أ.د عبد العزيز بايندر
أسرى الله تعالى بمحمد (عليه السلام) ليلا ليُريَه بعض آياته من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في السماء السابعة (الإسراء ۱٧/۱). وقد رأى هناك جبريل مرة ثانية الذي كان قد رآه للمرة الأولى عندما تلقى الوحي الأول (النجم ٥۳/۱٥). يُسمّى سفره إلى السماوات بالإسراء والمعراج. ليست هذه معجزة. فقد يصعد إليها كل من يحصل على القوة اللازمة (الرحمن ٥٥/۳۳). آية الموضوع الأساسية هي:
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (الإسراء ۱٧/۱)[1]
الإسراء
تعتبر كلمة (إسراء) مشتقة من الجذر (سرِي) ويعطى لها معنى “المشي ليلاً”. وبما أن كلمة (ليل) واردة أيضًا في الآيات التي وردت فيها أفعال من جذر الإسراء، فمن الخطأ إعطاء معنى “السير ليلا” لهذه الكلمة. والكلمة مشتقة من “سراة” أي “أعلى كل شيء”[2]. لأن جميع الأفعال الواردة من الجذر إسراء في الآيات تعني “الرفع إلى أعلى درجة”.
اثنتان من تلك الآيات فيهما أمران للوط عليه السلام ” فَاَسْرِ بِاَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ الَّيْلِ!”(هود ۱۱/٨۱ ، الحجر ۱٥/٦٥). يوجد في التوراة أيضا (التكوين ۱٩/۱٧) مماثل هذا الأمر “لألاّ يؤثّروا من سحب الرماد التي ستشكل بثورة البركان”[3].
وفي الآيات الثلاثة الأخرى التي وردت فيها الكلمة، يوجد الأمر الذي أُعطي لموسى: ” اَسْرِ بِعِبَاد۪ي!” (طه ۲۰/٧٧ ، شعراء ۲٦/٥۲ ، دخان ٤٤/۲۳). بين ضفة البحر الأحمر ومصر التي سيأخذ موسى بني إسرائيل إليها، حيث توجد سلاسل جبلية يزيد ارتفاع بعض أماكنها عن ۲۰۰۰ متر[4]. ولا يمكن الوصول إلى البحر الأحمر دون عبور تلك الجبال. وختاما فإن الفعل “أسْرَى” فيما يتعلّق بالآية التي ورد فيها عروج محمد عليه السلام إلى السماء السابعة لا يعني إلا “أصعد إلى الأعلى”.
المعراج
المعراج يعني واسطة الصعود[5]. الملائكة والأرواح تصعد بها إلى السماء. الآيات ذات الصلة:
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ[6] سَنَةٍ (المعارج ٧۰/۱-٤).
الأرواح في هذه الآية، هي الأرواح التي تأخذها الملائكة من المتوفين. قال الله تعالى:
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً[7] حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا[8] وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ . ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (الأنعام ٦/٦۱-٦۲)
الإنسان يتكون من بنيتين مختلفتين، واحدة منهما جسد والأخرى روح. كل واحدة منهما تعني نفس (الزمر ۳٩/٤۲). تُنفخ الروح في رحْم الأم بعد اكتمال بنيان الجسد. من تلك اللحظة يصبح الإنسان مختلفا ويتحوّل مخلوقا يمكنه أن يسمع ولديه بصيرة وفؤاد (المؤمنون ۲۳/۱۲-۱٤ ، السجدة ۳۲/٧-٩). الجسد مثل جهاز الحاسوب، حيث تتمثل الحياة بالكهرباء التي تمنحه القوة، أما الروح فمثل نظام تشغيل الحاسوب، فهي لا تحافظ على المعلومات التي يتخذها الإنسان فحسب، بل تمنحه أيضًا الميزة على استخدام تلك المعلومات والوصول إلى معلومات جديدة.
انقباض الروح من الجسد يسمى بــ”وفاة”. تنقبض الروح من الجسد على شكلين؛ الأول في النوم والآخر في الموت. تعود روح النائم إليه إذا استيقظ، أما روح المتوفى فلا تعود إليه إلا في الآخرة عندما يخلق الجسد من جديد (المؤمنون ۲۳/۱۰۰ ، الزمر ۳٩/٤۲ ، التكوير ٨۱/٧). ولا تدخل الروح إلى جسد آخر. وعند البعث يخلق الجسد بذات ميزاته حتى أطراف الأصابع ستكون على ميزتها القديمة (القيامة ٧٥/۳-٤).
الآية المتعلقة بموت عيسى عليه السلام وصعود روحه إلى السماء هي:
إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ[9] ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ . فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ . وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (آل عمران ۳/٥٥)
لأن عيسى عليه السلام سيقول كلمته الأولى بعد موته في حضرة الله تعالى يوم القيامة، فالوفاة المذكورة في هذه الآية هو موته. فهو لن يحضر إلى الدنيا مرة أخرى. الآيات التي تتحدث عن كلمته الأولى بعد موته هي:
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ[10]. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (المائدة ٥/۱۱٦-۱۱٨)
تصعد الملائكة بأرواح الذين ماتوا على الكفر بالمعارج ولكن لا تُفتح لهم أبواب السماء. قال الله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ، وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (الأعراف ٧ /٤۰)
وكما يظهر من الآية، عندما يوضع جسد الميت في القبر، تُرفع روحه إلى السماء.
المسجد الأقصى / المسجد الأبعد
الله تعالى الذي أسرى بمحمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه بعض آياته فقد أظهر تلك الآيات في قمة السماء السابعة بجانب سدرة المنتهى حيث تقع الجنة قريبا منها (النجم ٥۳/۱٨). يجب أن يكون هذا سبب تسميته بالمسجد الأقصى. وقد لا يكون هناك إلا معبدا للملائكة، لأنها أيضا مكلفة بالعبادة (الأعراف ٧/۲۰٦ ، النحل ۱٦/٤٩-٥۰ ، الذاريات ٥۱/٥٦). والذي يخطـئ _مثل إبليس_ يُطرد من وظيفته (الأعراف ٧/۱٨). الآيات المتعلقة بالموضوع هي:
لن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للهِ[11] وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ[12] وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا[13]. (النساء ٤/۱٧۲-۱٧۳)
البيت المعمور / البيت الذي لا تنقطع فيه العبادة
كلمة “بيت” التي وردت في ۱٤ آية جاءت بمعنى مكان للإقامة[14]. اثنتان منها جاءتا بمعنى أفراد البيت كما يلي “أهل البيت”[15]. أحد عشر منها متعلقة بالكعبة و محيطها حيث تقام فيها عبادة الحج والعمرة. أيضا يتم تعريف تلك الأماكن على أنها المسجد الحرام و”البيت الحرام” من أجل المحرمين الذين يقومون بمناسك الحج والعمرة (المائدة ٥/٥ ،٩٧).
الحرام الشيء الممنوع[16]. ولأن هذه الكلمة تُستخدم بمعنى المكان الذي يمنع فيه المس بالنفس والمال فإن “البيت الحرام” يكون بمعنى المكان الذي يُبقى فيه دون قلق على الأمن (البقرة ۲/۱۲٥-۱۲٦ ، المائدة ٥/۲ ، الحج ۲۲/۲٥).
وردت عبارة “البيت المعمور” في هذه الآية فقط:
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (الطور ٥۲/٤)
كل مسجد تقام فيه العبادة فهو بيت معمور (التوبة ٩ /۱٧-۱٨). “البيت المعمور” مسجد يعج بالعبادة والعباد دائماً، حيث لا يوجد مثل هذا المسجد في العالم، لأنها تهلك بالانحراف عن غرضها (البقرة ۲/۱۱٤). وهكذا هُدمت الكعبة من طوفان نوح بسبب تمرد الناس على الله ورسله، بعد مدة طويلة بُنيت من جديد على يد إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام على أسسها القديمة (البقرة ۲/۱۲٧). بعد أن أُظهِر لإبراهيم أماكن الحج أي مناسك الحج (البقرة ۲/۱۲٨)، أُعلن أن الحج بدأ من جديد (الحج ۲۲/۲٦-۲٩). بعد ذلك تحول المكان هناك إلى عُشّ للشرك (التوبة ٩/۱٧-۱٨). ولهذا السبب لم يرد لفظ البيت المعمور للكعبة وما حولها في أي آية.
المقر الأساسي للملائكة هي السماوات (الدخان ٤٤/۱- ٦ ، القدر ٩٧/۱-٥). وهم مكلفون بالعبادة مثل الناس (النساء ٤/۱٧۲-۱٧۳ ، النحل ۱٦/٤٩ ، الذاريات ٥۱/٥٦). ومن يخطؤون مثل إبليس يطردون من وظيفتهم (الأعراف ٧/۱٨) فلا يستطيع أحدهم اجتياز حتى السماء الأولى (الصفات ۳٧/٧-۱۰). ولهذا السبب، لا يستطيع أحدهم أن يقوم بأي نشاط لمنع دوام العبادة في البيت المعمور.
بما أن مفهوم “البيت المعمور” يتضمن اللاحقة (ال) التي تضيف معنى العهد أي المعلومية إلى الكلمة، فلا بد أن يكون مسجداً مذكوراً في القرآن. والمسجد الوحيد الذي نعلم أنه موجود في السماء هو المسجد الأقصى. ولهذا لا يمكن أن يكون البيت المعمور غير المسجد الأقصى. روى أنس بن مالك عن نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:
“البيت المعمور في السماء السابعة. يدخلها كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليها أبدًا”[17].
وردت فيها كلمة “بيت” في أربع عشرة آية لكن لم يُحلف إلا بـ”البيت المعمور” وهذا بالتأكيد يدل على أهميته. وبعد “البيت المعمور” يُقسم أيضاً بـ”السقف المرفوع” (الطور ٥/٥۲). وهذا دليل آخر على أن هذا المسجد في الطابق السابع من السماء، كما يمكن رؤيته تحت عنوان “جنة الـمأوى” ، فإن السقف المرفوع هناك هو الجنة.
سدرة المنتهى
سدرة المنتهى هي شجرة السدرة في النقطة الأخيرة. شجرة السدرة توجد في الدنيا أيضا (السبأ ۳٤/۱٦). السدرة التي تخلو من الشوك وظلّها بارز توجد في الجنة أيضا. قال الله تعالى:
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ[18] مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ. فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ. وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ. وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ. وَمَاء مَّسْكُوبٍ. وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ. لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (الواقعة ٥٦/۲٧-۳۳)
السماء السابعة التي تقع قرب الجنة مثل الأرض. ولهذا السبب توجد سدرة المنتهى في قمّة السماء السابعة، وقد وازن الله تعالى بين السماوات والأرض (الرحمن ٥٥/٧) وقد خلق الله الأرض أيضا مثل السموات. الآية المعنية هي:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (الطلق ٦٥/۱۲)
وفقا لهذه الآية يجب أن تكون الأرض سبع طبقات مثل السموات، وأن تكون السموات أيضا كروية مثل الأرض، وأن تكون الطبقة السابعة من السماء مملوءة من الماء والنبات والحيوانات، مثل الأرض، وأن يكون كنز كل شيئ في السماء (الحجر ۱٥/۲۱) وأن يكون نزول الحديد والأنعام (الإبل والقر والغنم) من السماء دلائل هذا (الأنعام ٦/۱٤۲-۱٤٤ ، الزمر ۳٩/٦ ، الحديد ٥٧/۲٥).
الطبقة الأولى من السماوات تقع فيها النجوم، وهي الملأ الأعلى أي مَجمع الملائكة العظام، حيث تتم إدارة الدنيا من هناك وتُـحفظ جميع السجلات هناك (الواقعة ٥٦/٧٥-٨۰).
يمكن مراقبة البنية المتكاملة للطبقة الأولى من الأرض. تبدو البروج التي تتكون من عناقيد النجوم الزخرفية كثيرة (الحجر ۱٥/۱٦). من الممكن أن تُحسب كل الجهات وخطوط الأرض بــاستخدام النجم القطبي (النحل ۱٦/۱٦). يمكن الاستفادة من نجوم أخرى بسبب أن زاوية النجوم مع الأرض لا تتغير (الأنعام ٦/٩٧).
الشمس والقمر يسبحان في فلكيهما (يس ۳٦/۳٨-٤۰) ويتحركان حسب حساب (الرحمن ٥٥/٥). إن التغير المستمر لزاوية الشمس مع الأرض وطول ظلها (الفرقان ۲٥/٤٥) لا يخلق الفصول فحسب، بل يتيح أيضًا إجراء العديد من الحسابات (الرحمن ٥٥/٥-٩).
جنة الـمأوى
تأتي كلمة المأوى بمعنى المكان الذي يسكن، لذا فإن جنة المأوى هي الجنة التي سيخلد فيها المؤمنون. كلمة مأوى وردت في اثنتين و عشرين أية، ثلاثة منها للجنة[19] والأخرى لجهنم. وعلى هذا يمكن القول بأن الجنة والجحيم في السماوات الآن. قال الله تعالى:
وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (الذاريات ٥۱/۲۲)
يسمّى أعلى كل شيء بكلمة “سماء” في اللغة العربية[20]. بحسب الآية فإن الجنة هي الجزاء الموعود للمؤمنين (النساء ٤/۱۲۲) ، والجحيم هي الجزاء الموعود للكافرين وللمنافقين (التوبة ٩/٦٨) وكلاهما في الأعلى أي فوق الطبقة السابعة من السماء. وفي يوم القيامة ستطوى السموات، وستقرَّب الجنة وستسعر الجحيم (الشعراء ۲٦/٩۰-٩۱ ، ق ٥۰/۳۱ ، النازعات ٧٩/۳٦ ، التكوير ٨۱/۱۱-۱۳).
عرضُ الجنة كعرض الأرض والسماوات. قال الله تعالى:
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (۳/۱۳۳)
لا تشكل الكواكب طبقة سماوية منفصلة، فهي زخارف الطبقة الأولى من السماء (الصافات ۳٧/٦). كل طبقة من طبقات السماء السبع المحيطة بالعالم أكبر من الطبقة السابقة، والإنسان الذي لا يستطيع أن يحسب حجم الطبقة الأولى، لن يستطيع أبداً أن يحسب حجم الجنة التي يبلغ عرضها عرض السماوات السبع والأرض. إن وقوع الجنة في أعلى السماء السابعة يجعلها سقفا لها. وهذا دليل آخر على أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد صعد إلى آخر نقطة في السماء السابعة.
رؤية محمد عليه السلام لجبريل
جبريل هو الملك الذي أرسله الله تعالى بالآيات إلى محمد عليه السلام مثل كل نبي[21]. يُسمّى بجبرائيل في اللغة التركية. بما أن الله تعالى قد أذن للشيطان في القعود على الصراط المستقيم، فإنه يوسوس للأنبياء وللرسل الذين كانوا على الصراط المستقيم كما يفعل مع جملة المؤمنين[22]. ولهذا السبب عندما كان يحضر جبريل بالوحي إلى النبي كان يأتي مع مجموعة من الملائكة الذين يحرسون الأنبياء من تدخل الشيطان. نتعلّم هذا من الآيات التالية:
عَالِمُ الْغَيْبِ[23] فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا[24]. إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ[25] فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (الجن ٧۲/۲٦-۲٨)
نزل القرآن على محمد عليه السلام مفرقا على مدى ۲۳ عاما، حيث إنه من غير الممكن أن لا يعرف جبريل الذي جاء به والملائكة الأخرين طول هذه المدة. وقد رُوي في الأحاديث أن جبريل كان يحضر أحيانا في صورة شخص جميل[26]. وهكذا قد جاء إلى مريم أمّ عيسى عليهما السلام[27]. ويمكن أنه قد حضر بأشكال مختلفة لا نعرفها.
ورد في القرآن الكريم أن محمدا عليه السلام رأى جبريل مرتين ، أولهما أثناء تلقيه الوحي الأول في جبل النور، وثانيهما كان قرب سدرة المنتهى، وهما المرتان اللتين رآه فيهما بشكله الحقيقي. روي عن نبينا الكريم ما يلي:
رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ، وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ، يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ[28]
الآيات التي تشرح رؤية محمد عليه وسلم لجبريل هي:
وَالنَّجْمِ[29] إِذَا هَوَى[30]. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى . وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى[31]. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى[32]. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى . مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (النجم ٥۳/۱-۱٧)
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ[33]. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ[34]. وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ . وَلَقَدْ رَآهُ[35] بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ[36] (التكوير ٨۱/۱٩-۲۳)
بحسب رؤية محمد عليه السلام لجبريل مرة ثانية في السماء السابعة فإن المزاعم بأن محمدا ركب المركب الذي يسمى بالبراق مع جبريل، وأنه ذهب أولا إلى المسجد الأقصى في القدس، وبعدها صعد معه إلى كل طبقات السماء، وأنه التقى بالأنبياء كلها مزاعم غير صحيحة. حيث لم يوجد مسجد أيضا بـإسم المسجد الأقصى في عهد محمد عليه السلام[37].
الطرق التي تذهب إلى السماوات
توجد طرق سبعة تذهب إلى السماوات. قال الله تعالى:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (المؤمنون ۲۳/۱٧).
أولئك الذين يدخلون من أبواب السماء سيتم الارتقاء بهم على الفور:
لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ[38]. وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ[39]. لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ[40] (الحجر ۱٥/۱۳-۱٥)
هذا يعني أن واحدا من أبواب السماء قد فُتح لمحمد عليه السلام في ليلة وتم الارتقاء به إلى السماء السابعة بالمعراج فيه. وقد تم التعبير عن هذه الرحلة في أحاديث كثيرة بأنها ارتفاع بالنبي إلى السماوات من المسجد الحرام[41].
الصعود إلى السموات ممكن
بحسب الآية التالية فإنه يمكن للناس والجان أن يصعدوا إلى السماوات إذا كان لديهم القوة اللازمة:
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمن ٥٥/۳۳)
الكلمة “قطر” لا يقتصر معناها على الضلع والحافة [42] فحسب، بل تعني أيضًا الخط الذي يمتد من أحد أطراف الدائرة إلى الطرف الآخر، ويمر بمركزها[43]. بما أن الأرض كروية فإن محيطها هو قطرها. وبحسب القرآن فإن السماوات قد خلقت كمثل الأرض (الطلاق 65/12). فبموجب هذه الآية يمكن للمرء أن يمر عبر أقطار السماوات السبع والأرض. طالما امتلك القوة اللازمة.
يوجد مثال لكل شيء في القرآن[44]. كان قوم نوح مثالا على صعود الإنسان إلى السماوات، لقد رأوا السماوات السبع والشمس والقمر بأعينهم. فقد قال نوح عليه السلام لقومه:
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا . وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (نوح ٧۱/ ۱٥-۱٦)
ويفهم من هذه الآية أن نوحاً عليه السلام قد رآها أيضاً، حيث كان العلم والتكنولوجيا متقدمين للغاية قبل طوفان نوح. لقد طلب الله تعالى من نوح عليه السلام أن يصنع سفينة، فلما أتم الصناعة أمره أن يضع في السفينة زوجا من جميع الكائنات الحية على الأرض (هود ۱۱/٤۰، المؤمنون ۲۳/۲٧). نظرًا لأن طوفان نوح قد غطى العالم بأكمله، فقد تطلب الأمر معرفة وتكنولوجيا لا يمكن تصورها للذهاب إلى الأماكن التي تعيش فيها جميع الكائنات الحية على الأرض للتعرف على الذكر والأنثى من كل نوع وأخذ زوجين منها وإحضارهما إلى السفينة، ومن ثم إنشاء مخزن للمواد الغذائية ومساحة للمعيشة لكل زوجين من تلك الكائنات على متن السفينة.
هذه الـمعلومات كان من المفترض أنهم تعلموها من أبي البشر آدم عليه السلام، لأنّ الله قد علمه كل علوم السماوات والأرض فجعله بذلك أعلم من الملائكة (البقرة ۲ /۳۰-۳۳)، وقد تلقى ذلك العلم بالكتابة (العلق ٩٦/۱-٥).
إذا تم الدراسة على الآثار السومرية والأكادية بشكل كاف فيمكن فتح الطريق للوصول إلى تلك المعلومات، وإذا تم إجراء بحث جدي فيمكن العثور على سفينة نوح أيضا. واحدة من الآيات المتعلقة بتلك السفينة هي:
وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ[45] (القمر ٥٤/۱٥)
لا تزال تلك السفينة موجودة كـآية حتى اليوم. قد تكون المعلومات التي آدم عليه السلام بالقلم موجودة في تلك السفينة أيضا. إذن يجب أن تكون المهمة الأولى هي العثور على تلك السفينة.
حادثة المعراج ليست معجزةً
المعجزة هي حادثة خارقة للطبيعة يظهرها الله تعالى على شخص ليثبت أنه رسول الله، وليس للمعراج وجهة كهذه. بل إن نبينا الكريم لم تكن له معجزة حسية، وأنّ هذه الحادثة ليست معجزة أيضا. وقد بينت الآيات التالية هذه الحقيقة:
وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ[46] إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ[47] وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا[48]. وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ[49] وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ[50] إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ[51] وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا (الإسراء ۱٧/٥٩-٦۰)
وهذا يعني أن الآيات التي أظهرها الله تعالى لمحمد (صلى الله عليه وسلم) في المعراج كانت مجرد سبب لابتلاء الناس. وكانت الخرافات حول المعراج أيضًا من خيال أولئك الذين خسروا هذا الاختبار.
الخاتمة
ليُرِيَ الله بعضا من آياته الكبرى لمحمد عليه السلام رفعه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في الطابق السابع من السماء في ذات ليلة (الإسراء ۱٧/۱). آيات الله قسمان؛ واحدة منهما مخلوقة وأخرى مُنزلة. كل ما خلقه الله فهو آية (الجاثية ٤٥/۳-٦). الآيات المنزلة هي كتبه (فصلت ٤۱/۳٩، الشورى ٤۲/۱۳-۱٤). توجد بين الآيات المنزلة والمخلوقة رابطة لا تنقطع. مجال دراسة العلم هي آيات الله التي خلقها، فإذا أمكن الاستفادة من الآيات التي أنزلها الله في دراسة الآيات المخلوقة فسنصل ما مستوى من التطوّر يفوق الخيال.
المصدر الرئيسي للمعادن ولكل شيء هي السماوات (الحجر ۱٥/۲۱). اللباس الأول الذي ستر الجسد وزينه قد نزل من السماء (الأعراف ٧/۲٦) كما نزل الحديد والأنعام (الإبل والبقر والغنم) منها أيضا (الزمر ۳٩/٦).
من المهم عدم اعتبار رحلة محمد عليه السلام إلى السماء معجزة. لو كانت معجزة لما استطاع أحد الصعود إلى هناك، حيث يمكن لأي شخص لديه القوة اللازمة أن يصعد إلى هناك أو أن ينزل في أعماق الأرض (الرحمن ٥٥/۳۳).
الترجمة إلى العربية: عمر شاهين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
۱ تم استعمال فن الالتفات في هذه الآية. والالتفات هو إجراء تغيير غير متوقع في الشخص والأسلوب من أجل إثارة الاهتمام ولفت الانتباه إلى أهمية الموضوع. المعنى المناسب لنص الآية هو:
عبارة “آياتنا” جاءت بضمير المتكلم الجمع، “بعبده” جاءت بضمير الغائب المفرد، “باركنا” بضمير المتكلم الجمع، والهدف من من استخدام صيغة الجمع للمفرد هنا هو التعظيم.
۲ راغب الأصفهاني، المفردات، دمشق و بيروت، ۱٩٩۲، مادة (سرى).
۳ عمر فاروق هارمان، لوط، الموسوعة الإسلامية لـوقف الديانة التركي.
٤ صونا دوغانر، مصر، الموسوعة الإسلامية لـوقف الديانة التركي.
٦ المعتبر في القرآن هو السنة القمرية التي تبلغ حوالي ۳٤٥٬٥ يومًا (التوبة ٩/۳٦). إن اليوم عند الله كألف سنة (الحج ۲۲/٤٧). إذ إن الفترة بين موت الإنسان الأول والقيامة عند الله هي خمسون ألف سنة. ٥۰۰۰۰x ۳٥٤٬٥۰۰=۱٧٧۲٥۰۰۰۰۰۰. وسيكون حوالي سبعة عشر مليار وسبعمائة وخمسا وعشرين مليون سنة.
٨ ويعتقد أن ملكاً موجود اسمه عزرائيل، لكن هذا الملك لم يذكر في القرآن والأحاديث الصحيحة. هناك الملائكة المسؤولة يقبضون الأرواح (الأنعام ٦/٦۱، البخاري، الجنائز، ٦٩، الأنبياء، ۳۱؛ مسلم، الفضائل، ۱٥٧، ۱٥٨؛ الترمذي، التفسير، ٧؛ ابن ماجه، الجهاد ۱۰، أحمد بن حنبل، المسند، ۲/٢٦٩،٣٥١؛ ٤/۲٨٧؛ ٥/٣٩٥).
٩ الذين يتبعون عيسى ليسوا الذين يعتبرونه ابن الله، بل الذين يؤمنون بأنه عبد الله ورسوله.
۱۰ الغيب هو ما لا يمكن إدراكه بالحواس أو لا معلومات عنه (المفردات مادة “غيب”).
۱۲ المقرّب هو الذي يعدّ الله قريبا من الله تعالى من الملائكة والناس، عيسى عليه السلام من المقربين (آل عمران ۳/٤٥).
۱٧ أحمد بن حنبل، المسند، رقم الحديث: ۱۲۱۰۰.
۱٨ أصحاب اليمين يدخلون في الجنة ويستفيدون من نِعَمها (الإسراء ۱٧/٧۱ ، الواقعة ٥٦/٩۰-٩۱ ، الحاقة ٦٩/۱٩-۲٤ ، المدثر ٧٤/۳٩-٤۰ ، الانشقاق ٨٤/٧-٩).
۱٩ السجدة ۳۲/۱٩ ، النجم ٥۳/۱٥ ، النازعات ٧٩/٤۱.
۲۱ البقرة ۲/٩٧-٩٨ ، النساء ٤/۱٦۳-۱٦٥.
۲۲ الأنعام ٦/۱۱۲ ، الإسراء ۱٧/٧۳-٧٥ ، الحج ۲۲/٥۲-٥۳.
۲۳ الرعد ۱۳/٩ ، السجدة ۳۲/٦ ، الحشر ٥٩/۲۲ ، التغابن ٦٤/۱٨.
۲٤ الأنعام ٦/٥٩ ، هود ۱۱/۱۲۳ ،النحل ۱٦/٧٧ ، النمل ۲٧/٦٥.
۲٦ أحمد بن حنبل، المسند ۲ /۳۲٥ ؛ ٤ /۱۲٩، ۱٦۱؛ مسلم، “المساجد” ۱٦٦ ، ۱٦٧.
۲٨ أحمد بن حنبل، المسند ، ۳٧۲۰.
۲٩ معنى أصل كلمة (هَوَى) هي الفجوة بين السماء والأرض (ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم (٦۳۰-٧۱۱)، بيروت، لسان العرب). ويصبح النجم القطبي الموجود دائمًا في هذه الفجوة مرئيًا عندما تنحسر أشعة الشمس.
۳۰ في هذه السورة، كما في العديد من السور الأخرى، يؤكد الله على أهمية شيء آخر من خلال القسم على شيء ذي قدر. ما المقدر هو “النجم” التي يتم تحديدها باللاحقة “ال” النحل 16/16. وحقيقة استخدام هذا النجم في إيجاد الطريق في الآية يدل على أن النجم هنا هو النجم القطبي.
۳۱ أعلى جبل حول مكة هو جبل النور الذي فيه يقع غار حراء (مادة “حراء”، الموسوعة الإسلامية لـوقف الديانة التركي). عندما ينظر من الكعبة فإن الأفق الأعلى هو قمة ذلك الجبل. وبينما كان محمد (صلى الله عليه وسلم) يعتكف للعبادة في غار حراء في أعلى الجبل، قد رأى جبريل (عليه السلام) في الأعلى، ثم نزل جانبه جبريل وأبلغه الوحي الأول.
۳۲ كلمة “قوس” في هذه الآية تساوي وحدة القياس “ذراع”، أي المسافة من المرفق إلى طرف الإصبع الأوسط (لسان العرب).
۳٤ البقرة ۲/٩٧ ، النحل ۱٦/۱۰۲ ، الشعراء ۲٦/۱٩۲-۱٩٤.
۳٦ أعلى جبل حول مكة هو جبل النور حيث يقع غار حراء (مادة “حراء”، الموسوعة الإسلامية لـوقف الديانة التركي). عندما ينظر من الكعبة فإن الأفق الأعلى هو قمة ذلك الجبل. وبينما كان محمد (صلى الله عليه وسلم) يعتكف للعبادة في غار حراء في أعلى الجبل، قد رأى جبريل (عليه السلام) في الأعلى، ثم نزل جانبه وأبلغه الوحي الأول.
۳٧ نبي بوزكورت، مادة “المسجد الأقصى”، الموسوعة الإسلامية لـوقف الديانة التركي.
۳٨ الأنفال ٨/۳٨ ، فاطر ۳٥/٤۳ ، غافر ٤۰/٨٥.
٤۰ الأنعام ٦/٧ ، ۱۰٩-۱۱۱ ، يونس ۱۰/٩٧.
٤۱ البخاري، التوحيد، ۳٧، الأنبياء ٥، مناقب الأنصار، ٤۲، بدء الخلق ٦، الصلاة ۱، حاج ٧٦؛ مسلم، الإيمان ۲٦۳ ، ۲٦٤؛ النسائي، الصلاة ۱، رقم الحديث:٤٤٧.
٤۳ السيد شريف الجرجاني (ت ٨۱٦هـ)، التعريفات، بيروت، ۱٤۰۳هـ. ۱٩٨۳م. س. ۱٧٨.
٤٤ الإسراء ۱٧/٨٩، الكهف ۱٨/٥٤ ، الروم ۳۰/٥٨ ، الزمر ۳٩/۲٧.
٤٥ المؤمنون ۲۳/۳۰ ، الشعراء ۲٦/۱۲۱-۱۲۲، العنكبوت ۲٩/۱٥، الحاقة ٦٩/۱۱-۱۲.
٤٦ الإسراء ۱٧/٩۰-٩٥، الأنبياء ۲۱/٥.
٥۰ الإسراء ۱٧ /۱ ، النجم ٥۳/۱۳-۱٨.
٥۱ هذه الشجرة هي شجرة الزقوم (الصفات ۳٧/٦۲-٧۰، الدخان ٤٤/٤۳-٤٦، الواقعة ٥٦/٥۱-٥۲).