حبل الله
مصير الأسرى

مصير الأسرى

السؤال: ماذا يُفعل بالأسير عند انتهاء الحرب؟

الجواب: بعد أن أمر الله تعالى بشد الوثاق في الآية الرابعة من سورة محمد جاء توضيح مصير الأسرى صريحا في نفس الآية بقوله تعالى {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أوزارها} (محمد،4) فقد حصرت الآية مصير الأسير في خيارين لا ثالث لهما؛ وهما المن أو الفداء، والمنّ أن يطلق سراح الأسير دون مقابل، أما الفداء فأن يطلق سراحه مقابل مال أو خدمة.

وقد التزم النبي صلى الله عليه وسلم أمر ربه إياه كما ورد في قصة ثمامة بن أثال الحنفي[1]. وما روي عنه صلى الله عليه وسلم غير ذلك فإما أن يكون في دائرة الإفتراء عليه كالروايات التي تفيد قتله أسرى بني قريظة[2]، وإما أن يكون الأسير قد ارتكب جريمة توجب قتله قصاصا كأن يكون قد قتل مسلما في غير حرب.

والقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بقتل الأسرى هو اتهام للنبي بمخالفة القرآن. وحاشاه أن يفعل. ولو صدر من النبي اجتهاد خاطئ بهذا الخصوص لعاتبه الله عليه عتابا شديدا كما حصل في اتخاذه الأسرى يوم بدر.

لكن النبي صلى الله عليه وسلم التزم أمر الله له في ذلك؛ فكان كثيرا ما يمنُّ، كما حصل مع أسرى هوازن وثقيف بعد حنين، وقلما كان يأخذ الفدية، وإن أخذها كان يأخذها بما تيسر كتعليم أولاد المسلمين القراءة والكتابة، فعن ابن عباس، قال: “كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة”[3]

للمزيد حول الموضوع يمكنكم الدخول إلى الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2320



[1]  وروى ابن هشام في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ثمامة قال لأصحابه: «هذا ثمامة بن أثال الحنفي، أحسنوا إساره. ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: اجمعوا ما كان عندكم من طعام فابعثوا به إليه، وأمر بلقحته [ناقة ذات لبن] أن يُغدى عليه بها ويراح»[1] السيرة النبوية لابن هشام 6/ 51.  أي يشرب صباحا ومساء

[2] لمعرفة المزيد حول الافتراءات بقتل أسرى بني قريظة يمكنك الدخول على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2100

[3] أخرجه أبو داود (3134) ، وابن ماجه (1515) ، والبيهقي (4/14)

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.