السؤال:
هل يجوز للأخ أن يغسل وينظف أخته المريضة المعاقة لأنها لا تسطيع تحريك يدها أو قدمها، علما بأنني الشخص الوحيد الذي يعتني بها، وأنا _والله_ أهتم بها أكثر من نفسي، وهي أغلى حاجة عندي واحتسب الأجر على الله تعالى، وليس لها بعد الله غيري في هذه الدنيا. أرجو الرد وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
نعم يجوز للسائل أن يغسل وينظف أخته المريضة العاجزة عن الحركة، بل يتعين عليه ذلك إن لم يكن لها غيره. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَىٰ:
﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ (الأحزاب 6)
ولا حرج عليه ولا عليها لمرضها وعجزها، وقد بين الله سبحانه ذلك في قوله:
﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَج﴾ (النّور 61).
ويتعين على الأخ الذي يرعى أخته المريضة أن يغطي ما أمكن تغطيته من بدنها حفظًا لحيائهما:
﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ (الأنعام 119)
وجزى الله السائل خير الجزاء على رعايته أخته وخدمتها، فهذا من أعظم أبواب الإحسان التي ذكرها الله سبحانه بعد عبادته:
﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ﴾ (النساء 36)
وسوف يلقى السائل جزاء ما يفعله من الخير في الدنيا والآخرة. قَالَ جَلَّ وعلا:
﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ (الرحمن 60)
وقَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَىٰ:
﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ، ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ﴾ (الزمر 34).