حبل الله
هل يجب على المتوفى عنها زوجها عدم الخروج من بيت الزوجية فترة العدة؟

هل يجب على المتوفى عنها زوجها عدم الخروج من بيت الزوجية فترة العدة؟

السؤال:

من فضلكم أريد أن أعرف سبب بقاء المرأة المتوفى زوجها في المنزل وعدم خروجها منه، أليست العدة مرتبطة بعدم الزواج فما دخل عدم الخروج من المنزل؟ أرجو الشرح والتوضيح من فضلكم !

الجواب:

المطلوب من المعتدة أن لا تتزوج أثناء العدة، ويلزم ذلك أن لا تُبدي رغبةً في الزواج، والعرفُ يحدَّدُ ماهيَّة إبداء الرَّغبة به، لذا ينبغي لكلِّ معتدةٍ أن تتجنَّب ما يعدُّ إظهارا للرَّغبة في الزَّواج في عرف بلدها.

ولا يُطلب منها غير ذلك، فلها أن تسكن في أيِّ بيتٍ شاءت وأن تذهب إلى عملها أو السوق أو التنزه وغير ذلك.

والعدة من وفاة الزوج مدتها أربعة أشهر وعشرة أيام، لقوله تعالى:

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (البقرة، 234)

فيجوز لها أن تمضي العدةَ في بيتها أو في أي بيت آخر، لأنّ البقاء في بيت الزَّوج المتوفَّى شُرع حقا للمرأة فلا يصح للورثة إخراجها منه، لكنها لا يلزمها البقاء فيه، يُفهم هذا من قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ، فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة،240)

أما إلزام المرأة المتوفى عنها زوجها بالبقاء في بيت الزوجية فقد قال به بعض الفقهاء دون دليل من كتاب الله تعالى، ولعلهم استندوا إلى عرف المجتمعات التي عاشوا فيها، أو إلى روايات غير صحيحة عن نبينا الكريم.

وعلى كل حال فلا ينبغي الالتفات إلى أي رأي يخالف ما في كتاب الله تعالى، حيث نصت الآيات التي ذكرناها على وجوب تربص المرأة أثناء العدة الذي يعني انتظار انتهاء العدة لتتمكن من الزواج، ولا يلزمها غير ذلك، ولو كان يجب عليها أمورا أخرى لبينها الله تعالى في كتابه:

﴿ وَمَا كَانَ ‌رَبُّكَ ‌نَسِيًّا﴾ [مريم: 64] 

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.