حبل الله
حكم المحكمة بالتفريق بين الزَّوجين دون علم الزوج

حكم المحكمة بالتفريق بين الزَّوجين دون علم الزوج

السؤال: أقامت زوجتي عليَّ دعوى طلاق وأحضرت شهود زور، وقد حكمت المحكمة لها بالطلاق. وأنا لا أعترف بهذه المحكمة لأنَّها علمانية ولا تحكم بأمر الله. وأنا لم أطلقها شرعا، وقد كانت زوجتي محجَّبة ورمت الحجاب، وتقول أنت لست زوجي، وليس لك عليّ حق، وتمنع ابني أن يتصل بي، ولم أره منذ عامين. ما حكم الشرع بذلك وجزاكم الله خيرا. أريد الجواب من الأستاذ عبد العزيز حفظه الله، أريد جوابا طويلا وشافيا لأني أعرف حقي عليها. أريد أن تعرف الجواب من شخص لا يعرفني.

الجواب: أساس عقد الزَّواج هو الرضا من الطرفين، ولا يُتصوّر الانسجام وتحقيق أهداف الزواج بالإكراه والإجبار. ذلك أنَّ الله تعالى يقول:

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم، 21)

ومقتضى الآية أنه لا يُجبر أحدُ الزَّوجين أو كلاهما على البقاء في النِّكاح، فإن كره الرَّجل زوجتَه فله حقُّ الطَّلاق المبيَّن في كتاب الله تعالى[1].  وإن كرهت المرأةُ زوجَها فلها حقُّ الافتداء المبيَّن في كتاب الله تعالى كذلك[2]، ولا تجبر على مواصلة حياتها مع زوجها بغض النَّظر عن الأسباب الكامنة وراء طلبها الافتداء منه، قال الله تعالى:

{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (البقرة، 229)

وبناء على هذه الآية كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يمضي افتداء النِّساء من أزواجهن إن طلبن ذلك دون أن يتحقَّق من سبب الطلب، لأنَّ ذلك شأن القلوب التي لا يملك أحدٌ الإملاء عليها، كما أنَّه لم يكن ينتظر موافقة الزَّوج على إمضاء الافتداء، فكلُّ حقِّه أن يأخذ المهر أو جزءا منه بحسب الاتفاق.

ومن ذلك ما روي عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ سَهْلٍ: أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الصُّبْحِ، فَوَجَدَ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ عِنْدَ بَابِهِ فِي الْغَلَسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: أَنَا حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا شَأْنُكِ؟» قَالَتْ: لَا، أَنَا وَلَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ لِزَوْجِهَا، فَلَمَّا جَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ قَدْ ذَكَرَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَذْكُرَ» فَقَالَتْ حَبِيبَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ مَا أَعْطَانِي عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِثَابِتٍ: «خُذْ مِنْهَا»، فَأَخَذَ مِنْهَا وَجَلَسَتْ فِي أَهْلِهَا”[3].

وكما تلاحظ فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسألها عن سبب بغضها لزوجها. وكان على المحكمة أن تطلب منها إعادة ما أعطيتها من مهر أو بعضه _بحسب ما تتفقان_ حتى تكتمل الصورة الشرعيَّة للافتداء، وهذا يقتضي تكونَ حاضرا حتى تستلم المهر أو مرسلا وكيلا عنك، لذلك فإن قرار المحكمة لا يُعدُّ نافذا إلا بردِّها المهر أو بعضه بحسب ما تتفقان، أو أن تعفو عنها.  

أما منعها ابنك من الاتصال والالتقاء بك فلا يجوز لها ذلك، وهذا من باب تقطيع الأرحام الذي حذر الله تعالى منه في كتابه، ولك أن تلجأ إلى القضاء لتأخذ حقَّك في الحديث مع ابنك والالتقاء به.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  انظر مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (الطلاق حقُّ الرجل في إنهاء الحياة الزوجية) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=1476

[2]  انظر مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (الافتداء حقُّ الزوجة في إنهاء الحياة الزوجية) على الرابط التالي  http://www.hablullah.com/?p=1475

[3]  رواه النسائي، باب ما جاء في الخلع، 3462 وابن حبان في صحيحه، باب ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْأَةِ بِإِعْطَاءِ مَا طَابَتْ نَفْسُهَا بِهِ عَلَى الْخُلْعِ، 4280

التعليقات

    • هي صاحبة القرار في الافتداء، لكن إعادة المهر كله أو بعضه يتم التوافق عليه بدلالة قوله تعالى: «مما آتيتموهن» فحتى يتم إرجاع الجزء ومقداره أو الكل لا بد من التوافق.

  • سؤال أنا فتاة عمري 19 عاما ، وـ الحمد الله ـ أنا الآن في طريقي لتحقيق حلمي الهندسة الكيميائية ، أنا لست متزوجة ، وبإذن الله لن أتزوج ، لذا لن أتبع زوجي في الجنة ، مثلما تقول الآية الكريمة ، لقد كنت أعتقد أنني إن بقيت عزباء في الدنيا سأكون عزباء أيضا في الآخرة ، لكن علمت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا أعزب في الجنة)، خفت كثيرا عندما سمعت الحديث ، وفعلا عندما بحثت في المعجم ، وجدت أن أعزب تستخدم للمذكر والمؤنث معا ، بإختصار أنا لا أريد أن أتزوج بأحد أبناء آدم ، فابن آدم سيكون لديه الحور العين ، وأنا لست حور عين ، لست سلعة يتسلى بها وبغيرها بنفس الوقت ، عندما أفكر بالموضوع أبكي كثيرا ، وأتمنى لو لم أولد ، أتمنى لو كان مصيري مختلف ، لا أريد أن أقدم هدية لرجل ؛ لكي يضمني إلى مجموعة الدمى الجنسية التي لديه ، أنا لست فقط جسد ، أنا عندي اسم ، وحياة ، ومشاعر ، بكيت ، وضحكت ، يأست ، لكني رجعت آمنت ، وتفائلت ، وعشت الكثير في هذه الدنيا ، أنا لم أخلق لآدم ، بل خلقت للعبادة ، أعلم أن الرجال أفضل عند الله من النساء ، أنا لا يهمني أن كانو أفضل ، ولا أنكر عليهم نعيمهم ، بالنهاية نحنا كلنا بشر مسلمون ، وأتمنى لكل شخص أن يحصل على الشئ الذي يريده ، وبالنسبة لي أنا أريد الكرامة ، أنا دائما أبكي ، وأدعو الله أن لا يزوجني بابن آدم ، بل يزوجني لرجل من خلق آخر، رجل يحبني ، ولا ينظر لجسدي ، بل لي أنا ، رجل لا يريد غيري ، ولا أريد غيره ، هذه هي جنتي ، وإن لم يكن هذا مسموحا فأريد أن أعود إلى التراب مثل الحيوانات ، هذا طبعا بعد أن تتغمدني رحمة الله ، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ،لا أريد أن أدخل الجنة إن كانت هذه هي الجنة ، لماذا حتى جنتي عبارة عن جحيم ، ولا تقول لي : إن الجنة ليست كالدنيا ، فالرجال في الجنة يريدون الجنس مع الجميلات مثل الدنيا، وفِي الجنة نستمتع بالأكل مثل الدنيا ، لكن طبعا لذة الجنة مختلفة ، لا يوجد وصف واحد في الجنة لا يناسب أهل الدنيا ، بالنهاية نحن لا نتحول عندما ندخل الجنة بل نبقى بشرا ، إلا إننا نجمع مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأوصاف طبعا ، أحيانا يقول لي الشيطان : أن أتوقف عن الصلاة والعبادة ؛ لكي أدخل نار جهنم ، ففي النار سأبقى عذراء طاهرة ، ولكنني بالتأكيد أدفع هذا الأمر ، فأنا لدي عقل ، وأعرف أن النار هي بأس المصير ، أنا أحب الله والرسول ، ولكن كل خلية في جسدي تكره أن اصبح جارية ، أو فتاة ليل في الجنة ، أتمنى أن تجيبوا على سؤالي

    • الرجل ليس أفضل من النساء عند الله تعالى، الأفضل عند الله هو الأتقى
      لا فرق بين نعيم الرجال ونعيم النساء في الجنة، ولا يمكن أن يكون للرجل الكثير من النساء في حين تكون المؤمنة واحدة من هؤلاء النسوة فقط حيث تنتظر زوجها ليعود إليها بعد غياب طويل، فهذا ليس من العدل
      لا يوجد آية واحدة في كتاب تعطي الرجل أكثر من المراة في نعيم الجنة.
      أما الحور العين وكذلك الولدان المخلدون فهم خدم المؤمنين والمؤمنات في الجنة يطوفون عليهم لخدمتهم كما ذُكر في سورة الواقعة.
      على المسلم أن يثق بعدل الله تعالى وكرمه، وأن لا يلقي بالا لوساوس الشيطان التي يغذيها المعلومات الخاطئة المنسوبة للدين

  • يتهم البعض أن الإسلام أهان المرأة وحط من كرامتها حين أباح للزوج ضربها إذا نشزت، وذلك ضمن قوامته عليها، ولم يكفل لها حق تقويم الزوج بالمثل – ومنه الضرب – إذا نشز هو، ويستدلون على ذلك بقوله عز وجل: )واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن( (النساء: 34)، ويهدفون من وراء ذلك إلى القول بأن الإسلام لم يسو بين الزوج والزوجة في الحقوق والواجبات ويقولون أيضاً لماذا ترفض المرأة المعاصرة التقويم من زوجها، وقد قومت من هي خير منها – عائشة رضي الله عنها – ولم تشتك هل حقا قوم الرسول السيدة عائشة ارجو الرد سيد جمال نجم وجزاك الله خيرا ونفعنا بكم والأمة جميعا

    • المقصود بقوله تعالى {واضربوهن} في الآية: ابقوهن في البيوت، أي لا تخرجوهن منها إذا نشزن. وليس المقصود الصفع واللطم وغيره من صور الإيذاء الجسدي.
      انظر المقالة (ضرب الزوجة) على الرابط التالي ففيها الكثير من التوضيحات حول المسألة:
      https://www.hablullah.com/?p=2945

  • يوجد حديث يقول لا تأذن الزوجه لأحد في بيت الزوج إلا بإذنه ولا تصوم إلا بإذنه أليس البيت بيت الزوجه كما هو مذكور في القرآن وكيف وكيف يمنعها من الصيام والصيام لله ارجو الرد سيد جمال نجم

    • المتدبر لكتاب الله تعالى يجد أن مبدأ الاستئذان من المبادئ الهامة التي حثنا ربنا على أخذها بعين الاعتبار، فنجد الله تعالى يأمر المؤمنين أنهم إذا كانوا مع النبي لإمضاء مسألة ما فلا ينبغي لهم أن ينصرفوا عنه إلا بعد طلب الإذن منه، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ النّور (62)
      وعلى ذلك فإن الإذن واجب على المرأة من زوجها قبل خروجها من البيت أو دخول غريب إلى بيتها في غيابه، وليس ذلك تعنتًا أو نقصًا أو ظلمًا لها وإنصافًا للرجل على حسابها، ولكن لأن الزوج هو المطالب بالقوامة على المرأة وهو المسؤول عن رعايتها والحفاظ عليها من أي مكروه، وبالتالي فعليه أن يعلم مكان تواجدها أو يدخل بيته من الأجانب حتى يستطيع القيام بواجبه تجاهها.
      فدخول الغرباء من غير محارمها عليها فلا يصح إلا بإذنه، لذات العلة وهي أنه مسؤول عن حمايتها وحصانتها، فهذا ليس انتقاصا أو امتهنا للمرأة بل هو حفاظ عليها وصيانتها من الأذى المادي أو المعنوي الذي قد يلحق بها عند دخول الغرباء إلى بيتها

    • الصلاة فرضت على الناس منذ أبينا آدم عليه السلام، وقد أداها الأنبياء جميعهم، وقد كان نبينا والمؤمنون يؤدونها منذ بداية الدعوة، وحين هاجر النبي والمؤمنون إلى المدينة كان اليهود يصلون خلفه الصلوات الخمس حتى تم تغيير القبلة إلى الكعبة المشرفة.
      كل هذا يدل على أن الصلاة تشريع قديم قدم الإنسان نفسه، فالقول بأنها شرعت ليلة الإسراء مخالف لهذا المبدأ، إلا أن يكون تشريعها في تلك الليلة بمعنى التأكيد عليها.
      وينبغي الانتباه إلى روايات فرض الصلاة في ليلة الإسراء ففيها من الأخطاء الشيء الكثير ومن ذلك أن الله تعالى فرضها خمسين صلاة لكن بعد نصيحة موسى عليه السلام خفضها الله تعالى إلى خمس على مراحل متعددة، وهذا يفترض أن يكون موسى حيا في السماء، كما يفترض بأن موسى عليه السلام أدرى بمصلحة المسلمين من ربهم، وكأن الله تعالى يحتاج إلى من يصوب قرارته، حاشاه سبحانه.

  • تزوجت ابنتي المهندسة منذ حوالي سنة، وزوجها يمنعها عن أسرتها -أبيها وأمها وإخوتها- ويمنعها عن خالاتها وأخوالها وعماتها وأعمامها وجدتها، وأيضًا عن العالم الخارجي من زميلات وصديقات، ولا يسمح لها أن ترد علينا في التليفون، وفي المرات البسيطة التي كلمناها فيها يكون هو معنا على السماعة يسمع كل الكلام أو يسجله؛ كما يقول لنا، وأيضًا هو لا يسمح لها بزيارة أسرتها ولا يسمح لأسرتها بزيارتها أو التحدث معها هاتفيًّا. فهل يجوز له أن يدفعها إلى عقوق والديها وقطع رحمها؟ وهل يجوز لها أن تعقَّ والديها وتقطع رحمها طاعة له؟

    • الجواب: لا يحق للزوج أن يمنع زوجته من التواصل مع أهلها أو زيارتهم والقيام بواجبهم، لأن هذا من قبيل قطع الأرحام التي أمر الله تعالى بها أن توصل، ولا يجب عليها أن تستجيب لطلبه بقطع أواصر رحمها، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلها أن تزور أهلها حتى لو لم يأذن ولا حرج عليها.

      *للمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على الفتوى التالية:

      (منع الزوجة من زيارة أهلها) https://www.hablullah.com/?p=1788

  • قرأت موضوع على احد المواقع لم ارتح له يقول ان الزوج ولي على زوجته وهو سيدها وان المرأة ناقصه عقل ومنتقصه الاهليه اليست المرأة مثل الرجل فى الثواب والعقاب كيف والله سبحانه وتعالي قال في كتابه الكريم ان {المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} ارجو الرد استاذي العزيز سيد جمال نجم وشكرا لكم

    • مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (المرأة بين القرآن وبين المفاهيم التي تجعلها أقل مرتبة من الرجل) تجيب على كل التساؤلات التي طرحتها في سؤالك، وهي على الرابط التالي
      https://www.hablullah.com/?p=2097

  • سؤال:

    أنا في حيرة من أمري ، فقد عشت سنين عمري أتعامل وأعامل على كوني إنساناً قبل أن أصنف إلى كوني أنثى [ وأمة ] الله قدر استطاعتي ، ومن هذا المنطلق أن مَن عمل خيراً من ذكر أو أنثى فله أجره ، ومن عمل إثما فعليه وزره ، ولكن بعد زواجي فوجئت بأحكام تخرجني من نطاق الإنسانية لأكون مجرد متاع للرجل ، فمثلا تلعنني الملائكة إن امتنعت عنه تحت أي ظرف ، في حين أنه ليس عليه أي وزر إن هو امتنع عن جماع زوجته ولو من باب الإضرار بها ، فهو له أجر صدقة إن جامعها وهو مستمتع بها وهي ليس لها أجر وإن لبَّت وهي كارهة ، وإذا أغضبني وأهانني أمام الناس وامتهن كرامتي يجب عليَّ مصالحته واسترضاؤه وإلا لعنتني الملائكة ، وأنا طبعاً لا يحق لي مخالفته في رأي ومراجعته ولا يغفر لي أي قدر من الانفعال ، كما أنكم أفتيتم بأن ثواب صلاة الجماعة هو خاص بالرجال من دون النساء فهل هذا ما شرعه الله لنا ؟ هل هذا هو قدر المرأة المسلمة إذا أحسنت وأدت ما عليها ؟ فإن هي تجنبت الإثم فليس لها أي فضل وإن أخلت كانت من الملعونين المطرودين من رحمة الله أنا وإبليس اللعين سواء .

    أرجو الاهتمام بهذا السؤال لأنني أفتن في ديني ، وإن كان هذا هو شرع الله فسمعا وطاعة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    • الجواب: ليس الأمر كما ذكرت، لأن الملائكة لا تلعن الزوجة التي تمتنع عن زوجها، لأن اللعن إنما هو الطرد من رحمة الله ولا يستحقه إلا من كفر بعد إيمانه
      انظري الفتوى (هل تلعن الملائكة الزوجة إذا امتنعت عن زوجها؟) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=2822

      كما أن فضل صلاة الجماعة ليس خاصا بالرجال _كما زعمت_ بل هو للرجال والنساء على حد سواء، لكن تعذر فيه المراة أكثر من الرجل بحكم ارتباطها بأطفالها الصغار أكثر منه، وهذا من العدل لا من الجور
      ولا يصح أن يحرم أحد من أجر صلاة الجماعة في المسجد رجلا كان أو امرأة. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:
      ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ (البقرة 114)

      وفي هذه الآية الكريمة رد على أي رواية افتريت على رسول تمنع النساء من حضور الجماعة في المساجد.

      فالله سبحانه لا يميز بين عباده على أساس الذكورة والأنوثة. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:

      ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَاۖ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (الأنعام 160)

      فهو وحده الذي يحاسب عباده على أعمالهم وصلاتهم.

      انظري الفتوى (ما الأفضل صلاة المرأة في المسجد أم في بيتها؟) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=6458

  • هل يجوز للأخ أن يغسل وينظف أخته المريضة المعاقه لانها لا تسطيع تحريك يدها أو قدمها علما بأنني الشخص الوحيد الذي يعتني بها وأنا والله اهتم بها أكثر من نفسي وهي أغلى حاجة عندي واحتسب الأجر على الله وليس لها بعد الله غيري فى هذه الدنيا ارجوا الرد وجزاكم الله خيراً

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قرأت في صحيح البخاري حديث الذي كان مضمونه أن أم حرام بنت ملحان تفلي شعر الرسول
    صلى الله عليه وسلم
    والشيخ أحمد بن قاسم الغامدي أنكر قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم بـ أم ملحان
    ما الرد على مثل ذلك علما بأنه قال قرابات الرسول من النساء بالرضاعة معلومات، وليست منهن أم حرام كما قال هو ؟
    فما ماصلة القرابة بين أم حرام و الرسول؟

    • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      هناك أحد احتمالين:
      الأول: أن تكون الرواية مكذوبة من أساسها، وهذا على افتراض أنه ليس ثمة قرابة محرمة بين النبي وبين أم حرام.
      الثاني: أن يكون بين النبي وأم حرام قرابة من نسب أو رضاع تجعلها محرمة عليه، وعندئذ لا مانع من قبول صحة الرواية.
      أما تصحيح الرواية ونفي أن يكون ثمة قرابة محرمة بينهما إنما هو طعن بالنبي صلى الله عليه وسلم.

      • شكرا جزيلا لحضرتك سيد جمال نجم وعندي سؤال آخر واسف إن كنت اثقلت على حضرتك قال لى أحد الأشخاص أن الرجال أفضل من النساء لأن الله سبحانه وتعالى أمر الملائكة ان تسجد لادم ولم تسجد لحواء هل هذا صحيح ارجوا الرد سيد جمال نجم وشكرا جزيلا لحضرتك

        • العفو أخي الكريم
          أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم دون حواء ليس دليلا على تفضيل الرجال على النساء، لأن هذه المسألة هي اصطفاء واختيار لشخص بعينه وليس لجنس بعينه، أما المفاضلة بين آحاد البشر فلها معيار واحد وهو التقوى، قال الله تعالى:
          ﴿إِنَّ ‌أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13]

      • قال النووي رحمه الله :

        قال رحمه الله: (اتفق العلماء على أن أم حرام كانت محرما له صلى الله عليه وسلم. واختلفوا في كيفية ذلك، فقال ابن عبد البر وغيره: كانت إحدى خالاته من الرضاعة. وقال آخرون: بل كانت خالة لأبيه أو لجده لأن عبد المطلب كانت أمه من بنى النجار) اهـ .

        وقال أيضاً :

        أُمّ حَرَام أُخْت أُمّ سُلَيْمٍ ، وقد كَانَتَا خَالَتَيْنِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْرَمَيْنِ إِمَّا مِنْ الرَّضَاع , وَإِمَّا مِنْ النَّسَب, فَتَحِلُّ لَهُ الْخَلْوَة بِهِمَا, وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمَا خَاصَّةً, لا يَدْخُلُ عَلَى غَيْرهمَا مِنْ النِّسَاء إِلا أَزْوَاجه اهـ .

        وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.