السؤال: ما المقصود بالبُدن في قوله تعالى {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله} الحج 36؟
الجواب:
التقرب إلى الله تعالى بالأضحية لا يكون إلا ببهيمة الأنعام. قال الله تعالى:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (الحج، 27_28)
فهذه الآيةُ تُبيِّنُ أنَّ ما يُنحر هو الأنعام، ويكون ذلك في الأيَّام المعلومات، وهي أيَّام عيد الأضحى.
ثم بيَّن تعالى أن ما يذبح من الأنعام البدنُ وليس الهزيلة أو غير المكتملة بقوله تعالى :
{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ، فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ، كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (الحج، 36)
والبُدْنُ، هي ما اكتملَ سِنُّها من الأنعام وكانت سمينةً[1]، لذا جاء بيانُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لا يصحُّ أن يُذبحَ من الأنعام إلَّا المُسنَّةُ والتي لا عيبَ فيها بقوله : “لا تذبحوا إلَّا مُسنَّةً، إلَّا أن تَعسُر عليكم، فتذبحوا جَذعةً من الضَّأن “[2] وعلى هذا يستوي أن تكون البدن من الإبل أو البقر أو الغنم.
ولا يُطلق على الأنعام كلمةُ البدن إلَّا أن تكون كاملةَ السِّنِّ واللَّحم ولا عيب فيها. ولأنَّ الله تعالى طيِّبٌ لا يقبل إلَّا طيِّباً وَرَدَ نهيُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن ذبح ما يخلُّ بكونها مكتملةَ الأوصاف (بَدَنَة) بقوله:
“أربعٌ لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيِّن عورُها، والمريضة البيِّن مرضُها، والعرجاء البيِّن ضلعُها، والعجفاء- يعني الهزيلة- التي لا تنقى”[3].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر لسان العرب مادة بدن
[2] مسند أحمد (14348) (15280) وأخرجه مسلم (1963) ، وأبو داود (2797) ، وابن ماجه (3141) ، والنسائي 7/218، وابن الجارود (904) ، وأبو يعلى (2324)
[3] أخرجه الإمام أحمد (4/284، 289، 300) وأبو داود، كتاب الأضاحي، باب ما يكره من الضحايا (رقم 2802) ، والترمذي، كتاب الأضاحي، باب ما لا يجوز من الأضاحي (رقم 1497)
جزاكم الله خيرا