السؤال:
لدي حساب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي و للأسف منذ فترة وأنا صغير في السن كنت أغتاب وأسخر من بعض الأشخاص أنا وأصدقائي في المحادثات والرسائل الخاصة، ولا أدري كم عدد هذه الرسائل. فهل يجب علي البحث عنها ومحاولة إزالتها أم يكفي التوبة فقط؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
لا شك أن المبادرة في التوبة هي دليل على توفيق الله تعالى للعبد، وإن إظهار الندم على المعصية والعزم على عدم الرجوع إليها ورد الحقوق المادية أو المعنوية إلى أصحابها هي شروط التوبة النصوح، قال الله تعالى:
﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 39]
إن التوبة من الذنب المرتكَب بحق الآخرين يكون بإصلاح ذلك الضرر، فإن كان نفسيا فيكمن الإصلاح بالاعتذار وطلب المسامحة من الشخص المتضرر، وبتغيير نهج التعامل معه للأفضل، فإن المعاملة الحسنة كفيلة بمحو آثار الأخطاء السابقة. وهذا أحد صور الإصلاح المذكور في الآية التالية:
﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 119]
إذا تيسر للسائل الكريم مسح تلك المنشورات فهو تمام التوبة، وإن لم يتيسر فيكفيه الاستغفار، أما إن كانت تلك المنشورات قد أساءت للغير في وقتها فيلزم تطييب خاطرهم وطلب المسامحة منهم كما ذكرنا، ذلك أن الكلمة الطيبة تمحو الضغينة وتعيد الاعتبار لمن أخطأ المرء بحقهم.