السؤال:
سألتني أختي الصغيرة سؤالا، وهو كيف كانوا يصلون قبل نزول القرآن، فنحن نقرأ القرآن حينما نصلي، والقرآن نزل في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكيف كانت عبادة السابقين؟
هل الشرائع السابقة نفسها هي شريعتنا أم أن هناك نقصانا أو زيادة؟
الجواب:
القرآن الكريم هو النسخة الأخيرة من كتاب الله تعالى، أي أن ما نزل قبله من الكتب كالتوراة والإنجيل كانت تحمل ذات القدسية الدينية، فكان أتباع كل نبي يقرأون في صلاتهم ما تيسر من الكتاب الذي نزل إليهم.
ولا شك أن المادة الأساسية لكتب الله تعالى واحدة والشرائع كذلك واحدة إلا بعض الاختلاف اليسير، ومن ذلك قوله تعالى:
﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: 13]
وقد نسخ القرآن بعض الأحكام الموجودة في الشرائع السابقة، لأنها شُرعت لحالات ومواقف معينه وأبدلت في القرآن بخير منها، وهو المشار إليه في قوله تعالى:
﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 106]
كما أن فيه (القرآن) التخلص من القيود التي فرضت على أمم سابقة بسبب اختلافهم على أنبيائهم. كما ورد في قوله تعالى:
﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157]
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة المقالتين التاليتين:
موقف القرآن من الكتب السابقة https://www.hablullah.com/?p=2500
كيف يصدق القرآن الكتب السابقة بالرغم من تحريف بعض محتوياتها؟ https://www.hablullah.com/?p=7893
