حبل الله
كيف تكون التوبة من الاعتداء على الآخرين جسديا أو نفسيا؟

كيف تكون التوبة من الاعتداء على الآخرين جسديا أو نفسيا؟

السؤال:

كيف تكون التوبة من ضرب الشخص الأصغر سنا إن كان خطأ أو عمدا، حيث كنت وقتها صغيرة، وقد توقفت فتره ورجعت أشعر أنني مشحونة بالغضب، وأنا اعترف بأخطائي، والسبب سلوك طالبات المدرسة والمدرسات المتنمرات وتعامل الأب الذي يعطي كل شيء للصغار ويترك الكبار وينقص المصروف من الشخص الذي لا يريده، لكن الأم عكسه.

لا أريد أن أموت ظالمة، كنت أريد أن أكون على الصراط المستقيم، أنا أعلم أن ما ذكرته ليس حجة للضرب، فكيف تكون التوبة؟

الجواب:

شكرا للسائلة الكريمة لأنها تحاول إصلاح الضرر الذي تسببت به للآخرين، وهذا دليل على نقاء فطرتها وتقواها، فما يزال العبد بخير ما بقيت فطرته سليمه تحاسبه على أخطائه وتدعوه للعودة عنها إلى الاستقامة على أمر الله تعالى:

﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ ‌بَعْدِ ‌ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 39] 

إن التوبة من الذنب المرتكَب بحق الآخرين يكون بإصلاح ذلك الضرر، فإن كان نفسيا فيكمن الإصلاح بالاعتذار وطلب المسامحة من الشخص المتضرر، وبتغيير نهج التعامل معه للأفضل، فإن المعاملة الحسنة كفيلة بمحو آثار الأخطاء السابقة.

وإن كان الضرر جسديا أو ماديا فيكون الإصلاح بتعويض المعتدى عليه ورد قيمة ما فقده إليه، وهذا أحد صور الإصلاح المذكور في الآية التالية.

﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا ‌السُّوءَ ‌بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 119] 

إن الدفع بالتي هي أحسن هو الحل الأمثل لإصلاح العلاقات بين الناس، بل وتحويل العداوة إلى مودة ورحمة، قال الله تعالى:

﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ‌ادْفَعْ ‌بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.