الجواب: صدقت في قولك لا يصح الدعاء إلا لله تعالى. وليس من بشر أو جماد يستحق ما اختصه الله تعالى لنفسه؛ فهو صاحب الدعاء لا غيره، حيث قال تعالى {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} (الرعد، 14)
وقال أيضا {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} (الإسراء، 56) ويؤكد هذا مرة أخرى بقوله {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} (سبأ، 22)
للنجاح أسباب وقوانين أودعها الله في هذا الكون، وما على الإنسان إلا السعي والاجتهاد في إطار هذه القوانين، ثم طلب العون والمدد من الله تعالى، وهذا هو التوكل. وبغير هذا الأسلوب لا يصل الإنسان إلى مبتغاه. وتلمس النجاح أو الشفاء من الحجر أو الشجر هو محرم يصل بالإنسان إلى محاور الشرك ومفارز الجهل.
وفي توجيه المؤمن نحو العمل وفقا للقوانين قال الله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل، 97)
وقد ذكر القرآن الكريم أنه لا يتحقق شيء بالتمني المجرد عن العمل الموافق للنواميس الكونية بقوله تعالى {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} (النجم، 39_40)