حبل الله
لماذا ابتدأت الآية الثانية من سورة النور بالزانية وليس بالزاني كما عليه عرف اللغة؟

لماذا ابتدأت الآية الثانية من سورة النور بالزانية وليس بالزاني كما عليه عرف اللغة؟

السؤال:

لماذا ذكرت الزانية قبل الزاني في الآية الثانية من سورة النور؟ ولقد قرأت تفسيرا يقول السبب أن الأنثى هي البادئة بالفتنة و الإثارة، و لهذا حملها الله المسؤولية الأولى في الزنى، ولكنه ساوى بينها وبين الذكر في العقوبة؟

الجواب:

الآية موضع التساؤل هي قوله تعالى:

{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النور 2)

وقد ذكرت الزانية قبل الزاني ليس لأنها البادئة، فالغالب أن الزاني هو البادئ، لأن الرجل فيه خاصية الاندفاع والانجذاب نحو المرأة.  لكن الآية بدأت بذكر الزانية لأنها تضرر سمعتها ومستقبلها أكثر من الزاني، ولأنها ربما تحمل فلا تدري ماذا ستفعل بالمولود. فكان البدء بذكرها لتسليط الضوء على خطورة الفاحشة عليها.

ثم إن الله تعالى جعل في النساء خاصية المحافظة على نفسها فلا تجد فيها اندفاع الرجل، لذلك قال الله تعالى في وصف المرأة التي ما زالت على فطرتها التي فطرها الله عليها:

{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء 34)

إن حقيقة تضرر النساء بالفاحشة أكثر من الرجل دعا الشارع الكريم أن يرتب عقوبة محددة (حدا شرعيا) على من يفتري عليها بالزنا بدون الإتيان بأربعة شهود، بينما لم يثبت ذات الحكم بحق من يفتري على رجل بالزنا. يقول الله تعالى:

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (النور 4)

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.