السؤال:
ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري في “صحيحه” (3331) ومسلم في “صحيحه” (1468) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ .
ما معنى أن المرأة خلقت من ضلع و هل هذا تنقيص من قيمتها؟
الجواب:
لا يمكن أن يكون هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم باستثناء التوصية بالنساء خيرا، لأن القرآن الكريم لا يصدق الزعم القائل بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج، فقد قال الله تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ [النساء: 1]
هذه الآية تقرر أن حواء قد خلقت من ذات المادة التي خلق منها آدم (النفس الواحدة). فالمراد من قوله: (وخلق منها زوجها) أي من جنسها، وهو كقوله تعالى: والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا [النحل: 72] وكقوله: إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم [آل عمران: 164] وقوله: لقد جاءكم رسول من أنفسكم [التوبة: 128].
وكما في كثير من المواضيع فقد ذهبت الآيات ضحيَّة تغليب الرِّواية التي يُنظر إليها بمعزل عن الآيات، بل وجعلها مقدِّمة لفهمها، ممَّا خلق تصوُّرا بأنَّ القرآن يصدِّق هذا الزَّعم المنسوب إلى نبيِّنا.
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على مقالات أ.د عبد العزيز بايندر التالية:
آدم وحواء https://www.hablullah.com/?p=3015
البشر والإنسان في القرآن الكريم https://www.hablullah.com/?p=3404
المرأة بين القرآن وبين المفاهيم التي تجعلها أقل مرتبة من الرجل https://www.hablullah.com/?p=2097