حبل الله
عقيدة المهدي عند الشيعة

عقيدة المهدي عند الشيعة

عقيدة المهدي عند الشيعة تتمثل بالاعتقاد بعودة الإمام الثاني عشر الذي اختفى في طفولته ليظهر في آخر الزمان، ويقول الشِّيعة الإماميَّة أنَّ المهدي عندما يجيء في آخر الزَّمان سوف يحكم الأرض كلَّها ويصبحُ جميع النَّاس في عصره مسلمين صالحين، ويحاولون إثبات هذا من خلال بعض الآيات كقوله تعالى:

﴿‌هُوَ ‌الَّذِي ‌أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [الفتح: 28] 

والحق أن هذه الآية لا علاقة لها بما ادعوه، وليس في كتاب الله تعالى آية واحدة تؤيد دعواهم ولو ضمنا. بل إن الآية تقرر أن هذا الدين سيظهر على الدين كله بسبب ما تضمنته رسالته الخاتمة من الهدى الذي تحتاجه البشرية جمعاء كما تحتاج الماء والهواء، فالذي يقع على جملة المسلمين هو التمسك به والتبشير والإنذار به، فإن فعلوا تحقق وعد الله تعالى.

إن ظهور المهدي في آخر الزَّمان كما يعتقده عموم المسلمين لا سيما الشِّيعة لا أصل له، وهو تقليد أعمى لضلال أهل الكتاب في انتظار المسيح/المخلص، وهذا تضليلٌ مؤدَّاه إلهاء المسلمين عن الأخذ بالكتاب الذي أتمَّ الله دينَه به وجعل الهداية في الأخذ به وإعماله في الحياة، ذلك أنَّ العداء لهذا الكتاب ظهر مبكِّرا في عهد التَّنزيل، كما أورده قولُه تعالى:

﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ، قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ، إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾  (يونس 15).

إنَّ صدَّ النَّاس عن الكتاب هو دَيْدن أعداء الله تعالى؛ لعلِمهم أنَّ تمسُّك المسلمين به سيؤدِّي بهم إلى سيادة العالم كلِّه، وهذا وعد الله تعالى لكلِّ أمَّة تأخذُ بهذا الكتاب منهجا، وهذا معنى قوله تعالى:

﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة 33).

﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ. إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ (الأنبياء 105- 106).

فمن أراد الهداية فهي في كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. أمَّا انتظار الهداية من غيرِه فهو انتقاصٌ له وتكذيبٌ لوعد الله المرقوم فيه، كما أنَّه مضيعة للوقت في انتظار وهْمٍ صنَعه أعداءُ هذا الدِّين وانطلى _مع الأسف_ على كثيرٍ من المسلمين.

والزَّعم القائل أنَّ النَّاس سيصبحون في زمان المهديِّ مسلمين صالحين مردودٌ بقوله تعالى:

﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ، وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ، وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (هود 119)

*ما ورد أعلاه هو جزء من مقالة الشيعة في ميزان القرآن ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على العنوان المرفق؟

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.