حبل الله
لماذا لا يجوز للمرأة أن تجمع بين رجلين في النكاح بينما يجوز للرجل أن يجمع بين زوجتين؟

لماذا لا يجوز للمرأة أن تجمع بين رجلين في النكاح بينما يجوز للرجل أن يجمع بين زوجتين؟

السؤال:

لماذا لا يُسمح للمرأة في الإسلام بالتعدد إن كان زوجها عقيما أو به إي عيب أو لا يكفيها؟

الجواب:

أولا: تشريعات الله تعالى تتناسب مع طبيعة خلقه، فالذي خلق الرجل والمرأة أعلم بما يصلح عليه حالهما، يقول الله تعالى رادّا على من يشككون ببعض تشريعاته:

﴿أَلَا يَعْلَمُ ‌مَنْ ‌خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14] 

وقد أمر الله بالتزام مقتضيات الفطرة وعدم الخروج عليها قائلا:

﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ ‌لِلدِّينِ ‌حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 30] 

لقد خلق الله تعالى المرأة بطبيعة لا تحتمل أن يكون لها أكثر من زوج لا بدنيا ولا نفسيا حتى لو زعمت إحداهن ذلك، يقول الله تعالى:

﴿‌وَلَيْسَ ‌الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾ [آل عمران: 36] 

ومثل هذا الزعم إنما هو من وحي الشيطان الذي يعمل جاهدا على إفساد فطرة الإنسان كما حكاه القرآن لنا:

﴿لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ (إبليس) لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا. وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ‌وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ ‌وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 118-119] 

ثانيا: لو افترضنا زواج المرأة من رجلين معا فحملت بطفل، فلمن سيكون هذا الطفل أللزوج الأول أم الثاني؟.

إن زواج المرأة برجلين أو أكثر يؤدي إلى اختلاط الأنساب التي أمر الله تعالى بصيانتها، ذلك أن حفظ النسل بنسبه الصحيح هو أحد مقاصد الشريعة الكلية. يقول الله تعالى ممتنا على الناس بما شرعه لهم من ذلك بقوله:

﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ‌بَنِينَ ‌وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ [النحل: 72] 

إن اجتماع مائين من رجلين في رحم المرأة يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة عليها، حتى إن الإسلام قد منع المرأة المطلقة أو الأرملة من أن تتزوج بآخر قبل انقضاء عدتها، وذلك حفاظا على طهارة رحمها من زوجها الأول، وإعطائها الفرصة لتقبل زوج جديد.

هذه الطبيعة التي خلق الله تعالى عليها المرأة، وهي ذات الطبيعة التي خلقت عليها كل أنثى من الحيوان، ألا ترى أن أنثى الحيوان لا تقبل إلا ذكرا واحدا بينما الذكر منها لا يقتصر على أنثى واحدة؟. يقول الله تعالى:

﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا ‌أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنعام: 38] 

أما مسألة إن كان في الزوج عيب يخل بدوام الحياة الزوجية فللزوجة أن تنهي العلاقة الزوجية لتتمكن من الزواج من آخر بعد انقضاء عدتها، أما أن تجمع بين زوجين فلا يصح لما ذكرنا من موانع شرعية وفطرية، والإسلام لا يجبرها على البقاء مع زوجها حتى لو خلا من أي عيب.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.