حبل الله
مدى صحة حديث “نحن معاشر الأنبياء لا نورث…”

مدى صحة حديث “نحن معاشر الأنبياء لا نورث…”

السؤال:

ما مدى صحة حديث “نحن معاشر الأنبياء لا نورث…” وهل له أصل في كتاب الله تعالى؟ وهل حقا لم يرث أولاد سيدنا إبراهيم منه شيئا إلا العلم وأولاد سيدنا يعقوب؟
وجزاكم الله عنا كل خيرا

الجواب:

الحديث ورد في صحيحي البخاري ومسلم وفي كتب السنن أيضا، فهو في نظر علماء الحديث صحيح السند.

لكننا لم نجد في كتاب الله ما يؤيد متنه، بل هناك آيات يُفهم منها خلاف ذلك، منها قوله تعالى:

﴿لِلرِّجَالِ ‌نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ ‌نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ‌نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ [النساء: 7] 

فالأصل أن التوارث حق بين ذوي القربى، ولم يرد استثناء للنبي بنص الآية ولا في غيرها، فيدخل في عمومها.

ومنها ما جاء على لسان زكريا عليه السلام:

﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. ‌يَرِثُنِي ‌وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ [مريم: 5-6]

وهناك من يجادل بالقول أن الميراث المذكور في الآية هو ميراث العلم والدين، وهذا صحيح لكن دلالة الآية لا تقتصر عليه، وقصرها عليه يحتاج إلى قرينة وليس ثمة قرينة هنا.

والآية التالية عن ميراث سليمان لأبيه داوود عليهما السلام أكثر وضوحا:

﴿‌وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ [النمل: 16]

من الواضح أن سليمان قد ورث عن أبيه داود الملك والمملكة وكل شيء، وهذا ما يجعلنا نقول أن القرآن الكريم لا يؤيد ما جاء في الرواية.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.