حبل الله
هل يجب سداد الدين الناتج عن القمار؟

هل يجب سداد الدين الناتج عن القمار؟

السؤال:

لقد لعبت القمار لفترة من الوقت، وبسبب هذا أصبحت مدينًا وتم رفع دعوى قضائية ضدي. وفي وقت لاحق رجعت إلى الحق وتبت من ذلك السلوك المحرم، ولكن لدي الآن ديون من تلك المقامرات ولا أستطيع سدادها. ماذا علي أن أفعل؟ فهل أنا ملزم بسداد هذه الديون حتى لو كان سببها القمار؟ هل هذه حقوق الناس؟.

الجواب:

القمار هو الميسر، وهو محرم بنص قوله تعالى:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ ‌وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90] 

وما كان محرما فالكسب منه محرم كذلك، والمال الحرام غير محترم في ديننا فلا يلزم أحد به أو بسداده إن كان دينا.

المثال المذكور في القرآن على عدم اعتبار الكسب من المعاملات المحرمة هو تحريم المال الناتج عن الربا، فلم يُلزم الإسلام أن يدفع المقترض بالربا أكثر من قيمة القرض عند السداد:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنْ تُبْتُمْ ‌فَلَكُمْ ‌رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278-279] 

نفهم مما سبق أن المدين بسبب القمار لا يُلزم شرعا بسداد الدين، هذا في حالة أن الدين ترتب عليه بسبب خسارته أمام الذين يقامرهم.

أما إن كان قد اقترض من شخص قرضا حسنا لكنه ذهب ليقامر به آخرين وخسر ذلك المال فهنا يلزمه سداد الدين لصاحبه لأنه كان دينا صحيحا.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.