حبل الله
هل الإفرازات البيضاء اليومية التي تنزل من النساء تبطل الوضوء؟

هل الإفرازات البيضاء اليومية التي تنزل من النساء تبطل الوضوء؟

السؤال:

هل الإفرازات البيضاء اليومية التي تنزل من النساء غير الحيض والاستحاضة تبطل الوضوء؟

الجواب:

بين الله تعالى ما ينقض الوضوء بقوله:

﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى ‌سَفَرٍ ‌أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا، فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ، مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 6] 

فهذه الآية تنص على أن الوضوء ينتقض بما يخرج من الجسم في الخلاء (البراز والبول والريح). إن خروج الإفرازات البيضاء من المرأة يوميا لا ينقض الوضوء لأنه ليس مما يحدث في الخلاء. ولم يرد حديث صحيح عن نبينا الكريم، ولا نقولا عن الصحابة أو التابعين يدل على أنه ينقض الوضوء.

والإفرازات المهبلية عبارة عن مواد تحمي بيئتها أو تساعد في وظائفها، إفرازات الأنف (المخاط) والفم (اللعاب) والعين (الدموع) والأذن وغيرها، فالإفراز المهبلي هو إفراز فسيولوجي يجب أن يكون موجوداً؛ وعدم وجوده يُحدث المرض في الجسم.

المهبل هو أحد الفتحات الثلاث الموجودة في المنطقة الجنسية عن النساء. الفتحتان الأخريان واحدة منتهى القناة البولية في الأمام، التي تأتي من المثانة. والثانية في الخلف وهي فتحة الشرج المتصلة بالمستقيم، وهو الجزء الأخير من الأمعاء الذي يتيح إخراج البراز. والمهبل عبارة عن فتحة وسط بين هاتين الفتحتين.

إن إخراج الفضلات من فتحة الشرج والإحليل يحدث بالإرادة المباشرة. فلدى الإنسان الإرادة لطردها أو عدم طردها باستخدام عضلاته المختلفة. لكنه ليس لديه مثل هذه الإرادة فيما يتعلق بتدفق الإفرازات المهبلية. لأنه لا يوجد نظام عضلي، أو نظام صمامي، أو نظام يسمى بالعضلة العاصرة يسمح بالانقباض لمنع طردها، فخروج الإفرازات يحدث بدون إرادة.

تلك الإفرازات بيضاء اللون، ليس لها رائحة، وهي لزجة مثل المخاط، والمخاط هو تعبير ينطبق على الإفرازات من الأنف والمهبل، حيث إنه لا يسبب الحكة ولا يسبب التهيج، مما يعني أنه لا يسبب أي إزعاج للأنسجة التي يلامسها. هذه الميزة غير موجودة في البول والبراز. فالبول والبراز مضران حقاً، لأنهما يحتويان على بعض المواد الضارة والكائنات الحية الدقيقة التي إن تُركت دون تطهير ستحدث ضررا في الغالب.

والخلاصة لا يمكن قياس الإفرازات المهبلية البيضاء اللزجة على البول، وبالتالي فإنه لا يأخذ حكمه، وإنما يلحق بإفرازات الأنف لأنه يشبهها في تركيبته ووظيفته وطريقة خروجه فيأخذ حكمه بأنه غير ناقض للوضوء.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.