حبل الله
الصيام دون الصلاة

الصيام دون الصلاة

السؤال: هناك من يصوم في رمضان ولا يصلي لأنه متكاسل عنها،  فهل يُقبل صيامه؟ أم يترك الصيام حتى يصلي؟

الجواب: الصلاة عمود الدين وتركها كسلا من أشد المنكرات، لكن تركه للصلاة لا يترتب عليه عدم قبول الصيام، لأن الله تعالى أمر بهما أمرا مؤكدا، وعليه فإنه يكون قد قصر تقصيرا شديدا في تركه للصلاة وأحسن في صيامه، ولا يجوز له أن يترك الصيام أو أن يؤمر بذلك حتى يعود للصلاة، بل عليه أن يصوم ويستمر في الصوم وعليه أن يبادر للصلاة فإن همَّ عليها فإن الله تعالى سيعينه لقوله تعالى  {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت، 69)

وهناك من يقول بأن صيامه لا فائدة منه مستدلا بقوله تعالى {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام، 88) ولا يخفى ما في هذا الإستدلال من خلل إذ أن تارك الصلاة لا يعد مشركا لغة ولا شرعا، بل هو مقصر يجدر به أن يقرأ هذه الآيات {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (الزمر، 53_54)

كما يحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم  ” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر “[1] والمقصود بالترك هنا ترك الجحود وإنكار الفرضية بدليل قوله عليه الصلاة والسلام ” خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له “[2] فقد دل هذا الحديث أن تارك الصلاة تكاسلا لا يعد كافرا، وبالتالي فإنه يصوم ويؤمر بالصلاة ويذكر بحق الله عليه، فإن مات على ذلك مات عاصيا وشأنه إلى الله تعالى.

لمزيد من المعلومات اضغط الرابط  http://www.hablullah.com/?p=1122



[1] رواه أحمد (22937) وابن ماجه (1079) ، والترمذي (2621) ، والدارقطني 2/52، والحاكم 1/6-7، والبيهقي 3/366، والذهبي في “سير أعلام النبلاء” 17/594. والنسائي 1/231، وابن حبان (1454) ، والحاكم 1/6-7، وغيرهم. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

[2] رواه أحمد في مسنده (22693) وأخرجه ابن أبي شيبة 2/296 و14/235-236، والدارمي (1577) ، وأخرجه مالك في “الموطأ” 1/123، وعبد الرزاق (4575) ، والحميدي (388) ، وأبو داود (1420) ، والنسائي 1/230، ، وابن حبان (1732) وغيرهم.

 

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.