حبل الله
لماذا خلق الله تعالى فجوة كبيرة بين قوة الرجل وقوة المرأة؟

لماذا خلق الله تعالى فجوة كبيرة بين قوة الرجل وقوة المرأة؟

السؤال:

لماذا خلق الله تعالى فجوة سحيقة بين الرجل والمرأة في القوة البدنية؟ لماذا المرأة دائما هي التي تهان وتضرب ومعركتها خسارة في أي مواجهة جسدية مباشره مع الرجل! لماذا المرأة تعيش طول عمرها في رعب من الأب والأخ وأي رجل في الشارع ! لا تقل لي بسبب أن الإله قرر أن الرجل يحمي المرأة وأن الناس نشزت عن الفطرة، لأن الإله كان يعلم أن هذا سيحصل ! لماذا في كل المصائب كفة المرأة مرجوحة ! لماذا الإله خلق النساء بمليون نقطة ضعف حتى يعذبها أو يترك مسيرها مرهون بضمير الرجل ! الأب قد يخاف أن يضرب ابنه عندما يصل إلى سن معينة، لأنه عارف أنه صار أقوى منه، إنما ابنته يضربها لآخر عمرها الابن يضرب أمه و أخواته فقط لأنه قادر، وكذلك الزوج ! أرجو ردا مقنعا لهذه المأساة الأزلية؟.

الجواب:

من الظلم أن نعمم ما ذكرته السائلة من ظلم الرجل للمرأة، فهي بنظرها مظلومة من أبيها وأخيها وزوجها وحتى المجتمع، وأظن أن هذه نظرة سوداوية لا تستند إلى الحقيقة، نعم قد تواجه بعض النساء الظلم لكنها حالات شاذة وليست هي الأصل، فالآباء مثلا لا يمتهنون كرامة بناتهم بل العكس هو الصحيح فهم أحرص الناس عليهن ولا يقبلون لهن الإهانة من أيٍ كان، فكيف نتهمهم بأنهم هم من يمارسونها؟

والأزواج لا يمتهنون كرامة أزواجهم، هذا هو الأصل والغالب، لأن الله تعالى جعل بين الزوجين مودة ورحمة [الروم: 21]  بل إنهم يعملون جاهدين من أجل رفعتهن وكرامتهن [البقرة: 233]  ، لأن الله تعالى فطرهم على هذا وخلقهم مهيئين للقيام بهذا الدور، وهذا لا يمنع بالطبع أن تكون هناك حالات شاذة.

هل يمكن أن تخبرنا السائلة الكريمة لماذا يبذل الرجل ماله وجهده وبيته لتقبل به امرأة لتكون زوجته؟

ربما يتفاجأ البعض من السؤال، معهم حق طبعا، ربما لأول مرة يحاولون الإجابة عليه، وبدورنا سنحاول تقريب الإجابة إليهم:

لقد ميز الله تعالى الرجل بقوة بدنه، بينما ميز المرأة بزينة بدنها، فالمرأة التي تمتلك من الزينة ما يفتقده الرجل يجعله يسعى لتقبل به زوجة، ثم يبذل كامل جهده ووقته من أجل إسعادها وتأمين احتياجاتها. تلك هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وقد جاءت التشريعات القرآنية لتقرير ما دعت إليه الفطرة: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، ذلك أن خالق الإنسان والعالم بحاله ينزل في كتابه ما يلائمه ويصلح حاله ويسعده في دنياه وآخرته:

﴿أَلَا ‌يَعْلَمُ ‌مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14] 

طبعا هذا هو الأصل وهو السائد والمتعارف عليه.

لكن لا يمنع أن تكون هناك حالات تظلم فيها المرأة ولا تقدر ، كما أن هناك حالات يظلم فيها الرجل ولا يقدر، وفي كل حالة ظلم هناك ميزان عدالة إلهي يرد الظالم وينصف المظلوم.

الميزان الذي يضبط كل هذه المسائل هو القرآن الكريم، فلو استقام عليه الناس لما تظالموا، وإن رجعوا إليه حين التظالم لوجودا الحلول فيه، وصدق الله تعالى إذ يقول:

﴿إِنَّ ‌هَذَا ‌الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9] 

﴿وَأَلَّوِ ‌اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16] 

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.