حبل الله
مفهوم الطاعة في القرآن الكريم وعلاقته بطاعة الأب أو الزوج

مفهوم الطاعة في القرآن الكريم وعلاقته بطاعة الأب أو الزوج

السؤال:

عندما ننظر إلى المرأة في الإسلام نجد أن لها حقوقًا كثيرة ولكن في نفس الوقت نجد أنها مقيدة بطاعة الزوج وطاعة الأب. فمثلًا ليس حراما على المرأة أن تخرج للترويح عن نفسها أو لزيارة صديقاتها أو أقاربها أو ممارسة الرياضة _وطبعا هذا كله بالضوابط الشرعية_ ولكن في نفس الوقت إذا منعها زوجها أو أبوها من الخروج فيجب عليها أن تطيعهم. فماذا لو كانوا يتعنتون ويمنعونها من دون سبب أو لاعتقادات خاطئة عندهم؟ هل تطيعهم أيضا حتى لو كانت تعلم أنهم ظالمون في هذا المنع وأنه لا يعود عليهم ضرر بخروجها لما هو مباح وفيه مصلحة لها؟ وهل يأثمون إن فعلوا هذا؟ كذلك خروجها للتعليم، ماذا تفعل إذا كان يمنعها أبوها بحجة أن مكان المرأة هو بيت زوجها فقط.

ليس لدي اعتراض على أهمية الأسرة والزواج وأنه أولوية ولكن أليس مهمًا أن تتعلم؟ هل يجب أن تطيعهم في هذا؟ أرجو التوضيح لأن هذا الموضوع يؤرقني وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

تحدثنا كثيرًا في موقعنا عن مفهوم الطاعة الذي ما زال يُنظر إليه بمنظور المعتقدات الموروثة البعيدة عن دين الله تعالى التي أعطت للطاعة معنى تنفيذ الأوامر والنواهي دون اختيار ليصير معنى الطاعة مرادفًا للإجبار والإكراه.

والحق أن مفهوم الطاعة في كتاب الله تعالى يناقض هذا المعنى تمامًا، ويتبين ذلك من خلال قوله تعالى:

﴿ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ فصّلت (11)

فكلمة الطاعة (طوعًا) جاءت في مقابل (كرهًا) والسموات والأرض اختارت أن تمتثل لأمر ربها طواعية غير مكرهة، مما يعني أن الطاعة تعني الرضا والقبول بالأمر اختيارًا واقتناعًا وليس إجبارًا وإكراهًا.

فالإنسان الطائع هو المتقبل للأمر، ومنه العمل التطوعي، والمتطوع هو الذي يفعل الشيء من نفسه دون فرض أو حتى انتظار الأجر:

﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ البقرة (158)

وكالخدمة في الجيش للجهاد:

﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ..﴾ التوبة (79)

أو التطوع بالنوافل صدقة وصومًا في غير أوقات الفريضة أو الزيادة عليها.

والعجيب في الأمر أن الطاعة عند أكثر المذاهب عندما تتعلق بالله تعالى ورسوله أو الوالدين فإنه يُنظر إليها بمنظور مختلف تمامًا عن تعلقها بالزوج، فتحمل للأخير على معنى العبودية أو الاستبداد والسيطرة وإصدار الأوامر وفرض الزعامة، وكأن المرأة تعيش في معتقل أو تحت الإقامة الجبرية ولا يحق لها التنفس إلا بأمر الزوج وتنفيذًا لرغباته!

وزعموا أن المرأة التي لا تطيع زوجها هي ناشز (وأعطوا للنشوز معنى العصيان والتمرد وحرموا المرأة الناشز من حقوقها جزاء عدم طاعتها له)!!  وحصروا الطاعة في قوله تعالى ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾ النساء (34) وكأن الزوج أصبح معبودًا بعد الله تعالى! وحولوا الحياة الزوجية كسجن للمرأة لا تسمع فيه سوى الأمر والنهي دون أي اعتبار إلى لكلام الله تعالى وحكمته من تشريع الزواج.

إن المتدبر للفظ الطاعة في القرآن الكريم فسيجد أنه لم يأت موجهًا للنساء دون الرجال،

  • بداية من طاعة الله تعالى ورسوله:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ النساء (59)

فالخطاب موجه للذين آمنوا رجالًا ونساء، والملاحظ أن الطاعة لولي الأمر لم تأت على إطلاقها ولكنها مشروطة بطاعة الله تعالى ورسوله.

  • كما ورد لفظ الطاعة في حق الرسول نفسه:

﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ، وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَان…﴾ الحجرات (7)

يفهم من الآية أن الرسول كان يطيع أصحابه في بعض الأمور، فهل كان مكرهًا في ذلك؟! أم أنه كان يلبي رغباتهم ويطوع نفسه في احتياجاتهم حتى لو على حساب نفسه. وها هو كليم الله الذي آثر طاعة أمر العبد الصالح وعدم معصيته تأدبًا في طلب العلم:

﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾ الكهف (69)

فهل أطاعه تحت تهديد السلاح أم أنه تبعه طواعية ورغبة في التعلم بطيب خاطر؟!

  • وهو الأمر نفسه بالنسبة للفظ الطاعة الذي ذكر في حق النساء في قوله تعالى:

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ … فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ النساء (34)

وطاعتها إياه تعني رضاها وقبولها الصلح مع زوجها عن طيب خاطر منها، ولا علاقة لهذا بالجبر والإكراه.

والملاحظ أن لفظ الطاعة المطلقة بمفهوم التسليم الكامل لم يأت إلا لله تعالى ولرسوله، أما عن علاقة الوالدين فسميت إحسانًا:

﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..﴾ الإسراء (23)

مع ملاحظة أننا لا ننفي حق الوالدين في طاعتهم، لكنها كطاعة أولي أمر مشروطة ومقيدة بالمعروف، ويتبين ذلك من خلال قوله تعالى:

﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾ العنكبوت (8)

والشرك هنا لا يقتصر على عبادة وثن أو السجود لصنم، وإنما يشمل كذلك أمرهما بما يخالف ما أمر تعالى به من العلم والمعرفة وجميع حقوق الإنسان التي كفلها له خالقه من حرية اختيار مهنته أو زوجه أو بيته، وطاعتهم هنا مقيدة بالمعروف، فلا يطالب الولد بتنفيذ أمر ونهي والديه دون تفكر أو تعقل.

والعلاقة بين الزوجين لها مسميات أخرى غير الطاعة ومن ذلك:

﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ الرّوم (21)

والمودة والرحمة كلاهما مطلوب من الزوجين تجاه الآخر، ولا تقتصر على المرأة وحدها.

ومن أكبر الأدلة على ذلك، أن المؤمنين أمروا بطاعة الرسول الكريم بصفته رسولًا أي مبلغًا أمر ربه دون اجتهاد منه، أما بصفته نبيًا يتعامل مع الناس كرجل مطبق لسنة ربه فهو مثلهم قد يصيب أو يخطئ وعندئذ سوف تتقيد الطاعة بالمعروف ولن تكون على إطلاقها وذلك بدليل قوله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا….. وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ الممتحنة (12)

أما إن طلب النبي منهم شيئًا يخالف هذا المعروف بأن اجتهد في أمر ولم يصب فيحق مخالفته في هذا الأمر.

وهذا ما حدث بالفعل عندما طلب النبي من متبناه زيد أن يمسك زوجه ولا يطلقها:

﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ..﴾ الأحزاب (37)

كما يتبين من الآيات أن زيدًا لم يطع أمر النبي فطلق زوجه، مع ملاحظة أن النبي الكريم عندما أمر زيدًا  بعدم طلاق زوجه فقد كان أبوه بالتبني بالإضافة إلى كونه نبيًا ورسولًا، ولكن الزواج والطلاق من الأمور التي تعود لإرادة ورغبة الإنسان نفسه، ولا يحق لأحد أن يتخذ القرار نيابة عن غيره حتى لو كان أباه أو النبي الكريم نفسه، ولذا كان من حق زيد مخالفته لأن أمره لم يكن بصفته رسولًا مبلغًا عن ربه وإنما كان رغبة من النبي لخشيته من ظنون الناس فيه، لذا لم يطعه زيد، وكذلك عاتبه ربه في خشيته لغيره تعالى.

ومن هنا فإن الطاعة ليس مقصورة على المرأة كما تظن السائلة أو بمعنى أدق حسب المفهوم السائد الذي رسخته أكثر المذاهب، لكن الطاعة بمعناها الحقيقي متواجدة في حياة المؤمن الطائع لربه – ذكرًا كان أم أنثى – فتنعكس تلك الطاعة على  كل من حوله، وهي تتمثل في تلبية رغبات الأهل كالوالدين والزوج والإخوة والأولاد، وكل من الزوجين يطيع زوجه بالمعروف، وحتى الطاعة مطلوبة مع الأطفال الصغار حين يسارع الوالدان في تلبية طلباتهم وهم يفعلونها بطيب خاطر وبدون إكراه، بل إنهم يسعدون ويجدون الراحة في توفير كل احتياجات أولادهم، وينطبق المفهوم نفسه على بيئة العمل والصداقة والجيرة من تلبية ما يطلبه الرئيس والزملاء والأخلاء، والطاعة فيما يرضي الله تعالى ليس فيها إذلال لأحد أو انتقاص من شأنه، بل على العكس إذ تصبغ شخصية المؤمن باللين والرحمة أسوة برسولنا الكريم الذي قال عنه جَلَّ في عُلاه:

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ آل عمران (159)

وكثيرا ما كان يشاور أصحابه فيأخذ بما أشاروا به.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يصر الكثيرون على إعطاء الطاعة معنى الخضوع والخنوع والمذلة متجاهلين ما جاء في كتابه تعالى من الآيات البينات وما قيل في حق نبيه الكريم!!.

وعلى ذلك فإن منع الوالد ابنته أو الزوج زوجته من ممارسة حقوقها في الحياة، فينبغي أولًا أن تفكر وتنظر في سبب المنع، فإن كان سببه فساد المجتمع والخوف عليها من الأذى فطاعتهم هنا تؤدي لحماية نفسها ودرء الفتنة عنها؛ وينبغي ألا تنسى أن حمايتها بما حفظ الله تعالى والقيام عليها تقعان ضمن مسؤوليات الرجل، وهو محاسب عليها أمام الله تعالى إن فرط فيها، وتلك هي القوامة المأمور بها في قوله تعالى:

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾ النساء (34)

وهذا بالطبع ينطبق على الدخول والخروج في أوقات متأخرة أو مع صحبة غير صالحة، أو أماكن غير آمنة، فإن أمنت على نفسها فلها أن تتنزه وأن تفعل ما تريد ما دامت لا تعصي ربها، وفي الوقت نفسه نوصيها إن استطاعت أن ترضي والديها وزوجها ولو على حساب نفسها بألا تكثر من الخروج دون داع – قدر استطاعتها – فلتفعل أسوة بنبيها الكريم الذي كان من شدة لينه ورحمته بأهل بيته يُحرم على نفسه ما أحل تعالى له طاعة لرغبات أزواجه وابتغاء مرضاتهن، وسوف يرضيها رب العالمين برضا والديها عنها.

أما بالنسبة لطلب العلم فلا ينبغي أن يقف أحد أمام تحقيقه؛ فالعلم أول طريق الهداية، والعلماء هم أكثر الناس خشية لله تعالى، وعلى العكس تمامًا فإن الفتاة إذا تسلحت بالعلم فإنها تستطيع أن تدفع عن نفسها كثيرًا من الأذى لأنه يهيئها لتواجه المشكلات بكل شجاعة، كما أن التعليم لا يعود بالنفع فقط على المرأة وحدها وإنما يؤتي ثماره مع أطفالها، حيث تعمل على تربية جيل متزن يواكب عصره ويفيد مجتمعه مصداقًا لقوله تعالى:

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ، وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ المجادلة (11)

ومن ثم فإن الوالد يأثم إن منع بناته من التعليم وكذلك الزوج إن منع زوجته، وإذا تعلق الأمر بمستقبل الفتاة فعليها أن تدفع حجتهم بحجة الله البالغة:

﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ النحل (125)

وإن تعارض الرأيين، فلا مفر من أن تقرر الفتاة ما تشاء إن كانت قادرة على مواصلة التعليم بدون مساعدة أبيها أو زوجها، لأن الإنسان هو المسؤول عن اختياره وتبعات اختياره سواء في دنياه أو آخرته:

﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ النجم (39)

والمحاسِب هو رب العالمين:

﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ. ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ﴾ النجم (41)

وختامًا:

فإن المرأة المؤمنة الملتزمة بأمر ربها هي التي  تحسن إلى والديها دون إذلال، وتتحلى بالمودة والسكينة والرحمة مع زوجها بغير خنوع، وتعطف على أولادها دون تفريط بحقها، مع ملاحظة أن هذا لا يعني أنها سوف تعيش في جنة لا تعب فيها ولا نصب، وإنما تستطيع بفضل الله تعالى وتعاليم كتابه أن تتغلب على المشكلات والعقبات ليتحقق وعد ربها:

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ النحل (97).

وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة

الموقع: حبل الله  www.hablullah.com

الباحثة: شيماء أبو زيد

 

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.