السؤال:
ما حكم ذكر الدعاء بعد التشهد الأخير : “اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، و من فتنة المحيا و الممات و من شر فتنة المسيح الدجال”، خصوصًا أن وجود المسيح الدجال من عدمه غير مؤكد تماما و لم يتم ذكره في القرآن الكريم؟
الجواب:
روي عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: “إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع: يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال”[1]
يجوز الدعاء بعد التشهد في الجلوس الأخير في الصلاة، لأن الأعمال الصالحة تختم بالدعاء. والمصلي يدعو الله بما شاء، و أعظم الدعاء هو الذي ذكره الله تعالى في كتابه الكريم.
أما الدعاء المذكور في الحديث ففيه من المخالفات ما يمنع صحة نسبة كل ما فيه للنبي عليه الصلاة والسلام، فيصح منه الاستعاذة من فتنة المحيا والممات ومن عذاب جهنم. أما عذاب القبر وفتنة المسيح الدجال فليس في كتاب الله تعالى ما يؤيد وجودهما، بل العكس هو الصحيح، فمجموع الآيات ذات الصلة تنفي وجود عذاب في القبر أو شيء اسمه المسيح الدجال.
وينبغي التنويه أن الحديث الواحد قد يحتوي على الصحيح وغير الصحيح بالرغم من حكم المحدث بصحة السند، لأن العبرة بالمحتوى لا بالسند، فعندما يُعرض الحديث على القرآن يظهر ما كان منه صحيحا أو مخالفا.
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على المقالات التالية:
متى تكون الرواية عن النبي حجة ملزمة
الأحاديث والروايات التي لا يوجد لها أساس في القرآن الكريم
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه مسلم (1/412، رقم 588) وابن أبى شيبة (7/489، رقم 37462) ، وأحمد (2/477، رقم 10183) ، وابن خزيمة (1/356، رقم 721) ، والبيهقى (2/154، رقم 2702)


أضف تعليقا