حبل الله
مفسدات الوضوء

مفسدات الوضوء

السؤال:

ما هي مفسدات الوضوء جميعها؟ مع دليل لكل منها رجاء، فلم أجد دليلا على أن الدم والنوم والإفرازات (للنساء) مفسدة للوضوء.

الجواب:

إن مفسدات الوضوء أو نواقضه قد بينها الله تعالى في كتابه في آية الوضوء:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا، وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ، مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ المائدة (6)

وبحسب الآية فإن نواقض الوضوء هي:

  • الجنابة التي توجب الطهارة بالاغتسال: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾
  • المجيء ﴿من الْغَائِطِ﴾ والإنسان حين يذهب إلى الغائط بعيدًا عن الحضور فيكون للبول أو البراز أو لتفريع البطن من الغازات.
  • التلامس ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ وهو بمعنى العلاقة الزوجية، وقيل هو ما دون ذلك كالتلامس بين الزوجين بشهوة؛ لأن التلامس يدل على التفاعل ولذلك لا ينطبق على ما عداه من مجرد اللمس بالسلام أو العناق.

أما بالنسبة للنوم والدم والإفرازات التي تخرج سواء أكانت من الرجل أو المرأة (فيما عدا المني الناتج عن الجنابة الذي يترتب عليه الغسل) فهو نوعان:

  • نوع يتم إفرازه نتيجة التلامس وبالتالي يترتب عليه نقض الوضوء.
  • نوع آخر يتم إفرازه نتيجة التعب أو الإرهاق أو الالتهابات وغير ذلك خاصة عند النساء فهذا لا ينقض الوضوء.

وهناك بعض الأشياء اليومية التي تستخدمها النساء لعدم وصول الإفرازات إلى الملابس الداخلية منعًا لتكون الجراثيم وحفاظًا على جفاف المكان ومنعا لانبعاث الرائحة منه.

  • وأما النوم فهو ليس ناقضًا للوضوء في حد ذاته وإنما لأنه مظنة خروج الغازات التي تنقض الوضوء، لأن النائم لا يشعر بما يخرج منه أثناء نومه، فلو أخذ الشخص غفوة ولم يكن نومًا عميقًا مستغرقًا فلا ينتقض وضوؤه لأنه شبه واعٍ، وكذلك لو نام قاعدا لأنه لا يخرج منه الريح في تلك الحالة.
  • وأما الدم فلا ينقض الوضوء سواء أكان بسبب جرح أو جاء نتيجة لعملية جراحية للرجل أو المرأة، أو خرج من رحم المرأة لأي سبب.

وعلينا التنويه إلى أن الإفرازات والدم وإن كانت لا تعد من نواقض الوضوء لأنها تخرج من الإنسان ولا يستطيع التحرز منها أو منعها كإفراز العرق من الجسم لكنها إذا تسببت في خروج رائحة كريهة من الإنسان فعليه بتطهير ثوبه أو تغييره إن أمكن له وتنظيف مكان الدم أو الإفرازات أو العرق، ذلك لأن طهارة البدن والثياب مطلوبة من المؤمن في كل الأوقات:

﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ المدّثر (4)

فما بالنا بالصلاة التي أمرنا سبحانه وتعالى أن نتزين عند أدائها:

﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ..﴾ الأعراف (31)

والزينة لا تكمل بغير طهارة البدن والثياب، وفي تحري الطهارة تعظيم لشعائره تعالى:

﴿ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ الحج (32)

وخاصة الصلاة التي يقف الإنسان فيها أمام ربه يناجيه ويدعوه ليطهر قلبه وبهذا يكون المؤمن قد جمع بين طهارة الظاهر والباطن:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ‌التَّوَّابِينَ ‌وَيُحِبُّ ‌الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222] 

وكل إنسان يتطهر بحسب ما تيسر له دون تكلف أو إسراف، وهذا ما يريده تعالى من عباده حين خفف عنهم وأمرهم بالتطهر وبالتيمم حال عدم وجود الماء أو عدم القدرة على استعماله دون أن يكلفهم ما لا يطيقون دفعا للحرج، وقد قال عقب الأمر بالوضوء والتيمم:

﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.