن كل الكتب بلا استثناء على هذا. فانا كنت مثلها في رحلة طويلة من البحث، ولكن عصر الإنترنت جعلنا نطلع على أفكار جديدة.
هذا الموقع الرائع والله أنا عرفته بالصدفة والحمد لله فوجدت عندهم إجابات احترت فيها سنوات وسنوات.
فلا تلقي باللوم على الفتيات اللاتي ذهبن للملحدين، للأسف هن ضحية علماء وفقهاء الدين، وأي إنسان عاقل يقرأ بأن الإله الذي يعبده هو في الحقيقه يكرهه ويحتقره طبقا للأحاديث والتفاسير المشهورة التي يجمع على صحتها علماء المسلمين المشهورين، فطبيعي جدا أن ينفر من هذا الدين، ومن أين لهن أن يعرفن الحقيقة !!؟؟
الله ينتقم من كل عالم دين كان سببا في ضياع بنات المسلمين ويهدينا جميعا
القارئة العزيزة، شكرًا لكِ على ثقتك في موقعنا كما أشكر لكِ تعليقاتك الطيبة وعتابكِ محل تقدير واحترام وأرجو منك إعادة قراءة الرد حيث أنني لم أقسم الفتيات إلى فئتين فقط، إذ ذكرت أن هناك فئة ثالثة قليلة استطاعت أن ترفض تلك الأباطيل والأقاويل التي افتريت على الله تعالى وعلى رسوله الكريم في حق المرأة وهي التي نجت بنفسها من ضنك الخوف والحزن أو الكفر والإلحاد.
فأنا لم ألق اللوم على السائلة ولم أتهمها بالإلحاد وكيف لي ذلك وقد نهانا رب العالمين أن نحكم على أحد بعدم الإيمان ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ وخاصة أنني امرأة عانيت مما تعاني أكثر الفنيات وأشد، حيث كنت بحكم دراستي في جامعة الأزهر أتلو القرآن بمنظور تلك الروايات المفتريات ولولا أن هداني ربي لتدبر كتابه لكنت من الضالين فـــ ﴿كَذَٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾
فأردت أن أوقظ السائلة (التي التمست لها العذر لصغر سنها) وأدعوها أن تكون من تلك الفئة القليلة وأن تقرأ كتابها بعيدًا عن القيل والقال بما لم ينزل به الله تعالى من سلطان كي تواجه المجتمع الظالم أهله بالحجة والبرهان وأن تطالب كل من أساء لعدله تعالى قائلة: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي﴾
فالدين والتشريع لا يؤخذ من الظنون والقيل والقال وإنما بالعلم واليقين ﴿قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ وعلى كل من ادعى تقديم الدليل من الكتاب الذي لم يظلم المرأة ولا غيرها مثقال ذرة بل أعزها وأكرمها وأنزل فيها سورة تتلى إلى يوم القيامة.
فإن لم تفعل فسوف ينتهي بها وبغيرها الحال بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تستسلم وتنعى حظها يوم ولدت أنثى تحت شعار ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾ وإما أن يجرفها التيار إلى الكفر حين تصدق أن ما قيل عنها هو من عند الله ﴿وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾.
وهناك نماذج رأيناها بأعيننا كالدكتورة نوال السعداوي حين عانت في صغرها من جاهلية مجتمعها، وبدلًا من أن تنكر وجود تلك الافتراءات وأن تصدق بكلمات ربها وتوقن ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ وتستمد منه سبحانه ومن كتابه القوة واليقين انتهى بها المطاف إلى إنكار وجوده تعالى ظنًا منها أنها بإنكاره قد تخلصت من قيوده ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ وعسى ربي أن يقبل توبتها.
فقد آن الأوان أن نتمسك بكتابنا امتثالًا لأمره ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ…﴾ الحديد (16) وأن لا نركن لما افتري عليه من قيود باطلة أدت بنا إلى الاستضعاف وظلم النفس إذ أنه ليس عذرًا نعتذر به للظن السيء والتفريط في جنب الله تعالى بعد وضوح الآيات البينات والذي سيسألنا ﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ﴾؟
ولنا الأسوة الحسنة في الرسول نفسه الذي كاد أن ينحاز إلى المفترين لولا ثبيته تعالى له ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا﴾ الإسراء (74) والثبات وراحة البال لا يتأتى إلا باتباع الحق وترك الباطل مصداقًا لقوله ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ محمد (2: 3).
الاستاذه شيماء ..المشكله ان جميع المصادر التي تبحث فيها أي امرأة تجد فيها تكرار للاحاديث المفتراه والنظره الدونيه وتحريف كلام الله عن معناه الحقيقي هذا يكرر في كل كتب السنه والسيره والكتب الاسلاميه بلا استثناء فكلما غيرت المرأة مصدر او كتاب تجد هذا الكلام المهين في الكتاب الاخر فتظن ان هذا هو حكم الله لأنهم كلهم على نفس المنوال حتى ان كانت ترفضه ولكنه موثق في أكبر كتب الفقه وغيره فاين تذهب هذه الانسانه المحطمه المصدومه في دينها وربنا!!
فلا تقيسي نفسك وأنت مثقفه وباحثه عظيمه بالمرأة العاديه التي لا تملك وسائل البحث العلمي والمقارنه بين الكتب والمصارد فتكون ضحيه لمن سموا أنفسهم فقهاء وعلماء الإسلام.
وهنا يأتي دوركم فأنتم تتكلمون بالحق واشكركم بصفه شخصيه على مجهودكم الرائع واتمني لو ان يتم عمل فديوهات قصيره على قناتكم على اليوتيوب فكثير من الناس في حاجه لتصحيح ما تم افساده كهنه المعبد
شكرا استاذتي الغاليه
للأسف، أشعر بكل كلمة كتبتها السائلة، لأنني أعيش الدوامة نفسها من الأفكار. ابتداءً من الوضع المهين للمرأة في بعض العلاقات، وانتهاءً بالأعباء البيولوجية التي لا مفر منها لأي أنثى، إلى جانب كثرة الأحاديث التي تركز على العقوبات واللعن الموجهين للمرأة، بينما لا نجد النصيب نفسه موجهًا للرجل.
وأود أن أوجه لك رسالة صغيرة: في الحقيقة، لم أجد بعد إجابات شافية لتساؤلاتي حتى أساعدك بها، لكنني أعلم أن التعايش مع هذه الأفكار أمر صعب، خاصةً أنها لا تنتهي ولا تسمح لنا بالعبادة بنفس الخشوع والمحبة التي كنا نشعر بها لله في طفولتنا. غير أن هذه الدنيا أصلها الشقاء والكبد، ولا مفر فيها من الحزن والابتلاء.
حاولي أن تأخذي عهداً على نفسك بأن تبحثي عن الحقيقة، وألا تتوقفي حتى تجديها. ابدئي أولاً بالبحث عن: من هو ربنا حقاً؟ وما صفاته وأسماؤه المذكورة؟ فمعرفة صفات الإله أساس قبل البحث عن إجابات لهذه الأسئلة. ولست أطلب منك إنكار السنة أو الأحاديث، ولكن اعلمي أن كثيراً من المشكلات ليست في النص نفسه، وإنما في التفسير.
أنصحك بالاستماع إلى د. فاضل سليمان، فقد يفيدك كثيراً. وأعلم أنك قرأت أقوال بعض الصحابة التي تذم المرأة، كالمروي عن الإمام علي مثلاً، أو استغراب عمر بن الخطاب لمناقشة النساء له. لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن معظم البشر في ذلك الزمان كانت تحكمهم توجهات بيئية وثقافية يصعب التخلص منها سريعاً. فنلتمس لهم العذر لأن بيئتهم أثرت على تفكيرهم، كما أن بيئتنا اليوم تؤثر على معتقداتنا نحن أيضاً.
لهذا، عندما تقرئين لبعض العلماء أو الكتّاب القدامى وتجدين تناقضاً في كلامهم عند الحديث عن المرأة، فاعلمي أن ذلك انعكاس لبيئتهم المحدودة وليس بالضرورة أنه الصواب المطلق.
أما عن معاناة المرأة البيولوجية، فحقاً لا أجد لها تفسيراً منطقياً، غير أنني أعلم أن أجرها عند الله ـ إن صبرت وحمدت ـ سيكون مضاعفاً مرات عديدة عن أجر الرجل. ففي الماضي، كان الجهاد شائعاً بين الرجال ويعادل كفاح النساء، لكن اليوم وقد قلّ هذا الجانب، صار صبر المرأة قد يرفعها إلى درجات أعظم.
حاولي أن تنظري إلى الدنيا باعتبارها دار معاناة للجميع: للفقراء، لأهل غزة والسودان، ولمن يعيش بلا أهل أو أمان. صحيح أن مقارنة معاناة النساء بالرجال قد تُظهر ظلماً، لكن تذكري أنك على الأقل أفضل حالاً من أناس كثر فقدوا كل شيء.
أما ما يُقال على مواقع التواصل من عبارات مهينة تتعلق بالحيض أو الزواج، فهي في حقيقتها إهانة للخالق ـ والعياذ بالله ـ لأنه هو الذي خلق هذه الأمور، ومن يستهزئ بها فجزاؤه عند الله. فلا تحزني، فكل كلمة تُقال لن تضيع، وسيجازي الله أصحابها بما يستحقون.
ابحثي كذلك في التفاسير المختلفة للقرآن، ولا تكتفي بتفسير واحد لمجرد شهرته. وخلال رحلتك قد تمرين بلحظات غضب داخلي ورغبة في إنكار كل شيء، وربما حتى رفض الإسلام ظناً أن ذلك سيمنحك راحة مؤقتة. لكن لا تفعلي، فهو حل زائل. الأفضل أن تفضفضي لله أولاً، أو تتحدثي مع مختص نفسي، واشكي كل ما بداخلك.
تذكري أن بعض الأسئلة قد تبقى بلا إجابة حتى نهاية حياتنا، لكن المهم أن تحافظي على سلامك الداخلي وألا تكرهي نفسك. فمن سيحنو عليكِ إن لم تكوني أنتِ؟
ولعل من أهم أسباب وجودنا في هذه الحياة أن الله أراد لنا أن نُختبر، وأن نبحث عنه حتى نجده. إن البحث عن الله هو أسمى غاية، وأعلم أن هذه الكلمات قد لا تكفيك، لكن في النهاية الله وحده القادر على أن يجيبنا جميعاً. وأنا أيضاً ـ مثلك ـ لا أملك إجابات لمعظم الأسئلة، وأتمنى لو كان بإمكاني التواصل معكِ أكثر.
أنا السائلة وأشكرك عزيزتي على هذا التعليق الذي وإن لم أجد فيه إجابات عن تساؤلاتي فقد وجدت فيه مواساة عظيمة، نعم علي أن أحنو على نفسي وسوف أسعى في هذا الأمر.
أتمنى أن نصل يوماً لإجابات شافية تطمئننا بعد طول القلق والخوف هذا، وأن نخرج من هذه الدوامة غيرخاسرات لكل شيء🤍
ان ما يحصل معك هو نفسة ما يحصل معي ،حتى انها نفس الافكار و التحليلات
لكن اليس هذا نفس الاختبار الذي حصل مع ابليس !! حيث لم يتحمل فكرة وجود الانسان و كيف انه افضل المخلوقات
ربما كل ما قلته بالنسبة لي ليس تساؤلات ننتظر منها اجابة بل هي حقائق، و فعلا المراة اقل من الرجل و لهذا نصيبها اقل في الدنيا و الآخرة ،ربما محاولتنا لاقناع انفسنا باننا متساوين عند الله هي ما يزيد اشتعال النار داخل صدورنا
لا أبدًا، لماذا يُفضِّل اللهُ الرجلَ على الأنثى؟ ربُّنا خلق جميع المخلوقات: الحيوانات، والطيور، والزواحف، والأسماك، والحشرات، والنباتات، كلها من زوجين؛ ذكرٍ وأنثى. فهل يُفضِّل ربُّنا مثلًا ذكرَ القط على القطة الأنثى؟ للأسف، هذا التفضيل جاء من الذكوريين الذين كتبوا الكِتاب بأيديهم، وقالوا: “هذا من عند الله”، وفسَّروا الآيات كما يحلو لهم، فحرَّفوا الكلام عن مواضعه، ووضعوا الروايات المنسوبة إلى النبي ﷺ لتخدم فكرهم المتعصِّب ضد النساء، فارتدّوا على آثارهم كما كانوا في الجاهلية.