حبل الله
تفسير القرآن بالرأي المجرد

تفسير القرآن بالرأي المجرد

السؤال:

هل يجوز لي أن افعل شيئا أنا مقتنع به ولا يناقض القرآن الكريم على حسب ما أفهمه؟ على سبيل المثال إن لم أكن مقتنعا أن خروج الريح من الجسدً لا ينقض ظاهر كلام الله تعالى فلم أقل بأنه ينقض الوضوء. هل ذلك سيكون سببا يدخلني ربي تعالى في النار؟

الجواب:

فهم القرآن له أصول وقواعد بينها الله تعالى في كتابه، فلا يجوز الخروج عن تلك الأصول، كاعتبار الفهم الخاص المجرد عن تلك الأصول هو المعتمد في تطبيق الأحكام.

وقد بين الله تعالى طريق الوصول إلى الحكم الصحيح في كل المسائل. قال الله تعالى:

﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا﴾ [النساء: 105]

والطريقة التي بينها الله تعالى للوصول إلى الحكمة موجودة في القرآن الكريم. قال الله تعالى:

﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِير، أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾ [هود: 1-2]

وعلى هذا فالمحكم، هو الآية التي تبين الحكم موجزا ؛ ويفصلها الله تعالى في آية أخرى. ومن أجل ذلك انقسمت الآيات إلى المحكمات والمتشابهات. وقد جعل الله تعالى بين المحكم والمتشابهات المفصِّلات مماثلة؛ حيث يتشكل من هذه المماثلة النظام الثنائي:

﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ‌مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾ [الزمر: 23] 

وبحسب الآية الثانية من سورة هود فلم يعط الله تعالى لأحد من خلقه حق تفصيل كتابه حتى نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم بين وظيفة النبي وهي الإنذار والتبشير بالكتاب.

إذا كان النبي الذي أُنزل عليه الكتاب لا يحق له تفسير الكتاب وتفصيله بحسب رأيه المجرد فلا شك أن غيره لا يحق لهم ذلك.

المسلم يفصل الآيات بالآيات أما الذين في قلوبهم زيغ فيأخذون بعض آية ويفسرونها بحسب أهوائهم ويبنون عليها الأحكام، وقد بين الله تعالى الفرق بين المسلم الحق وبين الذي في قلبه زيغ في تناولهم للآيات في قوله تعالى:

﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ ‌زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7] 

نفهم من كل هذا أن الآيات يفصل بعضها بعضا، وما على المسلم سوى البحث عن تفصيل الآية في الآيات الأخرى المشابهة للآية الأم في الموضوع الذي يبحث فيه. قال الله تعالى:

﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ ‌فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: 52] 

*وللمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة المقالتين المتعلقتين:

الكتاب والسنة أم الكتاب والحكمة  https://www.hablullah.com/?p=6503

الحكمة في القرآن وطريقة الوصول إليها  https://www.hablullah.com/?p=2691

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.