حبل الله
زنا المحارم؛ أسبابُه والتوبة منه

زنا المحارم؛ أسبابُه والتوبة منه

السؤال:

أنا شاب اغتصبت خالتي التي تكبرني قليلا، وقد مارسنا الجنس مرتين، وهي دائما تغريني بكلامها وملبسها، وبعد ممارستي للجنس معها في المرة الثانية أغرتني أيضا وفي بدايتنا للممارسة لم تدافع عن نفسها بشيء وبعد دقيقه تقريبا حاولت لكن ليس بكل ما عندها فهي بإمكانها أن تصرخ أو تبعدني عنها كي أتجنبها لكنها سلمت نفسها مرة أخرى وتركتني أكمل معصيتي. سؤالي هو: ماذا ينطبق علينا نحن الاثنين وماذا على كل واحد منا أن يفعل؟ وأنا الشاب أريد التوبة إلى الله وهذا عهد بيني وبين الله أن لا أفعل هذا مرة أخرى. أرجو الرد بأسرع وقت أرجوكم.

الجواب:

ما ذكرته في سؤالك هو زنا المحارم، وهو أقبح الزنا و أشده حرمة، وقد نهى الله تعالى عن الزنا وعمَّا يقرب إليه بقوله:

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ (الإسراء 32)

والاقتراب من الزنا يتمثل في عدم مراعاة حدود الله تعالى في التعامل بين الجنسين، ومن تلك الحدود:

  • تحري اللباس المحتشم، ويكون للمرأة بستر كامل جسدها عدا الوجه والكفين أمام غير المحارم، أما أمام محارمها فلا تبتذل في اللباس وتتحرى عدم إبراز مفاتنها لهم، لأن الشيطان قد يدخل من هذا الباب كما حصل مع السائل.
  • عدم الخضوع بالقول لما له من دور في الوقوع في المعصية، وقد نهى الله تعالى نساء النبي عن الخضوع بالقول بالرغم من كونهن أمهات المؤمنين ويحرم الزواج منهن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، وهذا التوجيه بحق غيرهن أولى. قال الله تعالى:

﴿فَلَا ‌تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ (الأحزاب 32) 

  • تجنب مواطن الشبهة، فأينما شعر المسلم أو المسلمة أن وجوده في مكان قد يوقعه في المعصية فيجب عليه الابتعاد عنه، فإن فعل كان من المتقين، وإن لم يغادر فقد استسلم للهوى.
  • تجنب الخلوة بين رجل وامرأة أجنبية عنه.

أما قبول التوبة، فاعلم أن الله تعالى يقبل التوبة النصوح، وصورتها أن يقلع العاصي عن الذنب وأن يندم على فعله وأن يعزم أن لا يعود إليه مرة أخرى.

واعلم أن الله غفور رحيم لا يرد تائبا عن بابه سبحانه حيث يقول:

﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (طه 82)

ومَن قَبِلَ اللهُ توبته فلا يعذبه، بل يبدل الله سيئاته حسنات. قال تعالى:

﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (الفرقان 70).

*وللمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة الفتاوى ذات الصلة:

التوبة من الزنا وما دونه https://www.hablullah.com/?p=2366

هل يقبل الله تعالى توبة المغتصب إذا لم يلق العقوبة المناسبة؟ https://www.hablullah.com/?p=6878

هل التائب من الذنب كمن لا ذنب له؟ https://www.hablullah.com/?p=6957

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.