حبل الله
معنى كلمة (الناس) في كتاب الله تعالى

معنى كلمة (الناس) في كتاب الله تعالى

السؤال:

أفيدوني جزاكم الله عنا كل خير عن معنى الناس في كتاب الله، وهل بحسب سياق الكلام يفهم معناها؛ فتارة يفهم منها الرجال والنساء وتارة فقط الرجال؟
ولكم مني جزيل الشكر

الجواب:

كلمة الناس تفيد العموم أو الخصوص بحسب سياقها، فالأصل أن تأتي لعموم الناس إلا إن كان في السياق قرينة يصرفها إلى قوم بعينهم أو أهل بلدة أو مجموعة أشخاص.

فمن العموم قوله تعالى :

﴿ وَقُولُوا ‌لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83] ﴿هَذَا بَيَانٌ ‌لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 138]

ومن الخصوص قوله تعالى:

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ‌النَّاسُ ‌إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]

فالناس الأولى غير الثانية، والظاهر أن الأولى دلت على قوم وفدوا إلى المدينة فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشا وحلفاءها يعدون العدة لغزو المدينة، فالمقصود بالناس الثانية هم قريش وحلفاؤها.

لكني لم أقف على كلمة الناس في القرآن جاءت تعني الرجال دون النساء أو العكس.

وقد زعم قوم أن الناس في الآية التالية جاءت بمعنى الرجال دون النساء:

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ ‌وَالْقَنَاطِيرِ ‌الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ، ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14] 

والحق أن كلمة الناس في الآية تشمل الجنسين، لأن الشهوة هنا ليست المتبادرة بين الرجل والمرأة (الجنسية) وإنما هي شهوة النظر إلى كل ما هو زينة/جميل، ألا ترى أن الرجال والنساء تلفتُ أنظارَهم زينةُ النساء، فالمرأة تهتم جدا بجمال امرأة أخرى ولباسها، وهذا ليس له علاقة بشهوة الجنس، وإنما بالميل إلى الجمال. وهو كالانجذاب نحو زينة البنين أي الأطفال الصغار.

لو كانت الشهوة الجنسية هي المقصودة فكيف نفسر اشتهاء البنين والذهب والفضة والخيل والأنعام؟! وهذا الاقتران بين المشتهيات في الآية يمنع قصد شهوة الجنس، ولذلك صح أن يكون معنى الناس هنا هو المعنى العام وليس الرجال فقط.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.