حبل الله
كيف أتعامل مع والدي الانعزالي الذي يسيء إلى أقاربه ويطالبني بمقاطعتهم؟

كيف أتعامل مع والدي الانعزالي الذي يسيء إلى أقاربه ويطالبني بمقاطعتهم؟

السؤال:

والدي شخص انعزالي ومؤذ للغاية، لا ينسجم مع أي من أقاربه، علاقته سيئة مع معظمهم، فهو لا يتكلم معهم، حتى أنه توقف عن التحدث إلى ابنه الأكبر، كما أنه لا يسمح لنا بالتحدث إلى الأشخاص الذين يقاطعهم (بغير حق)، حتى أننا نعيش الأعياد وحدنا؛ فلا يأتي أحد إلينا ولا نذهب إلى أحد. وأنا أريد أن يعيش والدي كإنسان مسلم طبيعي، وأن يلتزم أوامر الله تعالى ويعامل الجميع بشكل جيد. لا أريد أن تتعرض عائلتي للإهانة مع أي شخص بعد الآن. لكنه يقول إننا إذا التقينا بأقاربنا فلن يسامحنا أبدا. ما الذي يمكنني القيام به حيال ذلك؟ الرجاء مساعدتي. كيف يتخلص والدي من هذه المشكلة؟

الجواب:

أظهر لوالدك الآيات التي توصي بالتعامل مع الأقارب. حاول أن تشرح مدى الأهمية التي يوليها الله ورسوله لصلة الرحم والعلاقات الإيجابية مع الناس. إذا كان يستطيع القراءة اجعله يقرأ تلك الآيات بنفسه، وإذا كان لا يعرف فاقرأ عليه ويستمع. ومن تلك الآيات:

﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1] 

﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ [النساء: 36] 

﴿فَآتِ ذَا ‌الْقُرْبَى ‌حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الروم: 38] 

بالإضافة إلى ذلك ، إذا كان هناك من يحترمه من العلماء أو الأئمة فيمكنك الذهاب لزيارته بصحبته، ودعه يشرح الوضع ويستمع للوعظ، يقول الله تعالى:

﴿فَاسْأَلُوا ‌أَهْلَ ‌الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43] 

إذا استمر في إصراره على الخطأ ، فحاول ألا تزعج والدك أو تسيء إليه، فقد حرم الله تعالى الإساءة حتى للأبوين المشركين اللذين يدعوان أولادهما إلى الشرك:

﴿وَإِنْ ‌جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان: 15] 

وبنفس الوقت لا تقطع علاقتك بأقاربك أبدًا؛ تحدث معهم حتى لو كان أبوك لا يريد ذلك، ولا يحق لوالدك أن يقول “لن أسامحك” في هذا الصدد، لأنه لا يحق لأحد أن ينهى عما أمر الله تعالى به. يقول الله تعالى:

﴿وَأُولُو ‌الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: 75] 

ولا تنس الدعاء لأبيك بالهداية والمغفرة، فهو أيضا من واجبه عليك، يقول الله تعالى معلما عباده:

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي ‌وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 41] 

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.