حبل الله
هل كان نبينا معاديا للحياة وكارها لغير المسلمين؟

هل كان نبينا معاديا للحياة وكارها لغير المسلمين؟

السؤال:

حقيقة لا أعرف من أين أبدأ، فأنا مشوش وضائع حقا، أعلم أن الإلحاد والكفر خيار غير عقلاني بالمرة، ولكن الصورة التي في ذهني عن الإسلام والنبي محمد مشوهة تماما بسبب ما يروى من أحاديث عن النبي يُفهم منها أنه معاد للحياة، فهو ينهى عن تمشيط الشعر يوميا إلا غبا، و عن الرفاهية حسب حديث ينهى فيه عن التنعم، كما ينهى عن كثير من الأمور الشخصية كالنوم على البطن و الأكل والشرب واقفا، ويأمر بأشياء غير إنسانية حسب الأحاديث مثل (لا يُقتل مسلم بكافر) و (لا تبدؤوا أهل الكتاب بالسلام) وغيرها.. لقد تشوهت صورة النبي في نفسي بعد أن رأيت أنه يحرم وينهى عن كل شيء وكأنه يعادي الحياة و يأمرنا بالزهد فيها و ليست عنده أخلاق مع غير المسلمين، ولا أدري ماذا أصنع، هل هذه النواهي متعلقة بزمنه مثل تمشيط الشعر لأنه من المحتمل يقصد الإسراف بالزيت لأنه ربما كان غاليا ونادرا في زمنه؟ فأرجوكم أرشدوني سريعا.

الجواب:

الأحاديث التي تسيء الى مقام نبينا وتظهره بأنه كاره للحياة ولغير المسلمين أو أنه فظ غليظ هي روايات مكذوبة عليه، بدليل أن الله تعالى وصف نبيه في القرآن بأنه صاحب خلق عظيم:

﴿وَإِنَّكَ ‌لَعَلَى ‌خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4] 

وأنه كان مشفقا على قومه مؤمنهم وكافرهم:

﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ ‌رَسُولٌ ‌مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128] 

وكان يتحسر على إصرار الكافرين على كفرهم حتى كاد قلبه ينفطر لذلك فقال له ربه مواسيا:

﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ ‌حَسَرَاتٍ﴾ [فاطر: 8] 

وقد أثنى الله تعالى عليه لما اتصف به من لين ورحمة كانت سببا في قبول كثير من الناس لدعوته:

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ ‌لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159] 

كما أن هناك روايات وردت عن نبينا تظهر اهتمامه بالزينة ومظهره الخارجي ودعوته إلى التطيب ولبس الثياب النظيفة واهتمامه بنظافة بيته والأماكن التي يرتادها[1]، كما توجد روايات تبين تعامله الحسن مع غير المسلمين وإكرامه لهم، وتلك روايات صحيحة متوافقة مع ما وصفه ربه به في القرآن الكريم.

وعلى ضوء ما سبق فيمكننا القول أنه ليس كل ما روي عن نبينا صحيحا، لكنه يمكن معرفة الصحيح منها بسهولة، وذلك بقراءتها على ضوء كتاب الله تعالى، فما وافق الكتاب ومقاصده فهو صحيح، وما خالفه كان مكذوبا عليه ينبغي رده على راويه، وهذا المنهج فيه انتصار لنبينا الخاتم وتنزيه له عما افتراه عليه المفترون الذين كرسوا وقتهم وجهدهم لقتل نبوته وهدم دعوته، وهم الذين قال الله تعالى فيهم وفي أمثالهم:

﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ ‌عَدُوًّا ‌مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴾ [الفرقان: 31] 

*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على المقالتين التاليتين:

متى تكون الرواية عن النبي حجة ملزمة https://www.hablullah.com/?p=5191

قتل النبيين والنبوة https://www.hablullah.com/?p=3106

ـــــــــــــــــــــــــ

[1]  انظر مقالة (النظافة والطهارة في الإسلام) موقع حبل الله، https://www.hablullah.com/?p=1948

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.