السؤال:
أعلم أن هناك مواقع تتربح من الإعلانات وكان قد ورد في ذهني تساؤل وهو هل لو تصفحت موقع من المواقع الإخبارية الغربية الداعمة للكيان المحتل أو شاهدت فيديوهات على اليوتيوب للأحداث الجارية من وجهة نظرهم فهذه القنوات والمواقع قد تربح الأموال نتيجة زيارتي أو مشاهدتي، ومن المعلوم أيضا أن كثيرا مما يقولونه سب للمقاومة أو كذب على الناس، فهل أكون بذلك آثم لأنهم تربحوا بسببي؟
الجواب:
قد يتابع المسلم الأخبار من مواقع أجنبية داعمة للأعداء ليعرف وجهة نظرهم بما يجري في العالم من أحداث وتطورات، وربما يكون هدفه معرفة وجهة النظر المخالفة ليتكون عنده تصور صحيح لتلك الأحداث، أو ليتخذ خطوات احترازية من أذى قد يلحقه منهم.
إن السعي وراء المعرفة يلزمه عدم وضع العوائق أمامها كالقول بتحريم زيارة المواقع الأجنبية لأنها داعمة لجهات معادية للمسلمين، وإلا لحرم كل تعامل تجاري مع غير المسلمين لأنه يصب في النهاية في مصالحهم كما يصب في مصالح المسلمين.
لكن هذا لا يمنع أن يقاطع المسلم المواقع التي تدعم الحرب ضد المسلمين إذا كان بالإمكان الوصول إلى المعلومات اللازمة من مواقع أخرى لا تعادي المسلمين أو أنها أقل عداء.
وفي المحصلة يمكننا القول أن مسألة المقاطعة تعود إلى تقدير المسلم نفسه، فإن رأى أنها ذات نتيجة إيجابية على المسلمين دون أن تفوته منافع معينة من زيارتها فله مقاطعة تلك المواقع، لكنه لا يُلزم بها على وجه القطع لعدم وجود الدليل على ذلك من كتاب الله تعالى.
الممنوع هو إمداد الكفار المحاربين بالسلاح والأموال التي تعينهم على حرب المسلمين، لقوله تعالى:
﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة: 9]
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على الفتوى المتعلقة (التجارة مع غير المسلمين) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=2937