حبل الله
الآل في القرآن الكريم

الآل في القرآن الكريم

الباحث: د. عبد الله القيسي

آل الشيء (يؤول) (أولا) و(مآلا) رجع، وقد استعمل في المعاني فقيل (آل) الأمر إلى كذا و(الموئل) المرجع وزناً ومعنى[1].

قال الجوهري: آل الرجل أهله وعياله وآله أيضا أتباعه[2].

والآل: هم القومُ الذي يَؤولُ أمرهم إِلى المضافِ إِليه؛ كذا قال سَيبَوَيْهِ[3].

وقال الرازي: الآل هم خاصة الرجل الذين يؤول أمرهم إليه[4].

وقد يؤول أمرهم إليه للقرابة تارة، وللموافقة في الدين تارة أخرى.

والأصل في ذلك قولنا (آل) وهو بمعنى رجع وبمعنى صار. تقول آل الشيء يؤول أولاً ومن ذلك قيل لما يؤول فيه ظاهر اللفظ في حقيقته أنه تأويل لأن الأمر رجع فيه إلى غير ما هو ظاهره[5] .

ولا يستعمل الآل إلا فيما فيه شرف غالباً، وخص أيضاً بالإضافة إلى إعلام الناطقين دون النكرات ودون الأزمنة والأمكنة، فيقال: آل فلان، ولا يقال: آل رجل، ولا آل زمان كذا، ولا آل موضع كذا، كما يقال: أهل بلد كذا، وموضع كذا[6].  ولفظ الآل لم يرد في القرآن مضافا إلى غير الناطقين كـ”آل البيت”، لأن الإنسان يؤول إلى علم ناطق والبيت ليس كذلك فلا يصح هذا التركيب بين الآل والبيت بناء على ما ذكره أهل اللغة، بخلاف لفظ أهل فيمكن إضافتها كما ذكرت في مقالة (أهل البيت)[7].

وقد ورد لفظ الآل في القرآن الكريم 23 مرة مخصوصا بالإضافة إلى أعلام الناطقين فجاء: آل فرعون (13) مرة. آل لوط (4) مرات. آل إبراهيم مرتين. آل عمران مرة واحدة. آل داود مرة واحدة. آل موسى وآل هارون مرة واحدة. آل يعقوب مرتين. ولم يرد في القرآن الكريم ذكر لآل محمد.

وأما آل الرجل في القرآن فهم من يؤول إليه أمرهم وهنا سنجد أن لدينا معنيين:

الأول: المعنى الخاص: وهو المعنى الحقيقي للفظ “الآل” وهم من يؤول للرجل بقرابة، ومن يستقرئ الآيات المتعلقة بهذا المعنى يجد أن القرآن حددهم بالزوجة والأولاد والأحفاد[8]، وهذا يعني أن مفهوم الآل للرجل لا يتعدى الأحفاد، وهو يتقاطع مع الذرية في الأولاد والأحفاد، وما زاد عن الأحفاد يدخل ضمن الذرية لا الآل، فالمعنيان ليسا مترادفان.

الثاني: المعنى العام: وهو المعنى المجازي للفظ “الآل”، وهم من يؤول إلى الرجل أمرهم بموالاة أو اتباع.

والمعاني للألفاظ في العربية تبدأ من المحسوس إلى المجرد، والأولى استعمال اللفظ في المعنى الخاص الحقيقي، ولا يستعمل في المعنى العام المجاز إلا بقرينة تصرفه عن الأول.

وقد جاء لفظ الآل في القرآن بالمعنى الخاص عند ذكر آل إبراهيم وآل لوط وآل يعقوب وآل داود وآل عمران، مع اختلاف بين المفسرين أحيانا، ولكن المعنى الخاص في تلك الآيات أقرب للسياق، وأكثر خلافهم كان في ” آل لوط” لكنها إلى المعنى الخاص أقرب، ومثلها آل موسى وآل هارون.

أما لفظ الآل بالمعنى العام في القرآن فقد ذكره المفسرون عند ذكر آل فرعون.

فآل إبراهيم: في سياق قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران33]،  وقوله تعالى: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾  [النساء: 54] هم ولداه إسماعيل وإسحاق وحفيده يعقوب[9]. لأن الاصطفاء -في آية آل عمران 33-  بالنبوة كما روي عن ابن عباس والحسن ومجاهد، ومقاتل[10]. وقيل أتباعه[11].

وآل عمران: في سياق آية (آل عمران 33) هو عيسى بن مريم بنت عمران[12]. وقيل عيسى وأمه مريم[13] على اعتبار عمران هو والد مريم وليس والد موسى كما قيل، لأنه المناسب لسياق سورة آل عمران التي تتحدث عن قصة عيسى وأمه مريم عليهما السلام، ولأن المذكور عقيب قوله ﴿وآل عمران على العالمين﴾ هو عمران جد عيسى عليه السلام من قبل الأم، فكان صرف الكلام إليه أولى[14]. وأما من قال إن عمران هو والد موسى وهارون، فقال إن آل عمران هم أولاده موسى وهارون[15].

وآل يعقوب: في سياق قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [يوسف:6] هم أولاده وزوجه[16].

وفي سياق قوله تعالى: ﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ [مريم:6]، قيل إن يعقوب هو ابن إسحاق[17] ، فيكون الآل هم أولاده، أي يرث العلم والحكمة كما قال المفسرون.

وقيل: المعنى بيعقوب ها هنا يعقوب بن ماثان أخو عمران بن ماثان أبي مريم أخوان من نسل سليمان بن داود عليهما السلام، لأن يعقوب وعمران ابنا ماثان، وبنو ماثان رؤساء بني إسرائيل، قاله مقاتل وغيره. قال الكلبي: وكان آل يعقوب أخواله، وهو يعقوب بن ماثان، وكان فيهم الملك[18]. ويكون الآل هم أولاده، أي يرث منهم العلم وقيل الحكمة وقيل المال.

وآل داود: في سياق قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ* أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ:11- 13] هم سليمان وأهله الموجودون من آل داود[19].

وآل لوط: يقول تعالى: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ * فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ * قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾ [الحجر: 57-63].

وقال تعالى: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ [النمل: 56-57].

وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ﴾ [القمر: 34].

وهذه الآيات يصلح فيها المعنى الخاص للآل أي زوجه وأولاده [20] ، ويصلح المعنى العام: أي أتباعه [21] وكلا المعنيين صحيح لأن أهله هم الوحيدون الذين اتبعوه، ولم يؤمن به من قومه أحد، حيث تقول الآية: ﴿فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ وهو بيته فقط، وبهذا انطبق عليهم أنهم (آله) بمعنى أتباعه وهم أهله في نفس الوقت، وبحسب آية الحجر 59-60، فإن المعنى الخاص أقرب للآية، حيث استثنت الآية زوجته من الآل، وهذا يعني أنها جاءت بالمعنى الخاص ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾[الحجر 59-60].

وآل موسى وآل هارون: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [القمر: 248].

ذكره المفسرون أنها جاءت بالمعنى العام، أي أتباعهما[22]. ويحتمل أيضاً المعنى الخاص مما تركه أولادهما.

وآل فرعون: وردت ثلاث عشرة مرة.

قوله تعالى: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ [البقرة: 49-50].

وقوله تعالى: ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [آل عمران:11].

وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف:130].

وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [الأعراف: 141].

وقوله تعالى: ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 52].

وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [إبراهيم: 6].

وقوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [القصص:7-8].

وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ [غافر:28].

وقوله تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر:46].

وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر:41-42].

ذكر المفسرون في كل تلك الآيات أنها جاءت بالمعنى العام: أي أتباعه[23]. وبعض الآيات تحتمل المعنى الخاص، كما في آية القصص وآية غافر:28، فربما كان ذلك الرجل الذي يكتم إيمانه من قرابته القريبة حتى استطاع أن يبوح برأيه ذاك.

وهذان المعنيان للآل هما اللذان جاءا في القرآن الكريم ولم يخرج معنى الآل عنهما، أما من يجعل من معاني الآل الذرية، فلم أجد آية واحدة تدل على ذلك المعنى بوضوح، بل لقد فرق القرآن بين معنى الآل والذرية حين ذكرهما في مواطن تؤكد أن لا ترادف في اللفظين، وأن لكل لفظ مدلوله، وقد جاء اللفظان في سياق إبراهيم: مرة يذكر آل إبراهيم ومرة أخرى يذكر ذريته، وهذا يدل على اختلاف معنى اللفظين يقول تعالى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً، قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾[البقرة:124]، قال تعالى: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء﴾[إبراهيم:40].

ولو كان الآل بمعنى الذرية لكان ذكر آل عمران بعد ذكر آل إبراهيم تكراراً، لأن آل عمران يدخلون في ذرية إبراهيم، فلماذا ذكرهم بعد آل إبراهيم قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران:33].

ومعنى الاصطفاء هنا: الاختيار، وأصله أخذ صفوة الشيء كالاستصفاء، ولا يصح أن يكون الاصطفاء لكل ذرية إبراهيم لأن فيهم الظالم والمجرم والفاسق.

والذين وسعوا معنى الآل ليشمل الذرية نسوا بأنهم أخرجوا علي بن أبي طالب من الآل لأنه قطعا ليس من ذرية النبي عليه الصلاة والسلام ولذا فإن اللغة لا تسعفهم في هذا.

وأما ما قيل إن الآل يأتي بمعنى الشخص نفسه، فهذا أيضا لا يصح، لأن الإنسان لا يؤول إلى نفسه، ثم نحن نقول دائما: فلان وآله ولو كان الشخص داخلا في الآل لتكرر، وهذا لا يصح، ثم إن الاصطفاء لآل عمران لم يكن لعمران كما هو معروف وإنما كان لابنته مريم وحفيده عيسى.

وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة

الموقع: حبل الله ww.hablullah.com

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] المصباح المنير ج1/ص29

[2] مختار الصحاح ج1/ص13

[3]) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيزج3/ص366

[4] تفسير الرازي 21/154.

([5]) نزهة الأعين النواظر ج1/ص121

[6] تاج العروس ج28/ص31.

[7]  موقع حبل الله https://www.hablullah.com/?p=7624

[8] ولا يدخل الأبوان في آل الرجل، لأن الرجل يؤول إلى أبويه، وكذلك الأخوة يؤولون إلى أبيهم، بينما يدخل الأبوان والإخوة في معنى الأهل.

[9] تفسير الخازن 1/361-تفسير السمعاني 1/311-وقال مقاتل أنهم إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط -تفسير البحر المحيط 3/201 – وقال الزمخشري هم إسماعيل وإسحاق وأولادهما (الكشاف 1/269).

[10] انظر تفسير الألوسي 2/494-زاد المسير 1/325.

[11] قاله ابن عباس والحسن انظر تفسير الطبري 6/326-8/480-تفسير القرطبي 4/62-زاد المسير 1/325.

[12] تفسير القرطبي 4/63-أحكام القرآن للجصاص ج2/ص290-تفسير الرازي 4/181-تفسير القاسمي2/308.

[13] قاله الحسن ووهب انظر تفسير الألوسي 2/494.

[14] انظر تفسير الرازي 4/181-تفسير القاسمي2/308.

[15] قاله مقاتل انظر تفسير الألوسي 2/494.

[16] تفسير ابن عاشور 7/233-تفسير الجلالين 4/101.

[17] تفسير الرازي 21/511.

[18] تفسير القرطبي 11/81.

[19] تفسير ابن عاشور 11/365-تنوير المقباس المنسوب لابن عباس 1/447 -تفسير سيد طنطاوي 1/3466.

[20] التفسير القرآني للقرآن 7/249.

[21] وعليه أكثر المفسرين انظر تفسير القرطبي 10/36.

[22] تفسير الرازي 3/411-تفسير النيسابوري 2/97.

[23] كل كتب التفسير على هذا الرأي تقريباً.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.