حبل الله
دور الكنيسة في المسيحية وأثره في الشرك

دور الكنيسة في المسيحية وأثره في الشرك

دور الكنيسة في المسيحية وأثره في الشرك
أ.د عبد العزيز بايندر
ما من نبي بعثه الله تعالى إلا وحذر من الشرك ظاهره وباطنه، حيث قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء،25)، ورغم ذلك فإنّ الشرك قد دهم قلوب أقوام كثيرين، وفي هذه المقالة القصيرة نسلط الضوء على دور الكنيسة في المسيحية وأثر ذلك في الشرك.
 يرى المذهب الكاثوليكي، أنّ”الكنيسة هي في المسيح بمثابة السر، أي العلامة والأداة في الاتحاد الصميم بالله ووحدة الجنس البشرى برمته”: غاية الكنيسة الأولى هي أن تكون سر الاتحاد الصميم بين البشر والله. ذلك أن الشركة بين البشر تتأصل في الاتحاد بالله. والكنيسة هي أيضا سر وحدة الجنس البشرى. وفيها ابتدأت هذه الوحدة إذ إنها تجمع بشراً “من جميع الأمم والأعراق والشعوب واللغات” (رؤ 7: 9)؛ والكنيسة في الوقت نفسه علامة وأداة” لتحقيق هذه الوحدة الكامل، تلك الوحدة التي من شأنها أن تأتى أيضا.[1]
موظفوا الكنسية عباد المسيح ومماثلون له. لأن أقوالهم هي أقوال المسيح، وإحسانهم هو إحسانه كذلك. وقد أُعطي لهم ذلك ليعطوا غيرهم.[2] 
وقد جرى بيني وبين أحد القساوسة البروتستانت حوار حول دور الكنيسة عند البروتستانت ، ظهر فيه أنّ الكنيسة هي الدّين بعينه.
والحوار كالتالي: قلت له: ما هي أهم الشروط التي يصبح بها الإنسان مسيحيا؟
قال: التعميد.
قلت: اكتملت شروط الإيمان عند شخص ما وقام بجميع العبادات، هل يعتبر مسيحيا؟
قال: لا، لأنه ولد محمّلا بالخطايا الأصلية التي ارتكبها آدم، فلا بد له أن يتخلص من جميع تلك الخطايا، ولا يتم ذلك إلا بالتعميد؛ فهو يخلصه ويضمّه إلى خلق الله.
قلت: تقدّم شخص إلى إحدى الكنائس للتعميد، ولم تقبل هذه الكنيسة تعميده لسبب أو لآخر، فذهب إلى كنيسة أخرى، فمات في الطريق. فما حكم هذا الشخص؟ هل يدخل الجنة أم لا؟
قال: هو يدخل النار؛ لأنه مات قبل التعميد.
قلت: شخص عُمِّد وهو صبي، ثم لم يذهب إلى الكنيسة حتى مات، وقد اقترف آثاما كثيرة، فما حكم هذا الشخص؟ إلى أين سيذهب؟ إلى النار أم الجنة؟
قال: هو سيذهب إلى الجنة. لأنه قد أصبح من خلق الله بالتعميد.
قلت: يوجد اليوم كثير من المسيحيين قد دخلوا في الإسلام، هل هم مسلمون في رأيك أم ما زالوا مسيحيين؟
قال: لا، هم ليسوا بمسلمين. وما زالوا مسيحيين، لأننا لم نخرجهم من الكنيسة.
قلت: تعني أنّ الشخص إذا أراد أن يترك المسيحية يحتاج الإذن من الكنيسة؛ أليس كذلك؟
قال: نعم، هكذا.
قلت: يدخل الشخص في هذا الدين بإذنكم ويخرج منه بإذنكم، فهو إذن ليس بدين الله بل هو دين الكنيسة.
فانتظرت منه ردا لكنه لم يفعل ..


[1] التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الفصل: 775.
[2] التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الفصل: 876.

تعليق واحد

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.