حبل الله
الله سبحانه منزه عن الظلم

الله سبحانه منزه عن الظلم

الله سبحانه منزهه عن الظلم
الله سبحانه الرب الخالق الرازق نفى عن نفسه الظلم مطلقا، وهو صاحب السلطان والجبروت الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء، 40) ويتجلى عدله بوافر كرمه إذ يضاعف الحسنات دون السيئات، وفي هذا إمعان لنفي الظلم عن ذاته العظيمة. فعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا 000)[1]
 ومع ذلك تجد في قلوب المنافقين ريبة، ويجهر البعض ببعض ما في قلوبهم مدَّعين أنّ الله تعالى انتقصهم وقدر عليهم رزقهم، أو أذاقهم بأس أعدائهم، ويرد الله تعالى على هؤلاء وأمثالهم بقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (يونس، 44) فالظلم واقع في الناس منهم وإليهم، وكل ذلك بسبب ابتعادهم عن فطرة الله التي فطر الناس عليها. قال تعالى {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم، 41)
ويستمر لجاج هؤلاء في كل زمان ومكان حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وعندئذ يرون ما أنكروا عيانا لا يملكون فيه جدالا. قال الله تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (الزمر، 69) وحينئذٍ يُفصل بين الخلائق بالعدل المطلق. قال تعالى {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (غافر، 17).


[1] صحيح مسلم، رقم الحديث 4674

تعليق واحد

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.