السؤال:
هل يجوز زواج الشاب من فتاة غير ملتزمة بالحجاب؟
بحثت في حكم هذا الموضوع على الانترنت فوجدت فتاوى تنهى عن هذا الفعل وإن قالت أنه يصح الزواج لكن يجب اجبارها على ارتدائه، وهو شيء مستحيل عمله، اذ لن تقبل به الفتاة وربما أهلها، وبالتالي يكون قد فشل الزواج قبل أن يبدأ !
في فتوى أخرى مثلا يقول المفتي أنه إذا تزوجها فعليه أن ينصحها فاذا لم تستجب للنصيحة فعليه أن يطلقها.
وبطبيعة الحال الزواج يستتبعه أمور أخرى مثل إقامة العرس وأخذ الصور وخروج الرجل مع زوجته أو زيارتهم لأقاربهم أو قدوم أقاربهم إليهم أو شراء ملابس لها وما إلى ذلك، وبطبيعة الحال تكون الصور معها حرام وربما إقامة الفرح في هذه الحال إعانة لها على المعصية.
لا أعلم ما هو الحق هنا ولا أريد أن انتقد فتاوى العلماء، ولكن هل معنى ذلك أن كل من تزوج امرأة غير ملتزمة يكون قد وقع في الإثم إما بعدم فرض الحجاب عليها أو بخروجه معها أمام رجال آخرين أو بإقامة العرس وأخذ الصور أو أخيرا بعدم طلاقها؟.
بارك الله فيكم وشكرا جزيلا.
الجواب:
زواج الشاب المسلم من فتاة غير ملتزمة بالحجاب هو أمر يتطلب فهمًا دقيقًا للشريعة الإسلامية، وأخذًا بعين الاعتبار جميع الأبعاد الشرعية والاجتماعية التي قد تترتب على هذا الزواج.
حكم الزواج:
- من حيث صحة العقد: الزواج من امرأة غير ملتزمة بالحجاب صحيح شرعًا، ما دام الزواج مستوفيا للشروط الأساسية مثل موافقة الولي وحضور الشهود وتسليم المهر. فعدم التزامها بالحجاب لا يبطل عقد الزواج.
- من حيث الأفضلية: يُفضل الزواج بامرأة ملتزمة بأوامر الله، ومنها الحجاب، لأن ذلك يعزز من استقرار الحياة الزوجية على أسس دينية قوية[1].
ما يجب على الزوج فعله:
- النصح والإرشاد: من واجب الزوج أن ينصح زوجته بالحجاب ويشجعها على الالتزام بأوامر الله بالحكمة والموعظة الحسنة. إذا رفضت الزوجة الالتزام بالحجاب بعد نصحه، فإن الطلاق ليس واجبًا.
- المحافظة على الأسرة: الزواج هو ميثاق غليظ في الإسلام، ويجب أن يكون القرار بناءً على تفكير عميق ورغبة في بناء أسرة قائمة على أسس صحيحة، فينبغي أن لا يكون تقصير الزوجة بعدم ارتدائها للحجاب سببا في الطلاق لا سيما أنه تزوجها وهي كذلك.
النقاط الأخرى المتعلقة بالزواج:
- إقامة العرس: يجب الحرص على أن يكون العرس والاحتفالات متماشية مع أحكام الشريعة، وإذا كان هناك قلق من مخالفة هذه الأحكام، فيجب تجنب المحرمات بقدر المستطاع.
- الصور والخروج مع الزوجة: إذا كانت الزوجة غير ملتزمة بالحجاب، فالواجب على الزوج تجنب أن يطلع الأجانب عنها على صورها، ولا يحرم عليه الخروج معها لأنها زوجته وهو مسؤول عن حمايتها، لكن الإثم يلحقها هي، ومع ذلك لا يسأم الزوج من نصحها وتشجيعها على الالتزام بالحجاب.
الخلاصة:
الزواج بامرأة غير ملتزمة بالحجاب ليس حرامًا في ذاته، لكنه يتطلب من الزوج حكمة وصبرًا في التعامل مع هذا الأمر. إذا كان الزوج قادرًا على النصح والإرشاد دون أن يؤدي ذلك إلى ضرر أكبر، فإن عليه أن يفعل ذلك بين الحين والآخر، فإن الكلمة الطيبة تؤتي ثمارها ولو بعد حين، قال الله تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [إبراهيم: 24- 25]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر مقالة (اختيار الزوج والزوجة) https://www.hablullah.com/?p=1299