حبل الله
لما يشعر المرء بالغصة عند الخسارة؟ وهل الرزق مقرون بالعمل؟

لما يشعر المرء بالغصة عند الخسارة؟ وهل الرزق مقرون بالعمل؟

السؤال:

أعمل بشركة دعاية وتأتي مشاريع نتنافس فيها أنا وزملائي ليأخذ كل فرد منا المشروع لنفسه ويأخذ مكافأة المشروع، وثلاثتنا قد عملنا بجد واجتهاد ومنافسة قوية، وفي النهاية لم يأخذوا مشروعي لكنهم أخذوا مشاريع زملائي وتمت مكافئتهم، وأنا لم أخذ شيئًا بل كلمات عتاب أن المشروع لم يتم اختياره! مع أنني تعبت تعبًا شديدًا في هذا المشروع ليتم بيعه، ولأول مرة أشعر أنه لماذا؟! وعلى الرغم من صغر الموقف لكنني شعرت بنقطة سوداء بقلبي لا أريدها! كيف نصبّر أنفسنا على أنه من الممكن أن تعمل ولا تأخذ ما تتمناه؟ وأيضا أنها أرزاق؟ هل الرزق مقرون بالعمل؟ وكيف تظل سعيدًا وراضيًا بما قسمه الله تعالى لك ولا تشعر أنك ظُلمت في أي موقف؟ لأنني للأسف شعرت بهذا على الرغم من أن الله أكرمني بالكثير والكثير من المشاريع بفضله وكرمه، ولكني أردت أن أسأل ليكون جوابكم المرجع الذي أرجع إليه عند التعرض لمثل هذه الموقف. وشكرًا

الجواب:

نشكر السائلة الكريمة على ثقتها في موقعنا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا وإياها سواء السبيل، وفي الحقيقة فإن السائلة قد أجابت على سؤالها حين قالت أن الله تعالى قد أكرمها وأعطاها الكثير وأنها أرزاق، ولكن ما جعلها تشعر بالغصة في قلبها ليس ضيق الرزق في حد ذاته وإنما غياب بعض المفاهيم أو اختلاطها لديها ولدى الكثير من الناس.

  • أولى تلك المفاهيم اختلاط مفهوم الابتلاء عند أكثرنا وحصره في مصيبة الموت فإذا سمعوا بموت أحد رددوا (إنا لله وإنا إليه راجعون) وقد نسوا أن البلاء يأتي في كل شيء حتى في مشاعر الخوف ولحظات الضيق والأرق التي تنتاب المؤمن مصداقًا لقوله تعالى:

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ البقرة (155-157)

وأن الظلم والاضطهاد هو نوع من الابتلاء الذي وقع على أكثر الرسل والأنبياء، وفي هذا يقول تعالى:

﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ، مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ البقرة (214)

  • كذلك مفهوم الرزق الذي جعله الله تعالى من شؤونه لكل المخلوقات:

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ العنكبوت (60)

والرزق بالفعل مقرون بالعمل – بالطبع نتحدث عن الرزق الحلال – ولكنه ليس بالضرورة أن يكون مساويًا له، وإنما الأمر متروك فيه لتقدير الرزاق العليم، فقد يعمل البعض أعمالًا شاقة ورزقه ليس بالكثير والعكس صحيح، وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الخبير بقلوب عباده الذي قال:

﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ، إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ الشورى (27)

وسعة الرزق أو ضيقه له أسباب كثيرة بيّنها لنا سبحانه وتعالى في كتابه ونذكر منها بعض الأمثلة:

  • فقد يكون الرزق وفيرًا لتقوى صاحبه مصداقًا لقوله تعالى:

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ الطلاق (3)

وقد يكون الرزق بغير حساب، وقد ضرب لنا تعالى مثالًا بأطهر نساء العالمين التي أحصنت نفسها:

﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا، كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا، قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا، قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ آل عمران (37)

  • وكذلك الرزق مقرون بعمل الصالحات أو تركها، كإكرام اليتيم وإطعام المسكين أو عدم فعله يكون سببًا في سعة الرزق أو ضيقه؛ ولذا ينبغي على الإنسان أن يتفكر في نفسه وما يقدمه من عمل قبل أن يتساءل عن رزقه ويدَّعي إكرام ربه أو إهانته له مصداقًا لقوله تعالى:

﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ. كَلَّاۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ….﴾ الفجر (15: 17)

  • وكذلك من أسباب سعة الرزق وضيقه كسب الإنسان، كأن يقصر في شيء أو يرتكب معصية ما مصداقًا لقوله تعالى:

﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا، وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ. أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ الرّوم (36-37)

  • وكذلك الكفر بمعنى النكران والجحود، حيث أن كثيرًا مِن الناس مَن يعمل وعند حصوله على الرزق الوفير ينسى فضله تعالى وتوفيقه أن منحه القدرة على التفكير والإبداع وعلمه ما لم يعلم، ويعتقد أن نجاحه وتفوقه من عند نفسه نظرًا لعلمه وذكائه وقدراته فيقع في فتنة الإنكار والجحود:

﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ، بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ الزمر (49)

ولو شكر لتحقق  وعده تعالى له حين قال:

﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ إبراهيم (7)

  • بالإضافة إلى تعجل الإنسان وعدم صبره وهلعه من الفتن، ورغم أنه تعالى يبلونا بالشر والخير: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةًۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ الأنبياء (35) لكن أكثر الناس يفرح عند ابتلائه بالخير ويحسبه نوعا من التكريم ويجزع عند ابتلائه بالشر ويحسبه إهانة كما بينت سورة الفجر وينسى أن كليهما ابتلاء وقال تعالى في وصف هؤلاء:

 ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ المعارج (19: 21)

ولكنه تعالى قد استثنى منهم: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ المعارج (22) المتصفين بالصفات التي ذكرتها سورة المعارج.

  • إلى غير ذلك من أسباب سعة الرزق وضيقه، والإنسان المؤمن يستطيع أن يدركها بالنظر في نفسه؛ فإن قصر فليعد حساباته ويتدارك تقصيره، وإن لم يجد تقصيرًا أو معصية فليعلم أنه تقدير وابتلاء وأن يدرك أن هناك حكمة من المنع لا يعلمها وربما يحيط بها لاحقا وربما لا، وقد قيل في الأثر (لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع) وهو ما يؤيده القرآن الكريم في قوله تعالى:

﴿وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ البقرة (216)

ولذا على المؤمن أن يكون إما شاكرًا أو صابرًا في المنح أو المنع يقينًا منه بعدل ربه وأن لا يحزن على ما فاته أو يفرح بما أتاه امتثالًا لقوله تعالى:

﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَاۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ الحديد (22: 23)

الفرح المقصود هنا هو المقرون بالخيلاء والفخر ولازم هذا نسيان فضل المنعم.

  • ومن هنا فإن الحوادث التي يمر بها الإنسان لا تحدث من قبيل المصادفة وإلا قد نسبنا عبث الخلق لرب العالمين:

﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ المؤمنون (115)

وإنما هناك رسائل ربانية يرسلها لنا أحكم الحاكمين سواء في المنح أو المنع، وعلى المؤمن الحق أن يدرك ذلك ولا يقع في فخ الشيطان إن ضاق رزقه أو فشل في بلوغ أمر سعى إليه فيكون ممن قيل فيهم:

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ، فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ الحج (11)

وأن نوقن حق اليقين في عدله تعالى وأننا إذا داومنا على الصبر والصلاة فسوف يؤتينا خيرًا مما أخذ منا مصداقًا لقوله:

﴿إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ الأنفال (70)

وأن يجتهد ويواصل العمل ولا يجعل البلاء عائقًا أمامه فيخرجه من رحابة الرضا إلى ضيق اليأس، امتثالًا لأمره:

﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ التوبة (105)

وأن يصدق أصدق القائلين حين قال:

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ الكهف (30)

وذلك في الدنيا والآخرة:

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ النحل (97)

  • ولا يتسنى عند تصحيح بعض المفاهيم أن ننسى مفهوم الرضا الذي يظن الكثير أنه يقف عند رضاه سبحانه وتعالى عنا، ولكن الرضا يكمن في رضاه عنا ورضانا عنه جل جلاله والذي يتحقق بقبول قضائه بنفس راضية والصبر على بلائه، فإن رضي الإنسان سعد وإن لم يرض شقي في دنياه وآخرته؛ إذ أن السعادة الحقيقية لا تأتي دائمًا بما أُعطي الإنسان وإنما قد تنبع من الرضا مما حُرم منه، وقد تأتي رغم الظلم أو الاضطهاد أو التكذيب تصديقًا بكلمات الله تعالى ووعده بالنصر، وهؤلاء هم الصادقون الذين قيل فيهم:

 ﴿قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ، لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ المائدة (119)

  • أما بالنسبة للسؤال عن كيفية تحمل تلك الابتلاءات، فمن رحمته سُبْحَانَهُ وتَعَالَىٰ أن علمنا السبيل إلى التغلب عليها حتى قبل أن يعلمنا ما هو البلاء حين قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ البقرة (153)

ثم ختم آية البلاء بعد الرضا به وبشارة الصابرين بقوله سبحانه:

﴿أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ، وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ البقرة (157)

والمتدبر للآيتين يجد ملمحًا غاية في الأهمية عندما جعل الله سبحانه صبرنا وصلاتنا في مقابل صلواته تعالى علينا ورحمته بنا وهدايتنا إلى صراطه المستقيم واليقين بإنزال السكينة والرضا في قلوبنا، وفي ذلك فلينافس المتنافسون.

وختامًا: فإن المؤمن الذي يتمسك بدينه وكتابه لا يضيع الله تعالى أجره حتى لو ضيعه الناس:

﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ الأعراف (170)

فالمؤمن يفوض أمره لربه ويثق أنه لا يستطيع أحد أن يمنع عنه رزقا قد ساقه الله تعالى إليه مصداقًا لقوله:

﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ، يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ يونس (107)

إن كتاب الله تعالى (القرآن) هو الشيء الوحيد الذي يبث الطمأنينة في قلب المؤمن الشاكر وينزع منه الخوف:

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ، أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد (28)؟!

جعلنا الله وإياكم ممن تطمئن قلوبهم بذكره وما نزل من الحق.

وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة

الموقع: حبل الله  www.hablullah.com

الباحثة: شيماء أبو زيد

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.