حبل الله
هل يستجيب الله الأدعية المادية أم فقط المعنوية؟

هل يستجيب الله الأدعية المادية أم فقط المعنوية؟

السؤال:

هل يستجيب الله الأدعية المادية أم فقط المعنوية. القرآن الكريم شفاء لما في الصدور، ألن يكون الدعاء كذلك؟ وإن كان الدعاء مفتوحا لكل شيء فكيف ستكون صيغته المثلى، ونحن لسنا أنبياء لتكون لنا معجزات، فهل سيكون الدعاء بحدود المنطق وجزيتم خيراً.

الجواب:

الله تعالى يستجيب الدعاء، سواء كان متعلقًا بالأمور النفسية (كالطمأنينة، الراحة، زوال الهم) أو المادية (كالشفاء، الرزق، النجاح، الزواج، التوفيق… إلخ).

قال الله تعالى:

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِيٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (غافر: 60)

فلم يحدد نوع الدعاء، بل جعله مفتوحًا لكل شيء.

وروي عن النبي ﷺ أنه قال: “ليس شيء أكرم على الله من الدعاء” (رواه الترمذي).
أي أن كل دعاء يتوجه به العبد لربه مقبول إن شاء الله، ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم.

هل الدعاء له حدود منطقية؟

المسلم يدعو الله تعالى بحاجته حتى لو كان السبيل إلى الحصول عليها يبدو صعبا، فما دام الذي دعا به يحصل لغيره من البشر فإن الدعاء به صحيح ، ومع ذلك لا يصح بأن يدعو بشيء لا يستقيم للبشر؛ كأن يدعو أن يصبح ملَكا أو  طائرا أو غير ذلك مما لا يحصل للبشر عادة.

فمن حقك أن تدعو بأي شيء تحتاجه، لكنه سبحانه يستجيب بما هو خير لك، وليس بالضرورة بنفس الطريقة التي تتوقعها. يقول الله تعالى:

﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ ‌لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ، إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ (الشورى: 27) 

مثال:

-شخص فقير يدعو الله تعالى أن يصبح غنيًا، فقد لا يحدث هذا فجأة، لكن الله تعالى يفتح له باب رزق، أو ييسر له وظيفة، أو يلهمه فكرة ناجحة.

-شخص مريض يدعو بالشفاء، قد لا يشفى فورًا، لكن الله يهيئ له العلاج، أو يقوي مناعته، أو يرزقه الصبر والأجر.

والداعي لا يخرج خالي الوفاض، هو قطعا سيحصل على أجر الدعاء، لأنه قربة.

كيف تكون الصيغة المثلى للدعاء؟

1_ ابدأ بحمد الله والثناء عليه، مثل قول: (اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظيم سلطانك)

2_ أظهر ضعفك وتذلل لربك كما فعل نبي الله زكريا:

﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا. قَالَ رَبِّ إِنِّي ‌وَهَنَ ‌الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا. وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ (مريم: 3-6)

3_ اطلب حاجتك بوضوح وتذلل، مثلاً: “اللهم ارزقني رزقًا حلالًا واسعًا مباركًا فيه” “اللهم اشفني وعافني مما يؤلمني” “اللهم فرّج همي واغفر ذنبي وارزقني راحة القلب”

4_ الدعاء بالأدعية الواردة في القرآن الكريم، فهي أعظم الدعاء، وهي كثيرة وشاملة وعظيمة النفع والأثر.

أمور تعين على استجابة الدعاء:

– اليقين بأن الله تعالى سيستجيب الدعاء ولو بعد حين.
– عدم استعجال الاستجابة (فقد يستجاب في الوقت الذي يراه الله تعالى أنسب لك)
– الدعاء في أوقات الإجابة (أثناء السجود، بين الأذان والإقامة، الثلث الأخير من الليل، يوم الجمعة).

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.