يقول المسيح شيئًا مهمًا للغاية في نهاية خطبته في بيت المقدس :
«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. هُوَ ذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!» (متى 23: 37-39).
يقدم المسيح أربع معلومات مهمة في هذه الكلمات:
أ. يخرب بيت بني إسرائيل:
بقوله “هُوَ ذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً” يخبرنا المسيح أنه لن تُنزع النبوة من بني إسرائيل فحسب، بل سيفقد بيت المقدس أيضًا مكانته كقبلة (الاتجاه الذي يتجه إليه المؤمنون في الصلاة). لأن كلمة “بيت” لا تعني “البيت” فقط بل تعني “المعبد” أيضًا. لذا فإن المعبد المقدس الذي يتوجه إليه المؤمنون أثناء الصلاة لم يعد بيت المقدس . وقد حدث ذلك بنزول الآية 144 من سورة البقرة التي يأمر الله فيها المؤمنين بالتوجه إلى المسجد الحرام حيث تقع الكعبة (بيت الله) بدلا من بيت المقدس.
ب. سيأتي “باسم الرب”:
ليس اعتباطيًا أن يتحدث المسيح عن شخص “يأتي باسم الرب” لأن هذا أمر كان اليهود على علم به بالفعل. الشخص الذي “يأتي باسم الرب” مذكور أيضًا في التوراة، وكذلك في مقاطع “حجر الزاوية” في الكتاب المقدس: “مبارك الآتي باسم الرب”. “من بيت الرب باركناك”. (مزمور 118: 26).
والشخص الذي يأتي باسم الرب هو الشخص الذي في “بيت الرب” أي ” بيت الله ” وهو اسم “الكعبة” في مكة . إن أهم دليل على “المجيء باسم الرب” موجود في القرآن أيضا، فأول آية من القرآن نزلت بمكة هي:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]
هذه المعلومات مهمة للغاية لأن بني إسرائيل كانوا ينتظرون النبي الذي سيأتي “باسم الرب”. ليس الإسرائيليون فقط، بل أي شخص يقرأ ويؤمن بالإنجيل أو التوراة يمكنه أن يفهم أن أحمد هو الشخص الذي “يأتي باسم الرب” بعد قراءة هذه الآية من القرآن.
ج. سيكون “مباركًا”:
يخبرنا المسيح أن الشخص “الذي يأتي باسم الرب” سيكون هو الشخص الذي “يباركه” الناس. وهذا يطابق اسم “أحمد” الذي يعني الأكثر حمدا “المحمود”.
د- لن يرى الناس المسيح حتى يأتي “الواحد”:
يقول المسيح: “إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ”. وهذا يعني أن اليهود لن يذكروا عيسى حتى يأتي النبي التالي. في الواقع، ظن بنوا إسرائيل أنهم تخلصوا من المسيح حتى نزول القرآن، إلا أن المسيح بدأ يشكل مصدر قلق لليهود من خلال نزول الآيات القرآنية التي تبين حقائق عنه وموقف اليهود منه.
*ما سبق هو جزء من مقالة (حجر الزاوية المنتظر: أحمد خاتم النبيين) ولقراءة المقالة كاملة يرجى الضغط على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=9092