حبل الله
لم لا يذكر القرآن الكريم أسماء النساء باستثناء مريم عليها السلام؟

لم لا يذكر القرآن الكريم أسماء النساء باستثناء مريم عليها السلام؟

السؤال:

لماذا لم يذكر القرآن الكريم أسماء النساء باستثناء مريم عليها السلام بينما يذكر أسماء الكثير من الرجال؟ أرجو بيان الحكمة من ذلك؟

الجواب:

القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ أو اجتماع، وإنما هو كتاب هداية للبشرية جميعا، فكان من أسلوبه الظاهر أنه لا يذكر من الأسماء إلا ما كان ضروريا في توصيل العبرة والعظة، فذكر الأسماء ليس هدفا لذاته.

ولما كان موضوع الهداية متعلق بالجدال بين الداعين والمدعوين تم ذكر بعض أسماء الأنبياء، وليس جميعهم:

﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ ‌نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾ [النساء: 164] 

ولم يرسل الله تعالى من النساء نبيات لأن هذه المهمة تقتضي جدال الجبابرة والمعاندين كما تقتضي الخروج للسفر والجهاد ، وهذه الوظائف قد أعفى الله تعالى منها النساء لما يتصفن به من الرقة والزينة، فهو رحيم بخلقه لا يكلف إنسانا فوق وسعه، ومعلوم أن النساء يشق عليهن تكليفهن بمهمة النبوة بما يتبعها من مكابدة ومعاناة.

وقد ذكر الله تعالى أسماء بعض رؤوس الضلال من الكفار كفرعون وهامان وقارون وأبي لهب، ولو كان من بين نساء العالمين من كانت رأسا في الكفر والضلال كهؤلاء لذكرت.

ولم يغفل القرآن الكريم الإشارة إلى بعض النساء سواء من المؤمنات أو الكافرات، حيث أشار إليهن بأسماء أزواجهن المذكورين في القرآن بسبب نبوتهم أو شقاوتهم، كزوجات بعض الأنبياء الشقيات، كامرأة نوح وامرأة لوط، أو زوجات بعض الأشقياء كامرأة فرعون المؤمنة وامرأة أبي لهب الكافرة.

فربما يكون عدم التصريح بأسماء النساء في القرآن الكريم لعدم وجود الأنبياء ورؤساء الضلال منهن.

والله تعالى أعلم

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.