حبل الله
الرسالة رحمة

الرسالة رحمة

السؤال: قال الله تعالى في سورة الأنبياء {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء، 107) والخطاب في الآية موجه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. هل انفرد نبينا بكونه رحمة للعالمين دون سائر الانبياء ؟

 الجواب: خاطب الله نبيه بصفته يحمل رسالة الله إلى الخلق، والرحمة للعالمين هي الرسالة المتمثلة بالكتاب المنزل، وإن نظرت إلى الآية السابقة ستعرف هذا جليا قال تعالى {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء،106_ 107)

وبناء على ذلك نجد أن جميع الأنبياء حملوا رسالة الله التي هي رحمة للعالمين، وآخرها القرآن الكريم المصدق لجميع ما أنزل الله من كتاب. قال الله تعالى {حم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الدخان،1_ 6)

وقد أنزل الله كتبه إلى خلقه في هذه الليلة المباركة فقد روى الطبري عن قتادة (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) : ليلة القدر، ونزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلة من رمضان، ونزلت التوراة لستّ ليال مضت من رمضان، ونزل الزَّبور لستّ عشرة مضت من رمضان، ونزل الإنجيل لثمان عشرة مضت من رمضان، ونزل الفُرقَان لأربع وعشرين مضت من رمضان [1].

ثم انظر إلى قوله تعالى {إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ . رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} لتدرك أن رسالة الله للبشر هي الرحمة لهم. وأما نبينا والنبييون من قبله فقد سيقت هذه الرحمة إليهم كما سيقت لغيرهم، وكان لهم الشرف أن اصطفاهم الله تعالى لتبليغ الرسالة.



[1] تفسير الطبري، 22/7

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.