حبل الله
هل تعدد الزوجات ينافي الفطرة؟

هل تعدد الزوجات ينافي الفطرة؟

السؤال:

ألم يخلق الله الناس بغريزة معينة تسمى الفطرة وقد قال الله تعالى إن الدين هو الفطرة، ودين الإسلام يقال إنه دين فطري فلا يخالف فطرة النفس البشرية، لكن أليست فطرة نساء العالم أجمع كراهتهن أن تتشارك أخرى معها في زوجها؟ فلماذا أباح الله شيئا كهذا ومن ثم لم يضع سوى شرط العدل! فمن حق الزوج أن يعدد ولو لم يكن هناك سبب لهذا التعدد أصلا!
كذلك يأتي الطب الآن ليخبرنا أن تعدد العلاقات قد يؤدي للأمراض الجنسية وقد يكون لإحدى الزوجات مرض فينتقل للباقيات من قبل الزوج!
كذلك فينما تكون النساء متاحات أمام الرجل لكن إن احتاجت إحداهن إليه لربما لا تجده لأن هذا ليس يومها، كذلك ما يحيرني كيف يتعامل الإسلام مع مشاعر المرأة فهي ليست سوى أداة لشهوات الرجل فما دام ينفق بينهن بالعدل فلن يسأله الله عن شيء بل سيكون عادلا كأنها دابة كل ما تحتاجه أن يطعمها ويسكنها في مكان، فمن يرضى بهذا لنفسه ومن حتى يرضى بهذا على بناته! فضلا عن عدم الاستقرار والوحشة التي لربما تعتري قلب إحدى النساء بسبب التعدد فكأن كل واحدة منهن تمتلك ربع رجل لا رجلا كاملا يكون سندا وعونا لها، هل النساء دواب أو جماد ليأخذ الرجل منهن ما طاب حتى أربع.. فهي إنسانة وكما أن تعدد الأزواج للمرأة ضد الفطرة كذلك تعدد الزوجات للرجل ضد الفطرة، فارجوا منكم الإجابة.

الجواب:

الإسلام عندما يشرع تشريعا يراعي جميع الجوانب المحيطة بالتشريع ولا ينظر في جهة ويتجاهل أخرى.

إن قياس تعدد النساء للرجل على تعدد الرجال للمرأة قياس مع الفارق الكبير فلا ينظر إليه.

كما أن دعوى انتقال الأمراض الجنسية عند تعدد العلاقات فلا يشمل تعدد الزوجات وإنما هو منحصر في العلاقات المحرمة ويدخل فيه تعدد الأزواج للمرأة الواحدة.

لا شك أن زواج الرجل من امرأة أخرى قد يضر بالمرأة الأولى بنقصان حظها في زوجها، لكن للتعدد ضمن ضوابطه الشرعية غايات وحكما مجتمعية تتعدى مصلحة الزوجة الأولى.

ولو كان التعدد فيه مضرة بجملة النساء لما قبلت امرأة أن تتزوج برجل متزوج من امرأة قبلها، ولما قبل به أحد لابنته، فحصول هذا دلَّ على أن التعدد ليس مما ترفضه فطرة البشر كما ذكرت في سؤالك، وإنما قد ترفضه الزوجة الأولى التي يغلب على ظنها تضررها من زواج زوجها من أخرى.

فبالرغم من لحوق بعض الضرر ببعض النساء إلا أن أخريات منهن يحصلن على فرصة للزواج قد لا تتحقق لهن لولا تشريع التعدد، كأم الأيتام والمطلقة ومن قضى أزواجهن بالحروب وحوادث العمل.

وبالنظر إلى مجموع المصالح المترتبة على تشريع التعدد يظهر جليا مراعاة الإسلام للفطرة البشرية بأبعادها المختلفة.

فتشريع التعدد ذكر لحل مشاكل اجتماعية كما جاء في قوله تعالى:

﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا ‌فِي ‌الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ [النساء: 3] 

يظهر من الآية أن الرعاية الحثيثة للأيتام قد تتطلب الزواج من أمهم، ومع ذلك فإن الآية تدعو الزوج إلى الاقتصار على زوجة واحدة إذا خشي عدم القدرة على العدل بين زوجاته، وهذا القيد يمنع إباحة التعدد على إطلاقه أو اعتباره فضيلة بعينه أو أنه الأصل في النكاح كما يزعم البعض.

وقد كان لنا مقالة مفصلة في موضوع التعدد ننصح بالاطلاع عليها ففيها الفائدة بإذن الله تعالى، وهي على الرابط التالي  https://www.hablullah.com/?p=1308

كما ننصح بالاطلاع على الفتاوى ذات العلاقة:

لماذا يشرع الله تعالى تعدد الزوجات بالرغم من أنه ليس في صالح الزوجة الأولى؟

https://www.hablullah.com/?p=7403

لماذا لا يجوز للمرأة أن تجمع بين رجلين في النكاح بينما يجوز للرجل أن يجمع بين زوجتين؟  https://www.hablullah.com/?p=6842

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.