حبل الله
كيف يكون الولد فتنة؟

كيف يكون الولد فتنة؟

السؤال:

روي عن رسولنا الكريم الحديث التالي:

“مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هذه البنَاتِ بِشَيءٍ فأَحْسَن إِلَيهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِن النَّار”.

وسؤالي لماذا استخدم النبي لفظ ابتلي في الحديث؟ هل يعتبر إنجاب الفتيات ابتلاء؟ كيف يريد الرسول عليه السلام أن يحبب الناس في إنجاب البنات و يقول إنهن بلاء؟ ألا يعد هذا من التنفير؟.

الجواب:

الحق أن الإنسان مبتلى في كل شيء؛ في إنجابه الذكر والأنثى وفي الغنى والفقر، وفي الصحة والمرض، وفي كل شيء. قال الله تعالى:

﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ ‌فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: 28] 

ولفظ الولد في العربية يطلق على الابن والابنة وإن نزلوا (الأحفاد)، فهم فتنة، أي ابتلاء، لأنه يلزمه تربيتهم التربية الصالحة وإلا سيحاسب على إهمال ذلك، كما يلزمه الإنفاق عليهم وتأمين الحماية لهم، وهذا ليس بالأمر الهيِّن.

ولا شك أن من ينجح في هذا الاختبار/ الابتلاء فله أجر عظيم، وهكذا نفهم الرواية، وقد جاء ذكر البنات في الرواية للتأكيد على عظيم أجر تربيتهن، ذلك أن إحسان تربية البنت يعني أنها ستنشئ أسرة فاضلة تُسهم في نماء المجتمع ونقائه.

واعلم أن الله تعالى كما يبلو الناس بالشر يبلوهم بالخير أيضا:

﴿وَنَبْلُوكُمْ ‌بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً، وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35] 

ذلك أن الابتلاء بالشر يُقابل بالصبر والاحتساب، والابتلاء بالخير يقابل بالشكر والبذل في سبيل الله.

ويمكن أن يكون لفظ  الابتلاء الوارد في الرواية هو من تصرف أحد الرواة، ذلك أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم يُنقل بالمعنى غالبا، فقد تتغير بعض الألفاظ عندما تنتقل الرواية من شخص إلى آخر، لا سيما أن الأحاديث نُقلت شفاهيا لأكثر من مئة عام بعد وفاة نبينا الكريم عليه السلام. لذا من الصعب الجزم بأن كل ألفاظ الرواية تصح نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.