حبل الله
قطب الارشاد

قطب الارشاد

 قطب الارشاد
يقول الامام الرباني أن قطب الارشاد الذي يكون جامعا لكمالات الفردية أيضا عزيز الوجود جدا يظهر هذا الجوهر بعد قرون كثيرة وازمنة متطاولة وينور العالم الظلماني بنور ظهوره ونور هدايته وارشاده شامل لجميع العالم كل من يحصل له الرشد والهدية والإيمان والمعرفة من محيط العرش إلى مركز الفرش إنما يحصل من طريقه ويستفاد منه ولا تتيسر هذه الدولة لأحد بدون توسطه، نوره محيط لجميع العالم مثل البحر المحيط مثلا وهذا البحر كأنه منجمد لا يتحرك أصلا. فالطالب الذي متوجه إليه ومتخلص له أو هو متوجه إلى الطالب كأنه تفتح وقت التوجه روزنة إلى قلب الطالب فيصير بهذا الطريق ريانا من ذلك البحر على قدر توجهه وإخلاصه وكذلك من كان متوجها إلى ذكر الله تعالى ومقبلا عليه ولم يكن متوجها إلى ذلك القطب أصلا لا من جهة الانكار عليه بل لعدم معرفته به أصلا يحصل له مثل هذه الافادة لكنها في الصورة الأولى أزيد منها في الصورة الثانية وأما من كان منكرا عليه أو هو متأذ منه فهو وإن كان مشغولا بذكر الله تعالى وتقدس، ولكنه محروم من حقيقة الرشد والهداية. وانكاره هذا وأذيته يصير سدة في طريق فيضه، وحقيقة الهداية مفقودة فيه من غير أن يتوجه القطب العظيم الشأن إلى عدم إفادته ومنع استفادته وقصد ضرره بل فيه صورة الرشد فقط والصورة الخالية عن المعنى قليلة النفع والجدوى والذين فيهم محبة ذلك القطب واخلاصه وإن خلوا عن التوجه المذكور وذكرِ الله تعالى يصل إليهم نور الهداية والرشد بواسطة محبتهم فقط.[1]
كما يفهم مما سبق أن منكر القطب محروم من حقيقة الرشد والهداية حتى ولو كان مشغولا بذكر الله تعالى. والذي يحب القطب ويؤمن به بإخلاص يصل إلى نور الرشد والهداية حتى وإن خلوا عن ذكر الله تعالى. وهذا افتراء بين على الله تعالى. يقول الله تعالى: « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ. أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ. لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ» (هود، 11 / 18 – 24).


[1]   İmam Rabbânî, elMektûbât,Arapça nüsha, tarih ve yer yok, c. I, s. 254,

أضف تعليقا

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.