السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
ذات يوم قمت بإنشاء قناة على يوتيوب ونشرت 2 من الفيديو؛ الأول عن كيف تصبحين جذابة ومتميزة بين صديقاتك في المدرسة ولم أعط أي نصيحة مخالفة للشرع من بين النصائح التي أعطيت مثل أن تتصرفي على طبيعتك، الابتسامة لأنها صدقة، عدم التحدث في القسم، وفي الفيديو الآخر أعطيت نصائح حول كيف تحصل على نقاط في الاختبارات المدرسية، ويحتوي الفيديو على موسيقى وصور خارجية تحتوي على صور فتيات أنمي وأخرى مرسومة، فهل أنا آثمة؟! وهل سأحاسب؟.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
يبدو من السؤال خوف السائلة الكريمة من عقاب الله تعالى، وردًا على سؤالها هل ستحاسب؟ بالطبع سوف تُحاسب وسوف نحاسب جميعًا مهما بلغ صغر ما فعلنا، يقول اللَّهُ تَعَالَىٰ:
﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ﴾ الأنبياء (47)
ولكن السؤال هنا:
ما الإثم الذي ارتكبته السائلة الكريمة؟ وما الداعي لخوفها؟
فعلى حسب ما ذكرته فإنها قدمت في الفيديوهات نصائح مفيدة ولا تخالف الشرع، فما فعلته نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي دعانا إليه رب العالمين لنكون به خير أمة أخرجت للناس:
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ آل عمران (110)
واستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة إلى مكارم الأخلاق التي هي جزء من الدين يُعد من الحكمة؛ لأن مواكبة العصر وتسخير إمكاناته في الخير هو مراد الله تعالى من كل مؤمن انطلاقًا من قوله جل وعلا:
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ النحل (125).
