حبل الله
دين الله واحد وأديان الناس متعددة

دين الله واحد وأديان الناس متعددة

دين الله واحد وأديان الناس متعددة

قال الله تعالى:

{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} (آل عمران، 19)، {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (سورة الروم، 30).

والإسلام هو دين الله تعالى وليس غيره، والدين هو فطرة الله التي فطر الناس عليها. إذَنْ لا بد أن يكون الدين الذي نزلت به كتبُ اللهِ جميعُها وبلَّغَهُ رسلُه كلُّهم دينا واحدا، وأن يوافق العقل والمنطق، والعلم والحكمة، والواقع والحقيقة. ولكن يوجد هنا فوق الأرض أديان مختلفة لا توافق أي واحد منها، بل يوجد في المسلمين معتقدات وأعمال لا توافقها، ولا يزالون عليها وإن خالفت عقولهم.

ذلك بأن الله تعالى أرسل إلى كل قوم رسولا لينذرهم. ولكن الشيطان قعد على رأس الصراط المستقيم لإغواء من أراد أن يتبع الرسول، ثم أتاه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فأكثرهم تبعه، ولم يقبلوا دعوة الرسول. ثم إن الشيطان لم يألُ جهدا في إغوائهم، حتى إذا مات الرسول ارتدَّ بعض القوم على أعقابهم والتحقوا بقافلة من لم يؤمنوا بالرسول أصلا. ثم بدأ بعض أتباع الرسول يخلطون آراءهم بدينهم، ولم ينظروا إلى الأمور بعقولهم بل بمشاعرهم وأحاسيسهم، ووزنوا المسائل بموازينهم وتركوا ميزان الله تعالى الذي أودعه في الفطرة وأنزله في الكتاب، فأبعدوا الدين عن طريقه القويم.

ثمَّ أتى الأولاد فقلدوا آباءهم تقليدا أعمى، وأضافوا إلى الدين بعض الإضافات من عند أنفسهم كما أضاف إليه آباؤهم، فخرج الدين عن كونه دين الله، وصار آلة لطبقة علماء السوء لإشباع طموحاتهم الفاسدة ولتحقيق أهدافهم الخبيثة. أما السلطة فقد أيَّدتهم لتقوية تحكمها على الناس، والعامة مشوا خلفهم طوعا أو كرها، ثم صارت آراء هؤلاء العلماء وأفعال هؤلاء السلاطين دينا لمن بعدهم. فحيئذ أرسل الله رسولا جديدا فأتى وبَلِّغَ رسالته، وذكَّر الناس بدينهم الأصلي. وتبعه من لا يرجو من الدين منفعة دنيوية من العوام من منتسبي الدين المنحرف[1]، وخالتفه الطبقة المنتفعة وأتباعهم ممن تمسكوا بمودة أسيادهم، ولم يزالوا على دينهم المنحرف. قال الله تعالى بلسان إبراهيم: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} (العنكبوت، 25). وهكذا حدث أديان عديدة، وأحدث الناس مذاهب كثيرة في كل دينٍ، ثم صار كل مذهب دينا على حدة، فبلغ الأمر إلى ما بلغ.

للمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة الأستاذ أنس عالم أوغلو (دين الله هو فطرته) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2981

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]{وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} هود 27. {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} الشعراء 111.

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.